الجمعة، 15 مارس 2019

خواطر في جريمة المسجدين  🕌 🕌

١- نيوزيلندا رغم انها بلد محايد وهاديء الا ان التطرّف والعنصرية ارتكبت جريمتها فيها.

٢- القصاص وإعدام القاتل من نعم شريعة الإسلام وحكمته، أنظر كيف وثق المجرم جريمته، فهو يعرف أنه لن يُقتل.

٣- كم مجرم ابيض أوعنصري أشقر يدخل بلادنا دون تفتيش في المطار؟ ودون تحقيق؟ وكأنهم ملائكة البراءة والسلام!

٤- تذكرون كم مرة قالوا ان مناهج مدارسنا ارهابية؟ ماذا عن مناهج كنائسهم وجمعياتهم النازية التي تحرض على الاسلام؟

٥-الحكومة النيوزيلاندية سمت منفذ الجريمة (إرهابي) فيما سمته قناة العربية (سفاح) ، اتقوا الله فالإرهاب صنيعة الغرب أما الإسلام فمنه براء.

٦- هل شاهدتم الرجل الوحيد الذي استقبل القبلة واستمر في صلاته؟ يا الله ما أروعها من خاتمة مآلها الجنة إن شاءالله.

٧- التواريخ والكلمات المسجلة على أسلحة الإرهابي تدل على فكر متطرف وثقافة ارهابية وليست المسألة مجرد رجل غاضب غير واعي بجرائمه!

٨- هل ستدعم حكومات المسلمين عائلات الشهداء؟ أم أن قيمة هؤلاء المساكين أقل من قيمة الامريكي والاوروبي؟ ونحن بانتظار بلاد (التسامح) العربية!


قال الله عز وجل: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ


  
عبدالله الأعمش
الكويت

الأربعاء، 14 يونيو 2017

تذكر .. أنت كويتي

تذكر .. أنت كويتي


يفخر المجتمع الكويتي بدواوينه التي لا مثيل لها في أي مكان حول العالم، قاعة مفتوحة يدخلها من يشاء دون حاجة لدعوة أو للتعريف بنفسه، قد يكتفي بالاستماع وهو يحتسي الشاي أو القهوة أو ربما يطلق العنان لتحليلاته السياسية ونظرياته الاستراتيجية دون مقاطعة أو حتى سؤال عن مؤهله العلمي،  فالكبير يتحدث والصغير يعارضه والبروفيسور يحلل والأمي يعقب عليه، لا يتجرأ أحد على إسكات غيره أو تأنيبه بسبب مداخلة قام بها أو رأي مغاير أدلى به.
جُبل شعب الكويت على أجواء الحرية، ونشأ الكويتيون على عدم الخوف من الرقيب، وكلما أتت ظروف التقييد أو محاولات تشديد الرقابة احتج الناس في الدواوين وارتفعت أصواتهم عن ذي قبل، بل وتحول المسؤول الآمر بالتضييق لمادة دسمة تتداولها أحاديث الكويتيين بشكل علني.
اليوم وفي ظل محاولات محاصرة قطر يبرز الكويتي بجرأته المعهودة في وسائل الاتصال الاجتماعي منتقداً من يشاء ومدافعاً عمن يريد، يسعى كل طرف لجرّه ناحيته فلا يقبل إلا أن يتبع طبيعته (الحُرة) التي لا تستسيغ التسيير والتوجيه، يزعل من يزعل ويرضى من يرضى، هذا لسان حاله.
الكويتي تربى على التعددية وقبول الآخر، يختلف السني والشيعي لكن الأول لا يقمع الثاني بحجة أن بعض الشيعة تورطوا في تفجيرات الثمانينات، لا توجد عائلة كويتية إلا وفيها أكثر من فكر، الوالد قومي وابنته من الإخوان فيما عمهم ينتمي لجماعة التبليغ وله ولد ليبرالي، لا يسعى الكويتي (الأصلي) لإبادة الآخر أو زجه في معتقل كما يحدث في دول الجوار، لايختلف الوضع على المستوى الرسمي فحكومات الكويت تقوم على التعددية حيث يُوَزر البدوي والتاجر والسلفي والعيمي والشيخ ابن الأسرة الحاكمة جنباً إلى جنب بل حتى القريب من حزب الله له فرصة لبس بشت الوزير، ولهذا استقر الحكم في الكويت واستتب أمنها وتكاد تخلو سجونها من المعارضين السياسيين، فالمظاهرات والاعتصامات في الدول الديمقراطية مظهر طبيعي يمر غالباً بسلام ويغطيه ضباب مسيلات الدموع أحياناً، لكنه في كل الأحوال لا يشهد رصاصاً حياً ولا يعقبه إختفاءٌ قسري، فلا يوجد كويتي .. راح وراء الشمس!
الدكتور الإماراتي عبدالخالق عبدالله والصحفي السعودي صالح الفهيد قاما قبل أيام بسحب استفتائين في (تويتر) حول الأزمة الخليجية وتقييم تناول الاعلام للأزمة، التراجع كما هو واضح سببه تعليمات (من فوق) بعد أن اتجهت النتيجة  لصالح القطريين! وفِي هذا الموقف لا نهدف بتاتاً للشماتة لكننا ندلل على الفارق الكبير في مساحة الحرية التي يمتاز بها المجتمع الكويتي وغيره من مجتمعات محيطة،  هذا الاستدلال نقول من خلاله  لكل كويتي من السياسيين والاعلاميين والمغردين والعامة: تذكر .. أنت كويتي، فلا تكن إمعة تستورد خطابات الإقصاء، لا تتبنى مصطلحات أجهزة القمع هناك فأنت كويتي، لا تتحول إلى رسول فُرقة في مجتمع أساسه (الاختلاف في الأفكار والاتفاق على الدستور) الحامي للكرامة والحريّة وحقوق الإنسان .. فأنت كويتي.

عبدالله الأعمش

السبت، 10 يونيو 2017

أسطورة الوحدة الخليجية

أسطورة الوحدة الخليجية

قبل أكثر من ثلاثة عقود اتفقت ست دول تتحدث بلغة واحدة وتدين بنفس المعتقد ولا يحوي تاريخها صفحات دموية أو حروب بين أي منها على تأسيس شبه إتحاد أُطلِق عليه إسم مجلس التعاون لدول الخليج العربية، هذه الدول ورغم رغم مرور الزمن وتشابه اللغة والدين وترابط شعوبها وجهوزية الرؤى الاقتصادية والأمنية والاجتماعية المشتركة لم تنجز ما يستحق الذكر في طريق تكاملها وليست لديها اليوم أي انجازات (معتبرة) تصب في صالح شعوبها فهي مازالت تتعامل بعملات نقدية ست، وتفصلها مراكز حدودية متخلفة، وفي أدراج مسؤوليها مقترحات السكة الحديدية والجيش الواحد وغيرها من أحلام.
يتساءل المواطن الخليجي عن مكمن الخلل ولماذا يسمع من المسؤولين رغبة في الإنجاز ووعداً بتحقق المشاريع ولكنه لا يرى أثراً له على أرض الواقع.
منذ سقوط الامبراطورية الرومانية والأوروبيون يسعون للاتحاد، تارة ضم القوي منهم الضعيف جبراً، وتارة أخرى اتفقت دول أوروبية على الوحدة طواعية، اليوم يتشكل الاتحاد الاوروبي من ٢٧ دولة بعد انسحاب الإنجليز وربما يزداد عدد أعضاء الاتحاد مستقبلاً حيث أن دولاً مرشحة لدخوله تسعى جاهدة للانضمام لهذه المنظمة العملاقة.
العجيب أن هذه القارة العجوز التي تساهم اليوم في تطوير العالم تكنلوجياً وطبياً وبيئياً وثقافياً تتألف من أعراق متعددة ومذاهب مختلفة و٢٤ لغة رسمية وتاريخ مليء بالحروب الدموية! لكن سر الوحدة وسبب النجاح هناك يلخصه مشهد تسلم الاتحاد لجائزة نوبل للسلام التي مُنحت للاتحاد الأوروبي في 12 أكتوبر 2012 لمساهمته في تعزيز السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا.
لن يتوحد الخليجيون اذا استمروا في خداع أنفسهم بأسطورة الاتحاد الخليجي ولن ينجو مجلسهم الهرم إلا بإكسير الحياة الحقيقي المتمثل في تبني روح النموذج الأوروبي الذي منح الأوروبيين وبجدارة جائزة نوبل للسلام، لابد أن يجتمع عرب الخليج على احترام تعدد الآراء وعدم إقصاء المخالفين، يجب عليهم أن يشدوا رحالهم على طريق الديمقراطية التي باستطاعتهم أن يشذبوها بحيث لا تتعارض مع الإسلام، ولا خيار أمامهم في مسألة احترام حقوق الإنسان وترسيخ أخلاقيات العدالة والمساواة وإلغاء الطبقية والتوقف عن دعم الحكومات القمعية وتبديد ثروات الخليجيين عليها.
لقد بات حتمياً على دول مجلس التعاون الخليجي المحتضر أن تؤمن بجوهر تلك المبادىء وليس الاكتفاء باستيراد مساحيق تجميل فاسدة جعلت من وجه بعض الدول مسخاً يكرم الغريب السائح في أرضه ويحبس ابن جلدته في غياهب السجون، وصارت مدنها معالم معمارية تنتصب فوقها ناطحات السحاب الشاهقة فيما تُدفن في دركها الأسفل أفكار المعارضين ومقترحات المراقبين ومطالبات النشطاء وشكاوى .. البشر.

عبدالله الأعمش

الأربعاء، 12 مارس 2014

ورطة القرار السعودي


منذ أن أصدرت المملكة العربية السعودية قرارها الأخير الذي أيدته حكومة السيسي والإمارات وإسرائيل بشأن وضع الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى في خانة الإرهاب وعشرات التساؤلات المستحقة تُطرح على السعوديين ومن يدعم قرارهم ، لكن دون إجاباتٍ واضحة أو ردود مقنعة تكشف الضبابية التي تحيط بمستقبل القرار وكيفية تطبيقه عملياً ، ولتأكيد الورطة التي ستواجه المسؤولين السعوديين أطرح 10 من علامات الاستفهام الحائرة :


1-     لماذا تم (تعميم) اعتبار الإخوان المسلمين إرهابيين فيما تم (تخصيص) حزب الله (السعودي) دون شمول القرار لفرعه (اللبناني) ؟ ما سبب تسمية كل منتمي لذلك التيار (السياسي) بالإرهابي فيما لم يُطلق على حزب الله اللبناني (المسلح) نفس اللقب ؟ وهل لهذا الاستثناء ارتباط بتصريح السفير السعودي في بيروت خلال الشهر الماضي الذي قال فيه أن أبواب المملكة وقلوبها مفتوحة لحزب الله !


2-     لماذا صدر القرار الآن ؟ فرغم عدم تطرق الإخوان للمملكة الداعمة لإسقاطهم في مصر في مقابل إبداء الإخوان تقديرهم للسعودية خلال فترة حكم الرئيس المنتخب د محمد مرسي إلا أن القرار صدر مباشرة بعد تصعيد سعودي إماراتي ضد القطريين. 



3-     دخلت القاعدة في صراع دموي مع النظام السعودي منذ سنوات طويلة قُتل خلالها المئات من المدنيين ورجال الأمن وأعضاء التنظيم المسلح إلا أن قرار اعتبارها جماعة إرهابية لم يظهر إلا اليوم إلى جانب جماعة الإخوان المسلمين في عملية حشرٍ واضحة لا تخفى على أي مراقب ، فهل انتبهت المملكة فجأة للقاعدة ؟ أم أنها خلطٌ للحابل والنابل من أجل استهداف الإخوان ؟


4-  كيف ستتعامل الحكومة السعودية رسمياً مع الحكومات التي تضم وزراء من جماعة الإخوان المسلمين مثل التونسية والمغربية واليمنية وأحياناً الليبية والكويتية والسودانية وغيرها ؟ فهل سيكون وزراؤها إرهابيون في معية نظرائهم السعوديين ؟


5- كيف وضعت السعودية الخصمين اليمنيين الإصلاح (الإخوان) و الحوثيين (الشيعة) في قائمة الإرهاب في الوقت الذي ترعى فيه المملكة الحوار اليمني الذي تشارك به تلك الجماعتان ؟ وهل سيؤدي هذا التناقض لفقد السعودية دورها في اليمن ؟


6- ماهو موقف السعوديين من تيار الإخوان المسلمين في سوريا ؟ حيث لا يختلف اثنان على أن الإخوان السوريين أشعلوا شرارة الكفاح ضد البعثيين منذ ما قبل مذبحة حماة ولهم اليوم دور مؤثر في القضية السورية على الصعيدين السياسي والعسكري؟ فهل ستعتبرهم السعودية إرهابيين كما يفعل نظام بشار ؟ وهل سيربك هذا القرار السعودي الألوية والجبهات السورية المناهضة للنظام السوري ؟


7- هل ستعتبر السعودية أبرز التيارات الإسلامية (السنية) في الكويت والبحرين والعراق منظمات إرهابية ؟ مع العلم أن الإخوان في هذه الدول يمثلون خطوط دفاع قوية أمام نفوذ التيارات الموالية للإيرانيين، ولن يكون اعتبارها إرهابية إلا في صالح طهران التي تأمل أن تقوم نيابة عنها الحكومات السنية بإضعاف تيار الإخوان المسلمين (السني).


8- هل استعدت الحكومة السعودية للحرج اليومي الذي سيواجه سلطات مطاراتها في حال قدوم رموز دينية أو شخصيات رسمية تنتمي لتيار الإخوان المسلمين بهدف الحج أو العمرة أو أي أنشطة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ؟ مع استذكار تأثير ذلك الحرج على سمعة السعودية إعلامياً ودبلوماسياً.


9- هل احتسبت السعودية تكلفة خسارتها لملايين الإخوان ومن يتعاطف معهم في الدول الغير عربية مثل ماليزيا وباكستان وتركيا وأندونيسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من دول ؟ أم أن إحياء الدور القيادي للمملكة في العالم الإسلامي ما عاد من أولويات سياسييها ؟


10- ما هو تصنيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم بالنسبة للحكومة السعودية ؟ فلا يختلف اثنان على أن حماس التي أسسها الشهيد الشيخ أحمد ياسين هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، فهل ورّط العميل الإسرائيلي القابع في الإمارات (دحلان) السعوديين بهذه المعضلة ؟


تلك التساؤلات آنفة الذكر نماذج وليست حصراً للكثير من الغموض الذي يكتنف القرار الذي أعتبره ذو كلفة عالية على المملكة التي لم تعاني يوماً من تيار الإخوان داخلياً لكن أقطاباً فيها اختلقت الخصومة لمواجهة قطر والجماعة في مصر فظهر القرار ارتجالياً غير مدروس سيتبين غداً أنه متعجل وعاطفي وليس من سماته التروي وتحكيم العقل والمنطق .. كما حدث سابقاً حين أعلنت المملكة مقاطعتها لمجلس الأمن رغم فوزها بالمقعد !


ختاماً : في الفتوى رقم (6250) للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تُذكر جماعة الإخوان المسلمين على أنها إحدى الجماعات الثلاثة (الأقرب إلى الحق) و (الأحرص على تطبيق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).


عبدالله الأعمش

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

مستشار التهلكة


مستشار التهلكة

قال تعالى : ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة

ومن التهلكة إسناد الأمر لغير أهله واتخاذ الحكام بطانة فاسدة، فالتوكؤ على عكاز نخره السوس أمر لا يجلب إلا السقوط إلى الهاوية، والإعتماد على مشورةٍ منبعها هوى النفس يودي إلى دركٍ سحيق.
لقد أكدت صفحات التاريخ أن الحاكم إذا اعتمد على الأقلية صارت الأغلبية خصماً له، وإن تشرذم مع حفنة من قومه عادته أكثرية شعبه، فالنجاة مرتبطة بالجماعة حيث أن يد الله معها.
إن من أول صفات المستشار أن تكون له نظرة ثاقبة وتخمينٌ راجح وتوقعات صائبة، فلا يخطو مع ولي أمره خطوة إلا وقد تفحص موطأها وتأمل عواقبها، لكن بعض المستشارين يستعجلون فيتعثرون، ويتهورون فيندمون، والأبشع أنهم لا يتوبون ولا عن مكرهم يُقلعون.
دفعوا الرشاوى فسقط الراشي والمرتشون، ثم ضربوا واعتقلوا فانتصر المضروب والمسجون، وها هم اليوم يعيدون الكرّة ويزيدون.
عندما تدعو البطانة السلطة لفرض رأيها على غالبية الشعب فهي تقربها من الصدام، وعندما تنصحها بضرب الشعب فهي تشعل فتيل المعركة بين الطرفين، ودائماً ما تكون كفة السلطة راجحة إبتداءاً ثم تميل لصالح الشعوب دون أدنى شك.
إن الحاكم إذا حقق مطالب غالبية شعبه ضمن نجاته وتأكدت إستمراريته، والعكس صحيح إذا الشعب يوماً أراد الحياة والحرية وواجهه الحاكم بالقمع فسيكون منبوذاً من قلوب الناس.

مستشار التهلكة


مستشار التهلكة

قال تعالى : ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة

ومن التهلكة إسناد الأمر لغير أهله واتخاذ الحكام بطانة فاسدة، فالتوكؤ على عكاز نخره السوس أمر لا يجلب إلا السقوط إلى الهاوية، والإعتماد على مشورةٍ منبعها هوى النفس يودي إلى دركٍ سحيق.
لقد أكدت صفحات التاريخ أن الحاكم إذا اعتمد على الأقلية صارت الأغلبية خصماً له، وإن تشرذم مع حفنة من قومه عادته أكثرية شعبه، فالنجاة مرتبطة بالجماعة حيث أن يد الله معها.
إن من أول صفات المستشار أن تكون له نظرة ثاقبة وتخمينٌ راجح وتوقعات صائبة، فلا يخطو مع ولي أمره خطوة إلا وقد تفحص موطأها وتأمل عواقبها، لكن بعض المستشارين يستعجلون فيتعثرون، ويتهورون فيندمون، والأبشع أنهم لا يتوبون ولا عن مكرهم يُقلعون.
دفعوا الرشاوى فسقط الراشي والمرتشون، ثم ضربوا واعتقلوا فانتصر المضروب والمسجون، وها هم اليوم يعيدون الكرّة ويزيدون.
عندما تدعو البطانة السلطة لفرض رأيها على غالبية الشعب فهي تقربها من الصدام، وعندما تنصحها بضرب الشعب فهي تشعل فتيل المعركة بين الطرفين، ودائماً ما تكون كفة السلطة راجحة إبتداءاً ثم تميل لصالح الشعوب دون أدنى شك.
إن الحاكم إذا حقق مطالب غالبية شعبه ضمن نجاته وتأكدت إستمراريته، والعكس صحيح إذا الشعب يوماً أراد الحياة والحرية وواجهه الحاكم بالقمع فسيكون منبوذاً من قلوب الناس.

مستشار التهلكة


مستشار التهلكة

قال تعالى : ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة

ومن التهلكة إسناد الأمر لغير أهله واتخاذ الحكام بطانة فاسدة، فالتوكؤ على عكاز نخره السوس أمر لا يجلب إلا السقوط إلى الهاوية، والإعتماد على مشورةٍ منبعها هوى النفس يودي إلى دركٍ سحيق.
لقد أكدت صفحات التاريخ أن الحاكم إذا اعتمد على الأقلية صارت الأغلبية خصماً له، وإن تشرذم مع حفنة من قومه عادته أكثرية شعبه، فالنجاة مرتبطة بالجماعة حيث أن يد الله معها.
إن من أول صفات المستشار أن تكون له نظرة ثاقبة وتخمينٌ راجح وتوقعات صائبة، فلا يخطو مع ولي أمره خطوة إلا وقد تفحص موطأها وتأمل عواقبها، لكن بعض المستشارين يستعجلون فيتعثرون، ويتهورون فيندمون، والأبشع أنهم لا يتوبون ولا عن مكرهم يُقلعون.
دفعوا الرشاوى فسقط الراشي والمرتشون، ثم ضربوا واعتقلوا فانتصر المضروب والمسجون، وها هم اليوم يعيدون الكرّة ويزيدون.
عندما تدعو البطانة السلطة لفرض رأيها على غالبية الشعب فهي تقربها من الصدام، وعندما تنصحها بضرب الشعب فهي تشعل فتيل المعركة بين الطرفين، ودائماً ما تكون كفة السلطة راجحة إبتداءاً ثم تميل لصالح الشعوب دون أدنى شك.
إن الحاكم إذا حقق مطالب غالبية شعبه ضمن نجاته وتأكدت إستمراريته، والعكس صحيح إذا الشعب يوماً أراد الحياة والحرية وواجهه الحاكم بالقمع فسيكون منبوذاً من قلوب الناس.

الأحد، 2 سبتمبر 2012

ضاحي خلفان والهروب الكبير



على طريقة الطاغية زين العابدين التونسي صاح أحد المغردين : ابن خلفان هرب .. ابن خلفان هرب !
حدث هذا بعدما طلب الدكتور فيصل المسلم مواجهة الفريق ضاحي خلفان عن طريق الإعلامي بشار الصايغ ولم يرد الفريق فعاجله الدكتور جمعان الحربش بضربة ثانية وقاضية معلناً المناظرة على لسان الكاتبجي محمد الوشيحي فرفع مدير شرطة دبي راية الإستسلام مبرراً رفضه هذا بأعذار واهية وحجج مضحكة وأسلوب لا يليق بسنه ومركزه! فهو رحمه الله عرف قدر نفسه وعلم مسبقاً كما نعلم جميعاً أن الحربش كان سينهي اللقاء لصالحه في الدقائق الأولى من المواجهة المفترضة التي رفضها خلفان دون تقديم تعديل أو شروط أو تبرير جدي، مما يعني عدم صحة مزاعمه التي لم يستطع مواجهة خصومه بها ولم يجرؤ على بثها في الإعلام أو من خلال تغريداته كما لم يقدمها للمسؤولين في الكويت والإمارات!

لقد أحسن الدكتور الحربش بإعلانه مواجهة منبع هذه الزوبعة ورأس معركة التصريحات وهو الفريق خلفان الذي زعم مراراً إمتلاكه لأدلة ومستندات تثبت التخطيط لمؤامرات إنقلابية تبدأ في الكويت ثم تنتشر في الخليج! فمن الطبيعي أن يكون في جعبة الفريق أكثر بكثير مما لدى الشخصية الوهمية التي أطلقت عليها خلية فيلا الجابرية لقب (زايد الشحي) وثبت لاحقاً أنه مغرد كويتي من (المرتوتين) لدشتي وعاشور وأن مستنداته المزعومة منشورة منذ سنوات في مواقع إلكترونية شيعية، فكانت نتيجة هذه الفضيحة إختفاء حساب الشحي وذوبانه كفص ملح!

لقد ثبت اليوم بما لا يدع مجالاً للشك بأن ذلك الرجل المتجنس في السبعينات والذي عاش في الكويت قبل ذلك كأحد إخواننا البدون إنما هو مجرد ظاهرة صوتية تتفنن بالتحليلات الخيالية والتصريحات البوليسية كما حدث في مسرحية تصوير الموساد الذي عاثوا في دبي فساداً وخرجوا منها كما تخرج الشعرة من العجين، كما ثبت أن معاليه مجرد بوق لقوى إماراتية وأخرى تتمركز في الكويت، وأن هذا المسؤول عن أمن كل ما تشتهر به تلك الإمارة ذات الأغلبية الأجنبية ما هو إلا ضحية إبتزاز قوى إيرانية كلفته بالعمل على تشتيت الإنتباه عن خطرها الأعظم الرابض على الجزر المحتلة والتي يتضح عدم جدية كفاح البعض لاستعادتها في ظل ازدياد النفوذ الفارسي في تلك البلاد -تجارياً ودبلوماسياً ومذهبياً- والذي واجهه أعرق عسكرييها بقوله : (إن استقرار إيران استقرار للمنطقة، وليس من مصلحة المنطقة المواجهة مع إيران، وعلينا أن نتعاطى مع إيران على أنها دولة جارة ومسلمة) في حين ينهمك الفريق المهيري بشتم الإخوان المسلمين والتحذير من هذا التيار السياسي المعترف به في أغلب الدول العربية والذي يتصادم معه الصهاينة في فلسطين والصفويون في الكويت والبعثيون في سوريا.

في وجهة نظري إن أكبر الخاسرين في هذه الموقعة الإلكترونية التي شارفت صلاحية بطلها على الإنتهاء هي الإمارات الشقيقة التي شَوهت تغريدات شرطيها الأول سمعتها الطيبة التي بنتها على مدى سنوات طويلة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، فقد صنعت تغريدات خلفان خلال شهورٍ صورة قمعية فلولية عن وطنه وعداوات ومشاحنات مع شرائح كثيرة في دول عديدة حين هاجم الثورات العربية وبرر لطغاتها وتطاول على رئيس مصر المنتخب وشتم اليمنيين وسب المعارضة الكويتية المشاركة في ساحة الإرادة وتدخل بالشأنين السعودي والقطري ونادى بتعليق عضوية الكويت في مجلس التعاون الخليجي! كل ما سبق ذكره جرى بدون شك بموافقة أو على الأقل غض طرف من مسؤولي ضاحي خلفان والذين بالتأكيد  لن يكون تبريرهم هو (حرية التعبير) في بلد شن في الآونة الأخيرة حملة شعواء لاعتقال عدد من الأكاديميين وحفظة القرآن والمنتمين لتيار إسلامي إصلاحي سلمي، كما لن يستطيع أحد التبرير له من باب أنه يقوم بالرد على تدخلات الآخرين في بلاده فشتان بين نقدٍ موضوعي هادئ صدر من شخصيات كويتية غير حكومية وشتمٍ وتهديد تفَوّه به ذلك المسؤول الحكومي الذي تملأ بزته العسكرية أوسمة ونياشين لحروبٍ .. تويترية !


عبدالله الأعمش

السبت، 25 أغسطس 2012

الصراع بين الإخوان وإيران

يتفق السياسيون على أن العلاقات بين الدول والأحزاب الكبيرة لا يمكن تصنيفها في خانة (العداء) أو (الحلف) من خلال لقاءات عابرة أو تصريحات متفرقة أو في فترات زمنية قصيرة، بل يتم قياسها من خلال تقييم عدة سنوات وفي أقاليم متفرقة وأثناء أحداث سياسية مختلفة.

إن من أبرز العلاقات التي تم تحريفها واختلاق أسطورة حولها هي تلك التي تجمع الجمهورية الإيرانية وجماعة الإخوان المسلمين في حلفٍ واحد، حيث عمدت دوائر أمن خليجية وفلول أنظمة دكتاتورية وجماعات جامية وليبروجامية إلى نسج وبث تلك الأسطورة التي لا تستند إلى أدلة رصينة ولا ترتقي لمستوى تلك الإثباتات المضادة التي تنسف هذه الأسطورة والتي سأتطرق لها لاحقاً ، فأدعياء الأسطورة لا يستندون إلى شيء ملموس سوى مسألة التعاون الإيراني مع إخوان فلسطين (حماس) في غزة ومعركتهم ضد الصهاينة والتي لي عليها 3 ملاحظات:

1-    لا يُعد هذا التعاون من باب المستمسكات والمآخذ على الإخوان المسلمين.

2-    الحصار العربي والتقاعس الخليجي عن دعم حماس أبرز مبررات هذا التعاون.

3-    هذا التعاون أصبح بحكم المنتهي بعد الإنسحاب الحمساوي من سوريا.

أما شواهد الصراع بين الإخوان والصفويين فهي كثيرة وجدية ، وسأذكر أبرزها :

أولاً: جماعة الإخوان سنية المذهب منذ أسسها الإمام حسن البنا ابن الشيخ أحمد الساعاتي صاحب مسند ابن حنبل، وعلى رأس هذه الجماعة علماء وفقهاء لهم مكانة رفيعة في العالم الإسلامي السني من أمثال عمر الأشقر وسيد سابق ومحمد الغزالي وتوفيق الواعي ومحمد الصابوني وفيصل مولوي والددو وأبو غدة وجاسم بن مهلهل الياسين ، ومنهم الشيخ سعيد حوى صاحب رسالة (الخمينية شذوذ في العقائد والمواقف) ومنهم الشيخ القرضاوي الذي يعتبر أول من حذر من (التبشير الشيعي) فهاجمه الإعلام الإيراني بشراسة رغم أنه أحد دعاة التقريب بين المعتدلين من المذهبين وهي الدعوة التي تبناها اليوم خادم الحرمين الملك عبدالله.

ثانياً: تُعتبر الكويت إحدى أبرز مناطق الصراع بين الإخوان والصفويين، فتكتل النواب وبعض رجال الدين والتجار الشيعة وإعلامهم المدعوم من إيران يعتبرون الحركة الدستورية الإسلامية الهدف الأول لحملاتهم التشويهية لأسباب عديدة منها مناهضة الحركة للتغلغل الإيراني في الكويت إضافة لمشاركة (حدس) في فعاليات طرد السفير السوري ودعم عروبة البحرين.

ثالثاً: سوريا كانت أول مناطق الصراع بين الإخوان وإيران في الثمانينات عندما ارتكب العلويون مجزرة حماة الشهيرة بحق الإخوان المسلمين، وحينها برز خطيب الإخوان في الكويت الشيخ القطان محذراً من تلك العصابة الحاكمة ومنتقداً تصدير الثورة الخمينية، واليوم بالتوازي مع مشاركة الإخوان بكل من الثورة المسلحة والمجلس الوطني السوري قامت حماس بإضعاف النظام البعثي حين قررت الإنسحاب من سوريا مضحية بموقعها التاريخي الآمن في سبيل ثورة الشعب السوري .

رابعاً: يساند الإخوان المسلمون في البحرين حكم آل خليفة من خلال البرلمان وجمعية الإصلاح وجمعية المنبر الإسلامي وغيرها من الواجهات التي سخرتها الجماعة أيضاً في سبيل مواجهة العنف والنفوذ الإيراني المتحكم بشيعة البحرين.

خامساً: الدكتور الإماراتي محمد الركن المعتقل والمتهم بانتمائه للإخوان المسلمين له دراسات قانونية ومواقف بارزة دفاعاً عن الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران وهو الموقف الذي عبر عنه إخوان الكويت والبحرين ومصر مراراً، الغريب في الأمر أن بعض الأنظمة الأمنية التي تزعم تخوفها من إيران هي من توطد العلاقات معها حتى بلغ التبادل التجاري بين الإمارات وإيران 25 مليار دولار في عام واحد!

سادساً: في إيران نفسها تعرض للقمع أبرز قياديين في جماعة الإخوان المسلمين الإيرانية، فالشهيد ناصر سبحاني مؤسس جماعة الدعوة والإصلاح أُعدم شنقاً في عام 1990 أما الشيخ أحمد مفتي زادة الزعيم الروحي لسنة إيران فقد سُجن سنوات طويلة حتى فقد بصره وتوفي مظلوماً رحمة الله عليه.

ما سبق ذكره عبارة عن شواهد راسخة على الصراع بين الإخوان وإيران ، ويأتي السؤال المهم الذي أتحدى خصوم الإخوان أن يجيبوا عليه: ما ملامح العلاقة بين إيران ومن يتبنى أسطورة الحلف الإيراني الإخواني؟ وهل الصراع بين الإيرانيين وأصحاب الأسطورة حقيقي كما هو الحال مع الإخوان أم أنه وهمي ولا يتجاوز التصريحات في حين تتوطد العلاقة تحت الطاولة تجارياً (كما في الإمارات) وسياسياً (كما في الكويت) وبغطاء شرعي .. جامي ؟!

 

 
عبدالله الأعمش

الأحد، 15 يوليو 2012

المقامة الخلفانية




حدَّثَنا عدنان ابن أُثيلة قال : رافقت شيخنا الأزرق بن كُليب إلى بلاد بني خلفان، التي يختلط بها العجم بالعربان، والروس بقبائل باكستان، والهنود بأهل لبنان، ومعهم حفنة من الحفاة الرعاة المتطاولين في البنيان، يحكمهم كرامٌ من بني نهيان .

قال ابن أُثَيْلَة : حين دخلناها وجدنا أهلها قلّة، محاصرين بألف ملّة وملّة، ووجدنا الشعب من السُنّة الموحدين، المحاطين بما يخالف الدين، من خمور ومراقص ومفسدين! ووجدنا فيها شرطيٍاً يقال له خلفان، كان يحرسها من سالف الأزمان، منذ كُلّفه جلالة السلطان، بحفظ الأمن والأمان، فتوفي السلطان ولم يبرح الشرطي المكان، ثم شاب الغلمان، ومازال الشرطي كما كان!

وفي عامٍ من الأعوام، استبدل الناس الكتب والأقلام، بالتويتر والانستقرام! في تلك الحقبة، لم تعد التكنلوجيا صعبة، ولا حكراً للنخبة، بل أصبحت بيد الصبيان كاللعبة، فمارس الشرطي يومها التغريد على الكِبر، فكان لتغريداته عواقب وعِبر، فيها يتسلى (المُرتوِتُ) ويعتبر، وقد يخاف ويزدجر، ففي تغريدة لسعادة الفريق، يمارس أعتى تحقيق، ثم بالأخرى هو حمل رقيق، فمرةً سمّى الداعية: زنديق، ثم اتخذ سليمان صديق، وحين ذم مرسي وامتدح شفيق، أشعل بين البلدين حريق!

وقد علّق شيخ الأطباء، على ذلك الوباء، شديد الوطأة والبلاء، فقال : لقد أدمنها الضاحي متى ما كان صاحي، بل زعموا أنه كان يغرد في المنام، والناس نيام، وأحياناً قبل صلاة القيام، لكنه قبل أيام، تعهد بالصمت في شهر الصيام، فهل يجتنب الكلام، أم يجذبه له الشوق والهيام؟!

يُعرف عن الفريق السنافي، أنه فاق العقيد القذافي، بما هو للعقل منافي، ففتاواه غريبة، ونظرياته عجيبة، وأفكاره مريبة، وله بكل فنٍ كلام، بالسياسة والإعلام، بالتجارة والإجرام، بالختان وبالإحرام، بل حتى في نقد الأفلام! وهو يرى اليمنيين رعاة، ويرى في المصريين طغاة، ويرى في السوريين بغاة، فهمُ من قادوا الثورات، وبهم تسمو الحريات، حرية رأيٍ وكتاب، حرية كل الأحزاب، ليست حرية أغراب،  خلْعُ ثياب، كأسٌ شراب، أو (دِسكو) يأتيه شباب!

يَنقل ابن أُثيلة عن الشيخ الأزرق كُرْه الخلفان لجماعة الإخوان، والداعية السويدان، ومفتيهم الهمام الشيخ الإمام مؤلف (الحلال والحرام)، ولقد استشْرَت كراهية خلفان في نفسه، من أخمص قدمه إلى رأسه، حتى أذاق المثقفين من بأسه، وملأ بهم السجون، وقذفهم بالمجون، دون حجة ودليل، سوى شفاء غليل، في قلبه العليل، فلم يحترم الخطيب الساجد، ولا الشيخ (ابن كايد)، ولا قرابة زايد، ولم يترك القاضي والدكتور، واقتحم البيوت والمستور، فخالف القانون والدستور!

وفي مقابل كرهه للإخوان، تجده شريكاً لدحلان، ومهادناً لإيران، وقيل عميلٌ لليبرمان! فبوجوده استطاع عملاء الموساد، غرس الخلايا كالأوتاد، في أرجاء تلك البلاد، فأمسى حينها المبحوح، كالليث المذبوح، يسبح بدمه المسفوح! وانتشرت نوادي اللوتَري، وشواطئ العُري، وصار المشبوه ثري، والسجن به حري! وهذه مظاهر سقوط المهيب، فبعد كل مخاضٍ عصيب، يأتي الفرج القريب، وبعد كل ضيقٍ يُقبِل اليُسر، وقبل كل فرحٍ يكون العُسر، فمالك الملك يعطي ويمهل، وهو سبحانه لايهمل، فهذا الشاويش الثرثار، سيتقاعد قريباً أو ينهار، وتبقى لعنات خصومه الأحرار، تصب عليه كالأنهار آناء الليل وأطراف النهار، فقد قال الشافعي عن سهام الدعاء : لها أمد وللأمد إنقضاء .. ويرسلها إذا نفذ القضاء !


عبدالله الأعمش

السبت، 16 يونيو 2012

حين يصبح مرسي رئيساً

في توقعي وتوقع أغلب المحللين المحايدين والمراقبين المنصفين أن مرشح جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي سيقتنص وبكل جدارة لقب فخامة الرئيس المصري في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها أم الدنيا ، وفي تصوري أن مرسي سيكون الفائز وبفارقٍ شاسع عن منافسه مرشح الفلول الفريق أحمد شفيق في إنتخابات الرئاسة المصرية ، وذلك التوقع بالتأكيد لن يتحقق إلا إن كانت العملية الإنتخابية تجري بكل شفافية ونزاهة بعيداً عن عمليات التزوير التي يحترفها الحزب الوطني البائد.
وإن فوز الإخوان في سباق التربع على عرش مصر ليس أمراً مستغرباً بتاتاً ، وذلك لعدة أسباب هامة لا يمكن إغفالها :
أولاً : تأسست هذه الجماعة الإسلامية في عشرينيات القرن الماضي والغريب ليس هو فوزها بهذه الإنتخابات بل إن من غير الطبيعي استمرار تأخر تسلمها مقاليد الحكم في مصر وقد ناهز عمرها القرن.
ثانياً : سلمية الجماعة وإيمانها بالديمقراطية وعدم جنوحها للعنف رسخ جذورها بالمجتمع فلم تكن كغيرها من الجماعات التي اعتقدت أن الطريق الأسرع للقيادة هو بالسلاح ، فقد تبين أن الاضمحلال مصير حتمي لكل من انتهج العنف كالقاعدة والتكفير والهجرة وبعض الجماعات اليسارية المتطرفة.
ثالثاً : إيمان جماعة الإخوان المسلمين بالإسلام الوسطي المعتدل بعيداً عن التشدد والعلمانية جعل لهذه الجماعة قبولاً في العالم الإسلامي عموماً وفي أوساط الأمة المصرية خصوصاً.
رابعاً : أعداء هذه الجماعة الإسلامية يمثلون أحد أسباب نجاحها ، فلوبي الأنظمة القمعية وأجهزة الأمن ودولة بني صهيون المتحالفة ضد الإخوان المسلمين يؤكد لرجل الشارع بأن الإخوان على حق.
خامساً : قوة تنظيم الجماعة وإلتزام منتسبيها بخططها جعلتها الأكثر انتشاراً والأقرب للشعب والأكثر تفهماً لهمومه على نقيض بقية الأحزاب ، وما انتصار الإخوان رغم ترشح أبوالفتوح إلا دليل على تماسك الجماعة في وجه الإنشقاقات وعمليات التشرذم التي راهن عليها الكثيرون بعد قرار طرد أبو الفتوح من الجماعة.
في وجهة نظري إن الفوز المؤكد بإذن الله للدكتور مرسي على مرشح النظام السابق ستنتج عنه مشاهد عديدة نتذكر فيها أن (شر البلية ما يضحك) :
1- أن بعض القيادات الأمنية الخليجية التي تهاجم الإخوان ليلاً و(ضحى) ستكون مسؤولة عن أمن موكب فخامة الرئيس الدكتور مرسي حين يقوم بزياراته الرسمية لبلادهم.
2- أن الجماعات (الجامية) التي تُسبح بحمد ولاة الأمر في كل شاردة وواردة ستُلبِس (مجبرة) الرئيس مرسي ثوب القداسة وستمنحه (مُكرهة) الحصانة والتنزيه وستعتبر أعداء الأمس أحباب اليوم .. على مضض.
3- أن جميع رؤساء الوزراء وولاة العهد سيجلسون خلف الدكتور مرسي ويمشون وراء مرشح الإخوان ويضطرون لتبجيله بعد أن كانوا من أعتى خصوم الجماعة.
4- أن الإدارة الأمريكية وللمرة الأولى منذ عقود ستتعامل مع مصر كدولة ذات قرار حر وسيادة كاملة وليست كحجر شطرنج يحركه العم سام كما يشاء.
5- أن حكومة المحتل الصهيوني لن تتعامل بعد اليوم مع المصريين كحرس حدود يأتمرون بأمر تل أبيب متى ما أراد اليهود إحكام القبضة على المجاهدين في حماس.
6- أن العامل المصري البسيط سيمتلك أخيراً مالا يملكه (كفيله) الخليجي الثري ، فالحرية السياسية وحق التعبير العلني أثمن بكثير من الأموال والقصور المحاطة بأسوار القمع والتكميم.
7- أن ورقة التوت الأخيرة التي يتستر بها التيار الليبرالي ستسقط وربما سقطت فعلياً خلال المرحلة الأولى من الإنتخابات ، فبعض رموز هذا التيار المتشدق بالديمقراطية والحرية ساندوا علناً مرشح القمع والديكتاتورية ضد خصمهما المشترك مرشح التيار الإسلامي ، وما الليبرالية الكويتية بعيدة عن هذا الإتهام.
ختاماً ، لابد على الساسة الخليجيين وأصحاب القرار في مجلس التعاون أن يعوا ضرورة إعادة صياغة العلاقة مع مصر الثورة بعيداً عن النهج القديم الذي لا يليق إلا بمصر الديكتاتورية التي ولّت إلى غير رجعة ، فمصر الجديدة ستفرض نفسها على الغرب وستقترب أكثر مع الحكومات الإسلامية المجاورة وسيكون مثلها الأعلى حكومة ديمقراطية إسلامية كتركيا ، وليست حكومات نفطية ثرية تتعامل مع الإنسان كنخلة لا تحتاج إلا للماء والتشذيب ، وقد يكون مصيرها أحياناً.. قطعٌ أو حرق !
عبدالله الأعمش

الجمعة، 25 مايو 2012

ستبقى الغلبة .. للأغلبية


إن ما قامت به الحكومة مؤخراً وبالتعاون مع قوى الفساد من ممارسات أقل ما يقال عنها (غير مسؤولة) كالهروب من الجلسات ومقاطعتها لا يمكن أن يوضع في خانة التكتيك واللعبة السياسية فهو مع سبق الإصرار والترصد تعطيل لتنمية فعلية تمثلت في قوانين هامة ومشاريع حساسة تم إقرار العديد منها في الجلسات التي سبقت يوم الهروب الكبير الذي استماتت فيه الحكومة لمحاولة إنقاذ يائسة لما تبقى من (فلول) حكومة ناصر المحمد .
وإن كانت الحكومة يومها تظن أن خطتها تلك ستحقق لها انتصاراً معنوياً للحفاظ على ماء الوجه فهي مخطأة تماماً لأن ماء وجهها لن يُحفظ بالهروب إلى القاع بل بالمشاركة في الإنجاز ومد يد التعاون مع السلطة التشريعية بعيداً عن ممارسة دور حامي حمى أطلال الحكومة السابقة التي رحل رئيساها التنفيذي والتشريعي قبل النزوح القسري لفريقهما البرلماني الذي احتل مجلس الأمة في أحد أسوء المراحل السياسية بتاريخ الكويت الحديث .
واهمٌ من يعتقد أن الكويت يمكن أن تعود لتلك الحقبة التي كانت فيها المعارضة الشعبية أقلية مضطهدة تحاصرها أغلبية مأجورة وحكومة فاسدة ووسائل إعلام مفسدة ، فبسقوط حكومة الرشاوى والفتنة وانتصار الشعب في صناديق الإقتراع تدشن عهد جديدً من الوعي السياسي وجرأة الطرح والنهضة الشبابية وتعاون التيارات وغيرها من الظواهر الإيجابية التي ترسخت في رجل الشارع الكويتي الناقم على مسؤول فاسد لا يخشى المحاسبة أو شيخ متكبر يرى الناس عبيداً أو إعلامي متحيز لا يؤمن بالرأي الآخر أو طائفي متعصب ولاؤه خارجي أو عنصري متعجرف يحسب الكويت إقطاعية موروثة !
لقد صار لزاماً على مستشاري الحكومة وعرابيها أن يغيروا قواعد ما يعتبرونها (اللعبة) بين السلطتين ، فأغلبية اليوم ليست كأغلبية الأمس ، والجماهير التي قررت التغيير لن تقبل بالعودة للمربع الأول ، أي أن الحكومة يجب أن يكون لديها بُعد نظر وأن تضع نصب عينيها التبعات الخطيرة لأي سيناريو محتمل أساسه حل البرلمان أو تعطيل الدستور أو تخريب الحياة الديمقراطية أو وضع العصا في عجلة الإصلاح الحقيقي ، فالأغلبية الحالية أكدت في أكثر من موقف صلابة موقفها وصعوبة إختراقها وتوحد صفوف نوابها الذين اجتازوا عدة مسرحيات حكومية كان أبرز فصولها استجوابات ركيكة من القلاف وعاشور والجويهل تبعتها وقاحة الأخير تجاه الدكتور المطر وأخيراً الرفض غير المبرر لضم الإستجوابين والذي واجهته الأغلبية بذكاء إنطلاقاً من القول المشهور : (إلحق الكذاب لي باب بيته) فنجحت المعارضة في حسن تعاملها مع التخبط الحكومي وأثمر عن ذلك رحيل الوزير الشمالي بعد ساعات من الجلد الدستوري الذي مورس عليه نتيجة إصراره على تغطية فضائح الحكومة التي صُعق الكويتيون وهم يستمعون لتفاصيلها على لسان السادة المستجوبين .
في تصوري أن رئيس الوزراء الحالي لن يطول بقاؤه في كرسيه إذا إستمر في استماعه لجوقة الحكومة السابقة ومعزوفاتها المشروخة ، لهذا وجب عليه إن رغب بالإستمرار في خدمة الكويت من منصبه هذا أن يوقفهم عند حدهم لأن أولئك الراحلون يريدونه أداة تنفذ مآربهم التي على رأسها دفن صحائفهم السوداء وإغلاق ملفاتهم المتخمة بالفساد ، فحري بالشيخ المبارك أن لا يقبل على حكومته الجلوس في مسرح العرائس وأن يقطع حبال الدُّمى التي مازالت تحرك بعض أركان حكومته ، وأن يستعجل بتكبيل الأذرع التي تتدخل بعمل فريقه .. إن كان في قلبه مثقال حبة من رأفةً بالكويت وشعبها .



عبدالله الأعمش

الأربعاء، 25 أبريل 2012

خطر الجامية على الأمة الإسلامية

في كل العصور الإسلامية كانت تظهر في أحشاء الأمة جماعات مثل الخوارج والنواصب والروافض تُضعف جسدها وتخدم أعداء الدين الحنيف إماً تعمداً أو جهلاً اعتقاداً منها أنها تنفع الإسلام وفي الحقيقة هي تثقل كاهله وتضره ضرراً مريعا ! وفي عصرنا هذا يظن العامة مخطئين أن أخطر تهديد يواجهه المسلمون هو تهديد من يُطلَق عليهم (الإرهابيون) أو ربما تهديد الصهاينة أو أولئك الصفويون فيما تؤكد تجارب التاريخ أن العدو الظاهر المكشوف أقل خطرأً من العدو المنافق المندس بين جنبات هذه الأمة الحالمة بالنهضة.

إن أخطر الجماعات المندسة اليوم هي تلك التي يُطلَق عليها (الجامية) نسبةً لشيخٍ حبشي المولد سعودي المنشأ يُدعى ابن أمان الجامي رحمه الله والذي سأتجاوزه وأسلط الضوء على خطر السواد الأعظم من أتباعه الذين أضاعوا جادة الصواب وأصبحوا كالسوس الناخر في صرح الأمة ، ولتأكيد خطورة هذه الفئة أنقل للقاريء الكريم الشواهد التالية :

أولاً : ثبت التحذير منهم على لسان كبار العلماء ، ومن أبرزهم -جزاهم الله الجنة- عبدالله الجبرين والألباني وبكر أبوزيد وعبدالله المطلق وأبي إسحاق الحويني ونبيل العوضي وغيرهم.

ثانياً : تتخصص الجامية في ذم الدعاة والقدح بالجماعات الإسلامية ، فتجدهم يجتهدون بالتصيد على الشخصيات الإسلامية ونقد الدعاة كسلمان العودة وعبدالرحمن عبدالخالق ومحمد حسّان وطارق السويدان وغيرهم ، فيما لا ترى حرابهم مصوبة بنفس الحدة تجاه المشركين وأعداء العقيدة إلا ما ندر.

ثالثاً : تتفنن الجامية بتقديس الحكام وتبجيل ولاة الأمر ومدحهم مع إضفاء تلك القدسية على أتباع السلاطين ووزرائهم كما فعل أحد رؤوسهم حين اعتبر المطالبة برحيل رئيس الوزراء الكويتي السابق بمثابة الخروجٍ على ولي الأمر !

رابعاً : تهاجم الجامية ثورات الشعوب العربية ، وتدافع عن الطغاة من أمثال القذافي ومبارك وزين العابدين وبشار واصفةً إياهم بولاة الأمر ، وهي هنا تخالف رأي الجماعة المسلمة وغالبية الأمة التي اختارت إزاحة المجرمين والمتحالفين مع إسرائيل ومحاربي الحجاب ومحرفي القرآن.

خامساً : تمد الجامية السلاطين بأسلحة شرعية وذخائر دينية لإبادة أي معارضة أو مطالبة بالإصلاح وهو استنساخ تاريخي لعصورٍ مظلمة كانت الملكيات الأوروبية تمارس فيها طغيانها باسم الرب الذي استمدت سلطانه من الكنائس والرهبان والقساوسة الفاسدين.

سادساً : تصف الجامية كل من يطالب بحقوق الإنسان واحترام الرأي الآخر بالليبرالية والعلمانية ، فيما يتغاضون عن مفاسد بعض الحكام ومجونهم وإباحة الحكومات للخمور والربا وغيرها من المنكرات.

سابعاً : تتحالف الجامية مع جهات لا دينية ومشبوهة (رسمية وغير رسمية) من أجل تحقيق أهدافها ، فتجد ظهورهم الإعلامي يتكرر في صحف وقنوات يمولها فاسدون مما يؤكد ما نُقل عنهم من اعتبار العلمانيين أقرب لهم من بعض الإسلاميين كالإخوان !

ثامناً : تتناقض مواقف الجامية كثيراً ، فذكرنا زعمهم محاربة الليبراليبة فيما يبيحون ممارستها للحكام ، كما أنهم رغم تحريمهم لنقد ولاة الأمر إلا أنهم يبيحون التهجم على ولاة الأمر المنتمين للإخوان المسلمين كالحكومتين التونسية والتركية !
 
تاسعاً : تسعى الجامية لإقصاء الإسلاميين عن السياسة مما يفتح المجال أمام التيارات الأخرى للتشريع وسن القوانين والحكم ! فهل نسوا أن دخول الإسلاميين للسياسة أعاد الحجاب لتونس والأذان لتركيا ومنع الخمر والإختلاط في الكويت وحجب الغاز المصري عن إسرائيل ؟!

عاشراً : تتطابق أغلب أهداف هذه الجماعة مع أهداف من يُنعتون بالصفويين ، وهذه أبرز الشواهد :
1- الفريقان يعتبران الثورة السورية خروجاً على ولي الأمر .. بشار !
2- الفريقان يمنحان الهالة الروحانية لحكامهم ويرتبطان بأجهزة الأمن ، فللجامية العربية نظير فارسي في الحوزات .
3- الفريقان لهم عداء مع الإخوان المسلمين في الكويت والبحرين والسعودية كما أن الفريقين يحاربان مشايخ محددين كالعريفي وعدنان العرعور وعثمان الخميس.
4- الفريقان يناهضان الديمقراطية فتعتبرها الجامية كفراً فيما يقمع الصفويون خصومهم في طهران وبغداد ودمشق.
قال العلامة عبدالله الجبرين رحمه الله : (الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكانت له شهرة .. ويغلب عليهم الحسد ، ولأجل ذلك صاروا ينتقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعضهم فيما بينهم ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا ، قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ} .

عبدالله الأعمش

الأربعاء، 4 أبريل 2012

الرد السامي على مزاعم النامي


الكاتب المغرد مشعل النامي لم يكن موفقاً في لقائه الأخير على قناة الوطن حيث اعتقدنا أن الحلقة كما كان يُسوَّق لها ستحوي أدلة راسخة و إثباتات قوية على ما أطلقه من مزاعم تجاه مؤتمر النهضة الذي لا ندافع عنه بقدر ما ندافع عن حق التعبير رافضين الإتهامات المعلبة التي تنتجها مخابرات الدول التي تكفر بالديمقراطية .
ولتتضح الصورة أكثر سأسرد أبرز المزاعم التي أتحفنا بها الأخ سامحه الله متبوعةً بتعقيبي المختصر عليها :

1- قال : من حرية الرأي عدم الإيمان بحرية الرأي !
وأقول : لك الحق من باب حرية الرأي أن تنتقد من تختلف معهم ولا تؤمن برأيهم لكن ليس لك الحق أبداً بحجب رأي الآخرين عن طريق التحريض على إلغاء المؤتمر ، فالتعبير هو حق أساسي لا يمكن منعه بل يجوز تأطيره كما يحدث في أعرق الديمقراطيات التي تمنع خطاب الكراهية أو العنصرية أو كما يحدث عندنا من تجريم التطاول على الذات الإلهية وغيرها من ثوابت.

2- قال : المؤتمر ينصح بالاحتجاج والتغيير وحرب اللاعنف والعصيان المدني.
وأقول : هنا منَحَ جزاه الله الجنة صك البراءة للمؤتمر حيث أثبت عدم انتهاج منظميه للعنف والسلاح في تحقيق أهدافهم ، أما حق الاحتجاج وحق العصيان المدني وحق الدفاع عن النفس من عنف قوات الأمن فهي حقوق بشرية يجب أن يفهم بعض الاستبداديين أن على الحكومات (وجوب) منحها للناس فليست المسألة اختيارية.

3- قال : أدلتي مستقاة من رويترز والموقع المفتوح لأكاديمية التغيير!
وأقول : ها هو صك البراءة الثاني للمؤتمر حيث اتضح أن عمل القائمين عليه عام و في وضح النهار حيث لا شيء يُخفى عن الأنظار ، فهل يؤتى بأدلة الإدانة من وكالة أنباء عالمية وموقع إلكتروني يستطيع الجميع دخوله والتسجيل فيه ؟!

4- قال : كيف يستضيف رجل إسلامي بعض الشيعة والليبراليين وإسرائيلي؟ ولماذا أحد الضيوف لا خبرة له؟

وأقول : من الغريب استغرابك من تنوع المتحدثين في مؤتمر فكري ! فهل المطلوب هو دعوة طيف واحد والاستماع لرأي أعور كما هي العادة في ظل الأنظمة القمعية ؟ ثم من طلب تقييمك لخبرة الضيوف واعتبار هذا الأمر مدعاة لإلغاء المؤتمر؟ أما الإسرائيلي (حسب وصفك) فهو عزمي بشارة المسيحي العربي أباً عن جد والذي كان أحد الأعضاء الممثلين لعرب القدس في الكنسيت الإسرائيلي قبل لجوئه للخارج إثر تهديدات صهيونية بسبب مواقفه النضالية ضد عنصريتهم مع تحفظنا على مشاركته بالكنسيت ، إنما لماذا التدليس والإيحاء للمستمع بأن الضيف يهودي أو من الموساد ؟!

5- قال : هذا المؤتمر يسعى لإسقاط الأنظمة في السعودية والخليج !
وأقول : رحم الله الخطيب الذي قال : (يا دردبيس يا حيزبون يا مجرمة) لتلك المذيعة المصرية التي أشارت على مسجد طيني صغير قائلةً : (وهذا هو وكر الإرهابيين) !! فالبعض يبالغ بالتهويل من أجل مآرب معينة ! ولكن في النقطة التالية سيُبطَل العجب عندما يُعرف السبب.

6- قال : أنا أفهم ما يشير إليه الفريق ضاحي خلفان !
وأقول : إن استنادك هذا أضعف حجتك وبين الكثير من دواعي اندفاعك ضد هذا المؤتمر الفكري ، فتوجهات العسكري الإماراتي جليّة لا غبار عليها أما اتهاماته العشوائية وتحليلاته المتكررة فهي مثار تندر غالبية المستمعين لها ، وإن أردت به خيراً فانصحه كي لا يشكك بالثورات العربية لأن الشعوب لا تنسى من يطعنها وقت الشدة.

7- قال : الحضور محصور على 120 شخص تم اختيارهم من 400 متقدم.
وأقول : هذه الآلية مطبقة في كل الدورات التدريبية وبعض الصالونات الثقافية والمؤتمرات المتخصصة التي لا تُفتح للعامة ، ولو كان في الموضوع سرية وكتمان كما أوحى البعض لما تم نشر تسجيلات المؤتمرات السابقة ولما كان للمؤتمر إعلانات عامة مما يعني أنه مُشهر مكشوف.

8- قال : كم من ال120 آباؤهم معتقلون أو عاطلون أو يحسون أنهم في أجواء ظُلم ؟! وغالبيتهم من المجنسين حديثاً وليسوا أبناء قبائل !
وأقول : يصعب التأكد من معلومة الآباء إلا إذا كان لنا ارتباط بأجهزة مخابرات ! لكن الذي نعرفه أن لأبناء المُعتقلين الحاجة أكثر من غيرهم للحصول على اهتمام وتثقيف مع استشفاف لآراء جريئة قد لا يستطيعون البوح بها في مكان اعتقال آبائهم. أما معلومة الجنسية والقبائل ففيها نفس عنصري وتحقير لفئة من المجتمع السعودي ولا أود الخوض بها.

9- قال : هؤلاء دربوا الثوار في مصر وحركة كفاية !
وأقول : بما أنهم دربوا كفاية إذاً هم لا ينتمون للإخوان ولا لإيران ، وإن صح تدريبهم لثوار آخرين سعوا لإسقاط الطاغية عميل الصهاينة فبارك الله في مساعيهم الحميدة فليس في المسألة عار أو تهمة.

10- قال : عمرو خالد نزل للشارع ومعه 40000 خلال الثورة المصرية.
وأقول : هنا نشكر الأخ المغرد على كلمة الحق التي أثنى فيها على الداعية المحبوب حيث أن مساهمته في إسقاط الدكتاتور المصري تعد شرفاً يتمنى حصده كل مسلم حر ، فإن كان لهذا البطل ارتباط بهذه المؤتمرات فهي تزكية رفيعة لها.

11- قال : الدكتور سلمان العودة هو مجموعة من التناقضات.
وأقول : إن التهجم على رجل بمكانة الشيخ سلمان وشهرته في العالم الإسلامي لن يقلل من شأن الشيخ الذي يُقدِّر الملايين إعتداله وطرحه الراقي. أما مصطلح (تناقضات) فهو وصف مغلوط لمفهوم يجهله الأخ المغرد ، فتغيير الشيخ لبعض آراءه وتحسينه لأخرى نتيجة بحث ومراجعة ليس بالعيب بل العيب الأكبر هو التشبث بالتخلف والإصرار على الرأي خوفاً من انتقادات أعداء التغيير واعتقاداً بأن الدين والدنيا في جمود وسكون لا يعتريهما التطوير والتبديل.

12- قال : الدكتور سلمان العودة يعارض دخول الجيوش الأجنبية ويقبل بدخول ضيوف أجانب.
وأقول : أظنك بالغت باستخفافك بالمستمع وثقافته ! فالشيخ سلمان العودة عارض دخول الجيوش والسلاح والدبابات كما عارضَتها شريحة عريضة من علماء المملكة وطلبة العلم الشرعي في أول التسعينات ، فلم تكن معارضة الشيخ للأقلام والمايكروفونات ! كما أنه احتج حينها على قدوم الجيوش لأراضي الحرمين الشريفين لقدسيتها فيما هو يقبل الآن حضور ضيوف المؤتمر للكويت وقطر ، فأين التناقض؟

ختاماً ، أُذكر نفسي والمسلمين كافة بوجوب التثبت قبل توزيع الإتهامات ، وأهمية إحسان الظن وعدم تهويل العثرات وتخوين الخصوم ، وضرورة مواجهة الخصم الحقيقي للأمة المتمثل في الصهاينة والبعثيين ومن يواليهم بدل تشتيت الصف الإسلامي المتراص في وجه الهجمة على ثورات الشعوب بسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن.


عبدالله الأعمش


السبت، 31 مارس 2012

ماذا استفدنا من جريمة حمد ؟


قال الله تبارك وتعالى : (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) ففي قلب كل مصيبة خير وفي لُب كل بلاء منفعة لا يجنيها إلا الصابر والمتفكر والواثق بحكمة الله أحكم الحاكمين ، وكما قالت العرب: (رب ضارّة نافعة) .
إن تفاصيل جريمة شتم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أدمت القلب وأغرقت العين وكدّرت النفس ، فالمسلم يحزن حين يسمع شتيمة موجهة لمسلمٍ آخر أو يصله تطاولٌ على عرض كافرٍ لا يعرفه فكيف بشتم خير البرية وسيد البشرية جمعاء ؟! وكيف بالتعدي على زوجته أم المؤمنين عليها رضوان الله تعالى ؟!

إن الخيرة فيما اختاره الله ولا اعتراض على ذلك ، فالمتأمل بتمحص في تبعات تلك الفعلة القذرة سيكتشف أن فيها فوائد عديدة ومكاسب مفيدة للأمة الإسلامية والشعب الكويتي المحافظ تحديداً، ومن تلك المنافع :

أولاً : شِبه إقرار لقانون تغليظ العقوبة على المسيئين للذات الإلهية ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ، وهو ما لم يكن تحقيقه ممكناً بهذه السرعة لولا وقوع الجريمة التي أكدت أهمية استعجال إقراره .

ثانياً : لجم حفنة الزنادقة المتطرفين من أشباه حمد الذي صار عبرة لمن لا يعتبر بعد القبض عليه ولعن الجماهير لفعلته الخبيثة مما يجعل من يفكر مستقبلاً بالتطاول يعيد النظر ملايين المرات قبل الإقدام على هذا الفعل الخبيث .

ثالثاً : كشف المتقاعسين عن نصرة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إما تعصباً للمجرم أو زعماً أن تلك الكبيرة من ضمن الحريات الفكرية التي يحق التعبير عنها ! أما من يزعمون الحياد فعليهم غضب من الله على تخاذلهم وتراخيهم في هذا الواجب الشرعي الهام .

رابعاً : إظهار الحب العارم لثوابت الدين ومقدسات المسلمين من قبل أطياف الشعب الكويتي ، فالإخوان والسلف والمستقلون مع ليبراليين وشيعة وغيرهم تعاضدوا للدفاع عن خاتم الأنبياء وخيرهم أجمعين .

خامساً : الدرس الذي قدمته عائلة ذلك الخبيث يرفع عنها الوزر ويعلم الكثيرين نبذ العنصرية والعصبية ، فعائلته أعلنت التبرؤ من فعلته وطالبت القضاء بالحكم الذي يُجل مقام النبوة وآل البيت الأطهار .

سادساً : نجاح الحكومة في اختبار الذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها ، وهو ما أكد أنها فعلاً وزارة داخلية تمثل مجتمع محافظ مرتبط بدينه .

سابعاً : النجاح الثاني للحكومة يتمثل في التعامل مع جريمة إلكترونية لها نظيراتها ، فالسلطات الأمنية نجحت هذه المرة بسرعة القبض على المجرم وسرعة حيازة الأدلة وإثبات الجريمة النكراء مما يعطي أملاً بتكرار تأديب هذه النوعيات الخبيثة من المستخدمين مع الإعلام الإلكتروني .

ثامناً : تأكيد رأي الأغلبية التي كانت تقول بأن التمادي بالتطاول لن يتوقف وسيبلغ مداه إن لم يتم التعامل مع المتعدين على صحابة رسول الله ، لكن الأقلية المسيطرة على مقاليد الأمور في ذلك الوقت كانت تغض الطرف بحجة أن الأمور لن تتطور للأسوء ، لكنها تطورت وللأسف !

تاسعاً : إثبات أن الديمقراطية والحرية والإنفتاح التي تتمتع بها الكويت مقارنة بدول الخليج الأخرى هي ذات حدود وضوابط تحمي الثوابت التي على رأسها ديننا الإسلامي الحنيف ، وليست كما يصورها البعض غير منضبطة ومعادية لمعتقدات الشعوب المسلمة .

عاشراً : ما حدث هو بمثابة إشارة تحذير قوية للمتطاولين على المحيطين برسول الله صلى الله عليه وسلم كزوجاته وصحابته رضي الله عنهم أجمعين ، لهذا وجاب عليهم تصحيح المسار فذلك الفسق الذي أطره بعضهم ببروازٍ مقدس سهل على المجرم التطاول على مقام خير الخلق أجمعين .

إن مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة عبر التاريخ لقوا المصير البشع الذي خلدهم في صفحات سوداء كمصير آخر الأكاسرة وعتبة ابن أبي لهب وكعب بن الأشرف عليهم لعنة الله ، فالله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل : (إنّا كفيناك المُستهزئين) .


عبدالله الأعمش

الجمعة، 23 مارس 2012

حكم الصباح .. في مأمن

في تاريخ البشرية قديماً وحديثاً شواهد عديدة على أن أكثر الحكومات استقراراً هي أعدلها ، وأن الأسر الحاكمة الأقرب لشعوبها هي الخالدة ، وأن أطول الأنظمة عمراً هي التي تقلل الفجوة بين الحاكم والمحكوم ، ولكل قاعدة استثناء. وهاهي أوروبا تشهد على بقاء الأسرة الملكية الإنجليزية العادلة في مقابل إنقراض الملكية الفرنسية الظالمة على يد الشعب الثائر ، أما آسيا ففيها آثار الأسرة البهلوية الفارسية الزائلة فيما أجيال الأباطرة اليابانيين مازالوا يتربعون على العرش في أقصى الشرق.

عند التمعن بتلك الأمثلة التاريخية نكتشف أن جميع تلك الأسرة الحاكمة تعرضت لثورات وحروب لكن النتائج لم تكن متشابهة بحيث أصاب أسراً سقوطٌ شنيع على يد شعوبها فيما ترسخت أخرى في قلوب الأمم التي تحكمها ، أي أن في الحالتين هناك شعب يقرر مصير هذه الأسرة الحاكمة التي إن شاركت في الثورة وكتابة الدستور فستجني ثمار ذلك أما إن حاولت قمع الإصلاح وطمس مشروع الدستور فستتجرع طعم الفناء ، وخلاصة ما سبق أن (من يساهم ببناء الديمقراطية سيحظى بحمايتها) وهو ما حصل في دستور السلام الياباني ونظيريه البريطاني والكويتي ، والأخير هو ذلك العقد الذي اتفق عليه الكويتيون فكان بقاء أسرة الصباح الحاكمة مقروناً بضمان حقوق المواطنين وهو ما حقق حلم المساواة في جميع مناحي الحياة .. حتى في السجن ، وهو مالا يُرى في دول أخرى.

وقد يتساءل البعض عن (كيفية قياس الإستقرار) ، والجواب هو أن (إستقرار الحاكم لا يُقاس إلا بأوقات فُقدان الإستقرار) وقد مرت دولة الكويت بعدة ظروف مضطربة أكد فيها الشعب تمسكه بالأسرة في حال تمسكها بالدستور المنظِم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فحين غزا الطاغية صدام أرض الكويت تمسك الكويتيون بمختلف تياراتهم بأرضهم ودستورهم وأميرهم رافضين أي بديل قدمه لهم المحتل البعثي ، وحين خرج الكويتيون للتظاهر بالشوارع ضد حكومة فاسدة احترم الحاكم رغبتهم وتسمك بالدستور فأسقط الحكومة واستبدل رئيسها الشيخ وأعطى الشعب حقه الديمقراطي في انتخاب برلمانٍ جديدٍ يمثل كافة أطياف المجتمع .

مشكلة بعض أبناء الطبقة الحاكمة في الخليج أنهم لم يفهموا حتى الآن أن العدالة أولاً ليست خياراً بل هي فريضة ، ثم هي ليست طعاماً يلقي به الحاكم في معدة شعبه وليست راتباً باهظاً يصرفه على الناس من أجل أن يظلوا جيشاً مسخراً لحماية قصوره ، يجب أن يستوعب هؤلاء أن العدالة ليست في سد الحاجات البدائية للشعوب يوم كان الأمن مفقوداً والمجاعة متفشية بل هي توفير للحاجات العصرية والحقوق الأساسية كالديمقراطية والمشاركة السياسية ومحاسبة الشعب لمن يحكمه ، إن العدالة التي ينشدها الشعب ليست مادةً تُلمس باليد بل هي إحساسٌ يداعب شغاف القلب بالصورة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصار في ظلها السيد كالعبد والجارية كالأميرة والأعراب كالأعاجم لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، فالمساواة ومعاملة الناس كأسنان المشط هي من صُلب الإسلام وأولوياته التي لابد أن يستحضرها السلطان وحاشيته قبل تسربلهم بمفاهيم (طاعة ولي الأمر) و (الصبر على ظلم الحاكم) وغيرها من أسوار تبنيها بعض الحكومات حولها متناسية بوابات تلك الأسوار التي من أوسعها بوابة العدل المستظلة بقوله تبارك وتعالى ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ).

عبدالله الأعمش

الاثنين، 19 مارس 2012

إفلاس خصوم الإخوان .. (بينة) نموذجاً

كتبت الباحثة في الأمن الفكري (بينة الملحم) مقالاً بصحيفة الرياض عنوانه (إفلاس الإخوان ... لماذا يتحدثون عن الخليج ؟!) تناولت فيه معاناة الإخوان المسلمين من إفلاسٍ لم تبين ماهيته وتطرقت فيه لما اعتبرته تدخلاً منهم في شؤون دول الخليج العربي ، وقد احتوى المقال على كُرهٍ بالغ تجاه الجماعة ومغالطات كثيرة سأعقب على بعض منها :

1- ترى الكاتبة أن الربيع العربي تحول من حلم وردي إلى دماء وأشلاء .
وكأن الشعوب كانت تعيش في المدينة الفاضلة ! بل وكأن سقوط الأنظمة التي لم تصفها الكاتبة بطاغوتية أو دكتاتورية لا يتطلب سلالم من الجماجم ؟
إن من السذاجة توقع استقرار الأمور في ليلة وضحاها بعد سقوط حكم الحديد والنار ، فهل نسيَت الكاتبة أن أولئك الحكام كانوا يحيطون أنفسهم بعصابات تُطلق على نفسها مسميات رسمية كالمخابرات والمباحث ؟! وهل نسيَت أنهم أبقوا مافيا إعلامية وإقتصادية جعلت لسنوات طويلة صوت الأقلية المتشبثة بمقاليد الحكم أعلى من صوت الأغلبية الصامتة ؟! وكل أولئك الأيتام المجرمون بدون شك لن يتركوا الأمور تستقر بيد الشعب المنتفض على حاكمه الظالم .

2- دلَّسَت الكاتبة حكاية التصريحات المتبادلة بين مسؤولين خليجيين والإخوان .
وهنا أهانت الكاتبة بشكل غير مباشر قراءها حين تحدثت مباشرة عن تصريح مسؤول بالإخوان المسلمين دون أن تتطرق لبداية القصة وداعي هذا التصريح وسبب العتب الذي عبر عنه المصرح ! وهذه سقطة تُحسب على الكاتبة التي بدون شك كانت تعرف التفاصيل لكنها أغفلتها ثم استغفلت القراء !
ولإنعاش ذاكرة البعض أود التذكير بأن الشيخ القرضاوي حامل جائزة الملك فيصل العالمية طلب من الإماراتيين الرأفة ببعض السوريين المُراد إبعادهم على خلفية تعبيرهم العفوي تجاه المجازر التي ارتكبتها حكومتهم بحق أهلهم ، فرد عليه عسكري إماراتي غير مؤدب مهدداً إياه بالإعتقال رغم سن ووزن الشيخ في العالم الإسلامي!؟

3- نفت الكاتبة تعرض منطقة الخليج لما أسمته بالقلق الأيدلوجي .
فيما تُعتبر منطقة الخليج من أكثر المناطق تأثراً بالأيدلوجيات المحيطة شرقاً حيث الثورة الشيعية وغرباً حيث الجماعات الإسلامية بشقيها المعتدل والمتطرف ، وما الحركة الوهابية وظفّار وجهيمان والحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت والمجاهدين العرب في أفغانستان ومظاهرات الشيعة بالبحرين وأحداث اليمن ببعيدة عنا .

4- تطرقت الكاتبة لتأثير النفط الخليجي على العرب والخليجيين أنفسهم .
وهنا نؤكد أولاً أن عادات العرب تستنكر المنَّ بالعطية ، وثانياً لابد من تذكر أن المستفيد الأول من تلك الخيرات الخليجية كان الرئيس الدكتاتور ونظامه الساقط حيث تضخمت حسابات أنظمتهم البوليسية فيما لم تحصل الشعوب الفقيرة إلا على الفتات !
أما عدالة توزيع الثروة على شعوب الخليج فهي رغم العيش الكريم حلم لم يتحقق في (أغلب) دول مجلس التعاون ، حيث مازالت طبقة من طبقات الناس تستحوذ على ثروات الوطن في حين تشقى الغالبية للحصول على حقها الأساسي في الراتب والعلاج والدراسة والتي في وجهة نظري تُعتبر أقل أهمية من الحق السياسي الذي لا يُعترف به سوى بالكويت والبحرين .

5- اتهمت الكاتبة رموزاً حركية بسعيها لإيصال الخليج إلي ما وصلت إليه ليبيا وأفغانستان والصومال .
وأود تذكيرها بأنه لا دخل للإخوان المسلمين في الأوضاع السيئة بأفغانستان والصومال حيث الصراع بين الولايات المتحدة وقوى دينية مسلحة قريبة من تيارات تُكفر جماعة الإخوان بحجة قبولها بالديمقراطية !
أما الوضع في ليبيا فمن المبالغة تشبيهه بالوضعين السابقين حيث أن الحرب الأهلية التي كان يحذر منها القذافي في حال سقوطه لم تقع بل إن الأمور تتجه للإستقرار ولو بشكل بطيء .

6- تتهم الكاتبة (جماعات الإسلام السياسي) بتضخيم الأخطاء الصغيرة والتحريض على الإحتجاج عليها بوسائل التواصل الإجتماعي .
وهنا أثنت الكاتبة من حيث لا تدري على الإسلاميين حين أقرت باحتجاجهم بطريقة حضارية إلكترونية لا عنف فيها أو سلاح وهو الأمر الذي كان يجدر بها أن تشجعه وتدعو الآخرين للإقتداء به كوسيلة راقية للتعبير عن الرأي السياسي .
أما (تضخيم الصغائر) فالكاتبة تعلم أنها حرفة أجهزة الأمن التي اعتبرت (كلمة) الشيخ القرضاوي (حرباً) على الخليج كما اعتقلت وألغت جنسيات عدد من المعارضين بسبب أمور بسيطة سيتضرر من تضخيمها الحكام الذين يتحملون تبعات حاشية متهورة تحيط بهم .

7- كررَت الكاتبة ألفاظاً توحي بأن الخليج مرتع للآخرين .
وأظن الآخرين سيستذكرون قول (رمتني بدائها وانسلت) ! حيث أن لنا كخليجيين أذرعاً متغلغلة في لبنان ومصر ودعماً كبيراً لأطراف محددة في سوريا في مواجهة دور إيراني مشابه في البحرين واليمن على سبيل المثال ، ولا أقول إن دورنا هذا سلبي بل أنا من أقوى المؤيدين للتحرك الدبلوماسي الخليجي على غرار الدور الشعبي الذي يجب على السياسيين التأسي به .

8- لمّحت الكاتبة إلى أن التيار الإصلاحي بالخليج إمعة وتابعٌ لغيره .
وأُذكِّرها بأن أبرز قيادات الإسلاميين في الخليج هم من قبائل عريقة وأسر مشهورة ترتبط مع الحكام بنسبٍ تارةً وبصداقةٍ تارةً أخرى ، ولنا في بعض المستشارين والوزراء الإسلاميين مثلٌ واضح ، وأما تبني فكر سياسي نشأ خارج الخليج فهو وليد قناعة ليس من حق أحد تجريمها ، فكم من أمير ماسوني وشيخٍ شيوعي وغيرهما يدعم القاعدة ورابعهم سلفي ابنه من الإخوان !

9- ذكرت الكاتبة أن الخطاب الخليجي محلي فيما خطاب الإخوان أممي .
و أرى أن الأقرب للإسلام هو الخطاب الأممي المنطلق من قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) ولا يتعارض هذا الطموح الأممي مع الإصلاح المحلي الذي هو خطوة أولى لوحدة الأمة الإسلامية ، مع تذكيري لها بأن المملكة العربية السعودية من أقوى الداعمين لهذه الغاية السامية التي يُفترض أن تسعى لها منظمة التعاون الإسلامي .

10- تحدثت الكاتبة عن تاريخ العلاقة بين الملوك والقبائل وكيف كان الأجداد جنوداً تحت إمرة الأمراء .
ومن الغريب الإصرار على هذا التاريخ الذي طوته عقود عديدة وعدم تطويره بالشكل الذي حدث مع أنظمة ملكية في بريطانيا وإمبراطورية في اليابان على سبيل المثال .
ثم لابد من تذكر أن بعض دول الخليج تعتمد علاقة حكامها بالشعب على عقد واتفاق ودستور نتيجته (حكمٌ مشروط) وأساسه عدلٌ ، وجناحاه حقوقٌ وواجبات يتحملها الطرفان .

11- تشير الكاتبة لتدين المجتمعات الخليجية قبل نشوء الحركات الإسلامية .
وهو الأمر الذي تطرحه كثيراً الحركات الليبرالية الرافضة للمناهج الدعوية بحجة أن المجتمع لا يحتاج لحركات إصلاحية فهو أصلاً محافظ ملتزم بتعاليم دينه !
وأشير هنا إلى أن مرور شبه الجزيرة العربية بفترات مد وجزر ديني قد تأثر بحركات إصلاحية كحركة الإمام محمد بن عبدالوهاب ثم دعوة الإمام حسن البنا رحمهما الله وبعدهما الصحوة الإسلامية خلال السبعينيات ، فغياب التيار الإسلامي المنظم يتيح لغير الإسلاميين نشر القومية واليسارية والإشتراكية وغيرها من الأفكار المخالفة للشرع الحنيف .

12- تزعم الكاتبة أن الإخوان المسلمين يهددون الخليج ووحدة شعوبه .
وتناست هداها الله أن الإخوان جزء لا يتجزأ من الشعب الخليجي حيث أثبتت الإنتخابات الحرة النزيهة إقبال الخليجيين على هذا التيار الإسلامي المعتدل في مواجهة المتطرفين من التيارين العلماني والديني .
كما أنني أود تذكيرها بعدة مواقف تاريخية للإخوان المسلمين في الخليج :
أ) تبني الإخوان المسلمين لمشاريع حماية الأخلاق والعادات الأصيلة في مواجهة التغريب الذي تقوده جهات إعلامية وأمنية قريبة من الحكومات.
ب) دعم الإخوان المسلمين في البحرين لعروبة بلادهم في مواجهة المخطط الإيراني هناك عن طريق تجديد مبايعة آل خليفة حكام البحرين.
ج) دفاع الإخوان المسلمين في الكويت عن السعودية ومليكها في مواجهة النواب الشيعة وإعلامهم الحاقد على بلاد الحرمين.
د) مساندة الإخوان المسلمين في الخليج للثورة السورية ومحاربتهم نظام الحكم البعثي هناك ، وهو ما يتطابق مع الموقف الرسمي لمجلس التعاون الخليجي.
ه) وقوف الإخوان المسلمين في الخليج ضد إيران في احتلالها للجزر الإماراتية وتدخلها في الشأن العراقي.

ختمت الكاتبة مقالها بوصف الإخوان بالمفلسين والخائبين ، ولا أرى مدعاة لحقدها هذا الذي جعلها تصفهم بما لا ينطبق على حركة شعبية يتسع انتشارها وتتوالى إنتصاراتها وتلقى قبولاً متزايداً لدى المسلمين على عكس ما يحدث للعلمانيين والمؤسسات الأمنية والحكومات الفاسدة .. ومن داهنهم.


عبدالله الأعمش