الخميس، 31 مارس 2011

جَلد النّحور في استجواب عاشور

عندما قرأت صحيفة استجواب النائب صالح عاشور لوزير الخارجية الشيخ محمد الصباح تبادر إلى ذهني استجواب النائب السابق عباس الخضاري للوزير أحمد الكليب و كيف لبس عباس حينها ثوباً لا يليق به فلم يفلح في مسعاه !

وما أشبه الليلة بالبارحة ، فالنائب الحكومي عاشور أصبح بقدرة قادر معارضاً للحكومة التي فرشت له و لجماعته على مدى سنوات سجادة حمراء من الحرير .. الفارسي ! ولأن القوم في إيران لا يفقهون إلا لغتهم فإنني سأتكلم بقاعدة جلد النحور والتي يتخصص بها تلاميذ الحوزات وأتباع الملالي ، إنما بلا سياطٍ و دون دماء بل بأقلامٍ تنزف مداداً و تسيل حبرا .

الجَلدة الأولى : الاستجواب طائفي حتى النخاع .. الشوكي ! فالنائب عاشور قاد حملة شق المجتمع الكويتي و التطاول على أهل البادية وتخوين الجماعات الإسلامية السنية من خلال صحيفته التي يشاركه في تمويلها (مذموم) السيرة إيراني الهوى الذي أدبه البحرينيون بمنعهم إياه من دخول مملكتهم فطلب توسط وزير الخارجية الذي أبى أن يكون وسيط سوء لذلك الدهداري .

الجَلدة الثانية : الاستجواب إنتخابي ، فهؤلاء أحسوا بقرب سقوط الحكومة التي أرضعتهم من صدرها حتى خارت قوى الوطن ونفذ الحليب ! لهذا قرروا أن يقتنصوا موقفاً يبعد عنهم ألقاب (البصامة) و (الفداوية) فقدم أحدهم استجواباً ثانياً (يزلزل) وزير الصحة وأعلن ثالثهم عن استجواب (يدوس) فيه فساد وزارة الإعلام !

الجَلدة الثالثة : الاستجواب شخصي ، لأن ثورة النائب عاشور سببها تطرق الإعلام البحريني لأحداث طرده من الجيش الكويتي واتصالاته المشبوهة بإيران ، لهذا حاول دون نتيجة أن يجند وزير الخارجية كمحامي له في وجه الإتهامات البحرينية و التي لم تأتي من فراغ .

الجَلدة الرابعة : الاستجواب غير دستوري ، وهذا هو الوصف المعتاد الذي يطلقه النائب عاشور وجماعته على كل استجواب تقدمه المعارضة ، لكن إنعدام الدستورية هذه المرة متحقق لعدم إختصاص الوزير بمحوري الاستجواب حيث أنهما يشملان عدة مهام لا يقوم بها وزير الخارجية وحده بل يتكفل بها عدد من الوزراء أو رئيسهم ، فوسائل الإعلام وتوحيد أطياف المجتمع من مهام وزير الإعلام ، أما منع دخول القافلة الطبية إلى البحرين لأسباب أمنية فهو من مسؤوليات وزراء الصحة والداخلية والدفاع ، ثم أين (التدرج) في الإصلاح وعدم الإقدام على الاستجواب مباشرةً والذي كان شعار النائب عاشور طوال السنوات الماضية ؟

الجَلدة الخامسة : الاستجواب ولاؤه خارجي ، فهذا النائب ومن خلال استجوابه يوجه رسالة إحتجاج على قرار سحب السفير الكويتي من طهران ، فقد وصلت للنائب عاشور من مصادره في وزارة الخارجية نيتها لإستدعاء السفير بعد ثبوت تورط إيران بشبكة التجسس وقبل صدور الأحكام القضائية فسعى لإرهاب الوزير .. دون جدوى .

الجَلدة السادسة : استجواب متناقض يزعم مقدمه أن الإعلام البحريني تدخل في شؤون الكويت فيما نسي عاشور ظهوره في العديد من الفضائيات كمساند للغوغائيين في البحرين وتناسى أنه أقحم نفسه في شؤون تلك المملكة يوم تربع في دوار اللؤلؤة في تدخل سافر بشؤون دولة شقيقة !

لسنا من المتعصبين ضد الطائفة الشيعية ، لكن ماتقوم به قياداتهم من دعم للقوى الفارسية الخفية في الخليج العربي أمرُ لا يمكن السكوت عليه ، و لن ننسى هنا قول الله تبارك وتعالى : {ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} .

عبدالله الأعمش

الاثنين، 21 مارس 2011

صحوة الدبلوماسية الكويتية



سبق أن كتبنا منتقدين للتخاذل الخليجي تجاه الثورة المصرية وكيف تراجع الدور السعودي لصالح الإيرانيين والقطريين ، وحتى نكون منصفين محايدين يجب أن نعلن تأييدنا للخطوات الشجاعة التي شاركت بصنعها الدبلوماسية الكويتية مؤخراً على المستوى العربي عموماً و الخليجي بشكل خاص .
فإصلاح سمو أمير دولة الكويت جزاه الله خيراً بين الأشقاء العمانيين والإماراتيين يذكرنا بالدبلوماسية الكويتية في العقود الأخيرة من القرن الماضي حين كانت الكويت شعلة الدبلوماسية العربية فوحّدت اليمنين الشمالي والجنوبي وجمعت الإمارات السبع بعد أن كانت متفرقة وساهمت في إطفاء الفتنة الأردنية الفلسطينية وغيرها من إنجازات ذلك العصر الماسي الذي خبا بريقه منذ الغزو البعثي للكويت .
الموقف الثاني الذي لابد من الإشادة به يتجلى في تصريح وزير الخارجية الكويتي حول جرائم العقيد المعقد القذافي في حق الشعب الليبي ، فكانت كلمات الوزير صريحة لا مجاملة فيها تبعتها وقفة عربية قوية قل ما تقوم بها الجامعة العربية تفاعل معها مجلس الأمن فوافق على فرض حظر جوي فوق ليبيا أدّى بحول الله لشل اليد اليمنى للقذافي المتمثلة في سلاح الجو .
أما ثالث مظاهر صحوة الدبلوماسية في الكويت والخليج عموماً فهو إتخاذ قرار إرسال قوات درع الجزيرة لحماية المواقع الحساسة ومؤسسات الدولة في تلك الجزيرة الصغيرة ، أضف على ذلك الموقف زيارة وزير الخارجية الكويتي للبحرين والرد القوي لنظيره السعودي على التدخل الفارسي في الشأن البحريني .. العربي .

و إن كان لنا عَتَبان ، فسنوجه أولهما لحكومتنا التي أرسلت قوات درع الجزيرة للبحرين على إستحياء ! معلنةً عدم إرسالها إرضاءً لوجوه التسعة الموالين لرئيس الحكومة ، فخسرت حكومتنا السنة بترددها ونفيها كما خسرت الشيعة كونها أرسلت القوات .. فعلياً !
أما عتبنا الثاني فنوجهه لرئيس مجلس الأمة الكويتي الذي لم يعبر عن نبض الشعب الداعم لأسرة الحكم في البحرين والمنتفض في وجه الغوغائيين ، هذا الرئيس زعم أنه (لم يسمع) و (لم يرى) التصريحات الإيرانية ضد البحرين ولهذا (لم يتكلم) شاجباً إياها !


عبدالله الأعمش

الأحد، 13 مارس 2011

شيعية و ليست شعبية


في مقالاتنا السابقة أيدنا انتفاضة المصريين و آزرنا ثورة الشعب في تونس ومازلنا ندعو الله أن ينصر الليبيين على الطاغية القذافي ، لكننا ودون تردد نعلن وقوفنا ضد المظاهرات في البحرين لأن ما يحدث هناك يختلف تماماً عن الأحداث في أرض الكنانة وتونس الخضراء ووطن عمر المختار ، ولقد بنينا هذا الرأي على أسباب عديدة وشواهد كثيرة نذكر أبرزها :


1- لقد شاركت بالثورات الشعبية في شمال أفريقيا مختلف أطياف المجتمع من أحزاب ومذاهب وقبائل ، فيما يقوم بإشعال المظاهرات في البحرين جزء من أبناء الطائفة الشيعية البحرينية يندس بينهم أجانب من إيران و السعودية و الكويت ، في حين اجتمع السنة و غير المسلمين و بعض الشيعة تحت راية الملك .
2- إن الغالبية في تونس و مصر و ليبيا هي التي انتفضت ضد الطغاة وأنظمتهم ، لكن العكس هو ما حصل في البحرين حين نزلت للشوارع غالبية الجماهير البحرينية معلنة الولاء للملك و أسرة الحكم في مشهد يثبت أن المتظاهرين ضد الحكومة لا يمكن أن يمثلوا الشعب البحريني بل هم أقلية منظمة .
3- لا خلاف على أن الثورات الشعبية الشمال أفريقية واجهت أنظمة استبدادية تربع فيها الفرد على العرش لعقود ، أما في البحرين فقد حكمت أسرة آل خليفة بمبايعة الشعب ثم بالدستور و في إطار القانون دون اغتصابٍ للسلطة واختطافٍ لمقاليد الحكم .
4- معلوم أن الإنتخابات حُرِّمَت على الشعوب الثائرة في شمال أفريقيا أو أنها زُوِّرَت في أحسن الأحوال في أجواء قمعية لا تعترف بمواثيق حقوق الإنسان ، لكن الواقع في البحرين يختلف تماماً حيث يخوض البحرينيون إنتخابات نزيهة تفوز فيها المعارضة التي تمارس عملها الحزبي بشكل حر بعيد عن معتقلات سرية و سجون تحت الأرض وهذا هو السبب الأول لرفض كثير من أحزاب المعارضة المشاركة في تلك الإحتجاجات .
5- لقد تعاطفت شعوب العالم العربي مع الثورات في تونس ومصر وليبيا فيما لم تبدي تفاعلاً يُذكر مع الأحداث في البحرين لسببين أولهما وضوح البصمة الإيرانية في تأليب شيعة البحرين على أسرة الحكم السنية ، أما السبب الثاني فهو تمتع النظام البحريني بسمعة طيبة لا تقارن بالتاريخ الدموي للأنظمة الساقطة في تونس ومصر وليبيا .
6- شاهد العالم كيف تعرضت الثورات الشعبية التي آزرناها للعنف والبلطجة وأبشع أنواع القمع ودون أدنى إحترام لحرية التعبير ، لكن التظاهرات في البحرين هي التي تحرق سيارات الشرطة ! وعناصرها هي التي تهاجم الأحياء السنية ! فيما يتسلح أفرادها بالسيوف و السلاسل صائحين : سلمية سلمية !
7- إن مطالب الثورات التونسية المصرية الليبية واضحة وطموحاتها جليّة ، فيما لم يتفق محتجو البحرين حتى الآن على غاياتهم من التظاهرات حيث اكتفى بعضهم بالمطالبة بإسقاط رئيس الحكومة فيما تمادى آخرون داعين لإسقاط الملكية !

كلمتان أخيرتان .. الأولى : قد تكون بعض مطالب المتظاهرين في البحرين مشروعة لكن تبنيهم لشعارات طائفية تمس الغالبية الموالية للملك وغوغائيتهم في التعبير عن آرائهم تسببت في طمس تلك المطالب التي يحلم بها رجل الشارع العادي وحوّلتها إلى شيعية بعد أن كانت شعبية !
الثانية : أثبتت الجماعات الإسلامية السنية في البحرين كالإخوان المسلمين والسلفية أنها سبب رئيسي في إستقرار حكم آل خليفة وأنها تمتلك التأثير في الميزان السياسي البحريني و لا يمكن التشكيك في وطنيتها بتاتاً .. فهل يستوعب جيران البحرين هذا الدرس ؟!

عبدالله الأعمش