الخميس، 31 مارس 2011
جَلد النّحور في استجواب عاشور
الاثنين، 21 مارس 2011
صحوة الدبلوماسية الكويتية
سبق أن كتبنا منتقدين للتخاذل الخليجي تجاه الثورة المصرية وكيف تراجع الدور السعودي لصالح الإيرانيين والقطريين ، وحتى نكون منصفين محايدين يجب أن نعلن تأييدنا للخطوات الشجاعة التي شاركت بصنعها الدبلوماسية الكويتية مؤخراً على المستوى العربي عموماً و الخليجي بشكل خاص .
فإصلاح سمو أمير دولة الكويت جزاه الله خيراً بين الأشقاء العمانيين والإماراتيين يذكرنا بالدبلوماسية الكويتية في العقود الأخيرة من القرن الماضي حين كانت الكويت شعلة الدبلوماسية العربية فوحّدت اليمنين الشمالي والجنوبي وجمعت الإمارات السبع بعد أن كانت متفرقة وساهمت في إطفاء الفتنة الأردنية الفلسطينية وغيرها من إنجازات ذلك العصر الماسي الذي خبا بريقه منذ الغزو البعثي للكويت .
الموقف الثاني الذي لابد من الإشادة به يتجلى في تصريح وزير الخارجية الكويتي حول جرائم العقيد المعقد القذافي في حق الشعب الليبي ، فكانت كلمات الوزير صريحة لا مجاملة فيها تبعتها وقفة عربية قوية قل ما تقوم بها الجامعة العربية تفاعل معها مجلس الأمن فوافق على فرض حظر جوي فوق ليبيا أدّى بحول الله لشل اليد اليمنى للقذافي المتمثلة في سلاح الجو .
أما ثالث مظاهر صحوة الدبلوماسية في الكويت والخليج عموماً فهو إتخاذ قرار إرسال قوات درع الجزيرة لحماية المواقع الحساسة ومؤسسات الدولة في تلك الجزيرة الصغيرة ، أضف على ذلك الموقف زيارة وزير الخارجية الكويتي للبحرين والرد القوي لنظيره السعودي على التدخل الفارسي في الشأن البحريني .. العربي .
و إن كان لنا عَتَبان ، فسنوجه أولهما لحكومتنا التي أرسلت قوات درع الجزيرة للبحرين على إستحياء ! معلنةً عدم إرسالها إرضاءً لوجوه التسعة الموالين لرئيس الحكومة ، فخسرت حكومتنا السنة بترددها ونفيها كما خسرت الشيعة كونها أرسلت القوات .. فعلياً !
أما عتبنا الثاني فنوجهه لرئيس مجلس الأمة الكويتي الذي لم يعبر عن نبض الشعب الداعم لأسرة الحكم في البحرين والمنتفض في وجه الغوغائيين ، هذا الرئيس زعم أنه (لم يسمع) و (لم يرى) التصريحات الإيرانية ضد البحرين ولهذا (لم يتكلم) شاجباً إياها !
عبدالله الأعمش
الأحد، 13 مارس 2011
شيعية و ليست شعبية
في مقالاتنا السابقة أيدنا انتفاضة المصريين و آزرنا ثورة الشعب في تونس ومازلنا ندعو الله أن ينصر الليبيين على الطاغية القذافي ، لكننا ودون تردد نعلن وقوفنا ضد المظاهرات في البحرين لأن ما يحدث هناك يختلف تماماً عن الأحداث في أرض الكنانة وتونس الخضراء ووطن عمر المختار ، ولقد بنينا هذا الرأي على أسباب عديدة وشواهد كثيرة نذكر أبرزها :
1- لقد شاركت بالثورات الشعبية في شمال أفريقيا مختلف أطياف المجتمع من أحزاب ومذاهب وقبائل ، فيما يقوم بإشعال المظاهرات في البحرين جزء من أبناء الطائفة الشيعية البحرينية يندس بينهم أجانب من إيران و السعودية و الكويت ، في حين اجتمع السنة و غير المسلمين و بعض الشيعة تحت راية الملك .
2- إن الغالبية في تونس و مصر و ليبيا هي التي انتفضت ضد الطغاة وأنظمتهم ، لكن العكس هو ما حصل في البحرين حين نزلت للشوارع غالبية الجماهير البحرينية معلنة الولاء للملك و أسرة الحكم في مشهد يثبت أن المتظاهرين ضد الحكومة لا يمكن أن يمثلوا الشعب البحريني بل هم أقلية منظمة .
3- لا خلاف على أن الثورات الشعبية الشمال أفريقية واجهت أنظمة استبدادية تربع فيها الفرد على العرش لعقود ، أما في البحرين فقد حكمت أسرة آل خليفة بمبايعة الشعب ثم بالدستور و في إطار القانون دون اغتصابٍ للسلطة واختطافٍ لمقاليد الحكم .
4- معلوم أن الإنتخابات حُرِّمَت على الشعوب الثائرة في شمال أفريقيا أو أنها زُوِّرَت في أحسن الأحوال في أجواء قمعية لا تعترف بمواثيق حقوق الإنسان ، لكن الواقع في البحرين يختلف تماماً حيث يخوض البحرينيون إنتخابات نزيهة تفوز فيها المعارضة التي تمارس عملها الحزبي بشكل حر بعيد عن معتقلات سرية و سجون تحت الأرض وهذا هو السبب الأول لرفض كثير من أحزاب المعارضة المشاركة في تلك الإحتجاجات .
5- لقد تعاطفت شعوب العالم العربي مع الثورات في تونس ومصر وليبيا فيما لم تبدي تفاعلاً يُذكر مع الأحداث في البحرين لسببين أولهما وضوح البصمة الإيرانية في تأليب شيعة البحرين على أسرة الحكم السنية ، أما السبب الثاني فهو تمتع النظام البحريني بسمعة طيبة لا تقارن بالتاريخ الدموي للأنظمة الساقطة في تونس ومصر وليبيا .
6- شاهد العالم كيف تعرضت الثورات الشعبية التي آزرناها للعنف والبلطجة وأبشع أنواع القمع ودون أدنى إحترام لحرية التعبير ، لكن التظاهرات في البحرين هي التي تحرق سيارات الشرطة ! وعناصرها هي التي تهاجم الأحياء السنية ! فيما يتسلح أفرادها بالسيوف و السلاسل صائحين : سلمية سلمية !
7- إن مطالب الثورات التونسية المصرية الليبية واضحة وطموحاتها جليّة ، فيما لم يتفق محتجو البحرين حتى الآن على غاياتهم من التظاهرات حيث اكتفى بعضهم بالمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة فيما تمادى آخرون داعين لإسقاط الملكية !
كلمتان أخيرتان .. الأولى : قد تكون بعض مطالب المتظاهرين في البحرين مشروعة لكن تبنيهم لشعارات طائفية تمس الغالبية الموالية للملك وغوغائيتهم في التعبير عن آرائهم تسببت في طمس تلك المطالب التي يحلم بها رجل الشارع العادي وحوّلتها إلى شيعية بعد أن كانت شعبية !
الثانية : أثبتت الجماعات الإسلامية السنية في البحرين كالإخوان المسلمين والسلفية أنها سبب رئيسي في إستقرار حكم آل خليفة وأنها تمتلك التأثير في الميزان السياسي البحريني و لا يمكن التشكيك في وطنيتها بتاتاً .. فهل يستوعب جيران البحرين هذا الدرس ؟!
عبدالله الأعمش