الأربعاء، 25 أبريل 2012

خطر الجامية على الأمة الإسلامية

في كل العصور الإسلامية كانت تظهر في أحشاء الأمة جماعات مثل الخوارج والنواصب والروافض تُضعف جسدها وتخدم أعداء الدين الحنيف إماً تعمداً أو جهلاً اعتقاداً منها أنها تنفع الإسلام وفي الحقيقة هي تثقل كاهله وتضره ضرراً مريعا ! وفي عصرنا هذا يظن العامة مخطئين أن أخطر تهديد يواجهه المسلمون هو تهديد من يُطلَق عليهم (الإرهابيون) أو ربما تهديد الصهاينة أو أولئك الصفويون فيما تؤكد تجارب التاريخ أن العدو الظاهر المكشوف أقل خطرأً من العدو المنافق المندس بين جنبات هذه الأمة الحالمة بالنهضة.

إن أخطر الجماعات المندسة اليوم هي تلك التي يُطلَق عليها (الجامية) نسبةً لشيخٍ حبشي المولد سعودي المنشأ يُدعى ابن أمان الجامي رحمه الله والذي سأتجاوزه وأسلط الضوء على خطر السواد الأعظم من أتباعه الذين أضاعوا جادة الصواب وأصبحوا كالسوس الناخر في صرح الأمة ، ولتأكيد خطورة هذه الفئة أنقل للقاريء الكريم الشواهد التالية :

أولاً : ثبت التحذير منهم على لسان كبار العلماء ، ومن أبرزهم -جزاهم الله الجنة- عبدالله الجبرين والألباني وبكر أبوزيد وعبدالله المطلق وأبي إسحاق الحويني ونبيل العوضي وغيرهم.

ثانياً : تتخصص الجامية في ذم الدعاة والقدح بالجماعات الإسلامية ، فتجدهم يجتهدون بالتصيد على الشخصيات الإسلامية ونقد الدعاة كسلمان العودة وعبدالرحمن عبدالخالق ومحمد حسّان وطارق السويدان وغيرهم ، فيما لا ترى حرابهم مصوبة بنفس الحدة تجاه المشركين وأعداء العقيدة إلا ما ندر.

ثالثاً : تتفنن الجامية بتقديس الحكام وتبجيل ولاة الأمر ومدحهم مع إضفاء تلك القدسية على أتباع السلاطين ووزرائهم كما فعل أحد رؤوسهم حين اعتبر المطالبة برحيل رئيس الوزراء الكويتي السابق بمثابة الخروجٍ على ولي الأمر !

رابعاً : تهاجم الجامية ثورات الشعوب العربية ، وتدافع عن الطغاة من أمثال القذافي ومبارك وزين العابدين وبشار واصفةً إياهم بولاة الأمر ، وهي هنا تخالف رأي الجماعة المسلمة وغالبية الأمة التي اختارت إزاحة المجرمين والمتحالفين مع إسرائيل ومحاربي الحجاب ومحرفي القرآن.

خامساً : تمد الجامية السلاطين بأسلحة شرعية وذخائر دينية لإبادة أي معارضة أو مطالبة بالإصلاح وهو استنساخ تاريخي لعصورٍ مظلمة كانت الملكيات الأوروبية تمارس فيها طغيانها باسم الرب الذي استمدت سلطانه من الكنائس والرهبان والقساوسة الفاسدين.

سادساً : تصف الجامية كل من يطالب بحقوق الإنسان واحترام الرأي الآخر بالليبرالية والعلمانية ، فيما يتغاضون عن مفاسد بعض الحكام ومجونهم وإباحة الحكومات للخمور والربا وغيرها من المنكرات.

سابعاً : تتحالف الجامية مع جهات لا دينية ومشبوهة (رسمية وغير رسمية) من أجل تحقيق أهدافها ، فتجد ظهورهم الإعلامي يتكرر في صحف وقنوات يمولها فاسدون مما يؤكد ما نُقل عنهم من اعتبار العلمانيين أقرب لهم من بعض الإسلاميين كالإخوان !

ثامناً : تتناقض مواقف الجامية كثيراً ، فذكرنا زعمهم محاربة الليبراليبة فيما يبيحون ممارستها للحكام ، كما أنهم رغم تحريمهم لنقد ولاة الأمر إلا أنهم يبيحون التهجم على ولاة الأمر المنتمين للإخوان المسلمين كالحكومتين التونسية والتركية !
 
تاسعاً : تسعى الجامية لإقصاء الإسلاميين عن السياسة مما يفتح المجال أمام التيارات الأخرى للتشريع وسن القوانين والحكم ! فهل نسوا أن دخول الإسلاميين للسياسة أعاد الحجاب لتونس والأذان لتركيا ومنع الخمر والإختلاط في الكويت وحجب الغاز المصري عن إسرائيل ؟!

عاشراً : تتطابق أغلب أهداف هذه الجماعة مع أهداف من يُنعتون بالصفويين ، وهذه أبرز الشواهد :
1- الفريقان يعتبران الثورة السورية خروجاً على ولي الأمر .. بشار !
2- الفريقان يمنحان الهالة الروحانية لحكامهم ويرتبطان بأجهزة الأمن ، فللجامية العربية نظير فارسي في الحوزات .
3- الفريقان لهم عداء مع الإخوان المسلمين في الكويت والبحرين والسعودية كما أن الفريقين يحاربان مشايخ محددين كالعريفي وعدنان العرعور وعثمان الخميس.
4- الفريقان يناهضان الديمقراطية فتعتبرها الجامية كفراً فيما يقمع الصفويون خصومهم في طهران وبغداد ودمشق.
قال العلامة عبدالله الجبرين رحمه الله : (الجامية قوم يغلب عليهم أنهم من المتشددين على من خالفهم ، والذين يحسدون كل من ظهر وكانت له شهرة .. ويغلب عليهم الحسد ، ولأجل ذلك صاروا ينتقصون كل من برز من العلماء ويعيبونهم ويتتبعون عثراتهم ويسكتون عن عثرات بعضهم فيما بينهم ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا ، قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ} .

عبدالله الأعمش

الأربعاء، 4 أبريل 2012

الرد السامي على مزاعم النامي


الكاتب المغرد مشعل النامي لم يكن موفقاً في لقائه الأخير على قناة الوطن حيث اعتقدنا أن الحلقة كما كان يُسوَّق لها ستحوي أدلة راسخة و إثباتات قوية على ما أطلقه من مزاعم تجاه مؤتمر النهضة الذي لا ندافع عنه بقدر ما ندافع عن حق التعبير رافضين الإتهامات المعلبة التي تنتجها مخابرات الدول التي تكفر بالديمقراطية .
ولتتضح الصورة أكثر سأسرد أبرز المزاعم التي أتحفنا بها الأخ سامحه الله متبوعةً بتعقيبي المختصر عليها :

1- قال : من حرية الرأي عدم الإيمان بحرية الرأي !
وأقول : لك الحق من باب حرية الرأي أن تنتقد من تختلف معهم ولا تؤمن برأيهم لكن ليس لك الحق أبداً بحجب رأي الآخرين عن طريق التحريض على إلغاء المؤتمر ، فالتعبير هو حق أساسي لا يمكن منعه بل يجوز تأطيره كما يحدث في أعرق الديمقراطيات التي تمنع خطاب الكراهية أو العنصرية أو كما يحدث عندنا من تجريم التطاول على الذات الإلهية وغيرها من ثوابت.

2- قال : المؤتمر ينصح بالاحتجاج والتغيير وحرب اللاعنف والعصيان المدني.
وأقول : هنا منَحَ جزاه الله الجنة صك البراءة للمؤتمر حيث أثبت عدم انتهاج منظميه للعنف والسلاح في تحقيق أهدافهم ، أما حق الاحتجاج وحق العصيان المدني وحق الدفاع عن النفس من عنف قوات الأمن فهي حقوق بشرية يجب أن يفهم بعض الاستبداديين أن على الحكومات (وجوب) منحها للناس فليست المسألة اختيارية.

3- قال : أدلتي مستقاة من رويترز والموقع المفتوح لأكاديمية التغيير!
وأقول : ها هو صك البراءة الثاني للمؤتمر حيث اتضح أن عمل القائمين عليه عام و في وضح النهار حيث لا شيء يُخفى عن الأنظار ، فهل يؤتى بأدلة الإدانة من وكالة أنباء عالمية وموقع إلكتروني يستطيع الجميع دخوله والتسجيل فيه ؟!

4- قال : كيف يستضيف رجل إسلامي بعض الشيعة والليبراليين وإسرائيلي؟ ولماذا أحد الضيوف لا خبرة له؟

وأقول : من الغريب استغرابك من تنوع المتحدثين في مؤتمر فكري ! فهل المطلوب هو دعوة طيف واحد والاستماع لرأي أعور كما هي العادة في ظل الأنظمة القمعية ؟ ثم من طلب تقييمك لخبرة الضيوف واعتبار هذا الأمر مدعاة لإلغاء المؤتمر؟ أما الإسرائيلي (حسب وصفك) فهو عزمي بشارة المسيحي العربي أباً عن جد والذي كان أحد الأعضاء الممثلين لعرب القدس في الكنسيت الإسرائيلي قبل لجوئه للخارج إثر تهديدات صهيونية بسبب مواقفه النضالية ضد عنصريتهم مع تحفظنا على مشاركته بالكنسيت ، إنما لماذا التدليس والإيحاء للمستمع بأن الضيف يهودي أو من الموساد ؟!

5- قال : هذا المؤتمر يسعى لإسقاط الأنظمة في السعودية والخليج !
وأقول : رحم الله الخطيب الذي قال : (يا دردبيس يا حيزبون يا مجرمة) لتلك المذيعة المصرية التي أشارت على مسجد طيني صغير قائلةً : (وهذا هو وكر الإرهابيين) !! فالبعض يبالغ بالتهويل من أجل مآرب معينة ! ولكن في النقطة التالية سيُبطَل العجب عندما يُعرف السبب.

6- قال : أنا أفهم ما يشير إليه الفريق ضاحي خلفان !
وأقول : إن استنادك هذا أضعف حجتك وبين الكثير من دواعي اندفاعك ضد هذا المؤتمر الفكري ، فتوجهات العسكري الإماراتي جليّة لا غبار عليها أما اتهاماته العشوائية وتحليلاته المتكررة فهي مثار تندر غالبية المستمعين لها ، وإن أردت به خيراً فانصحه كي لا يشكك بالثورات العربية لأن الشعوب لا تنسى من يطعنها وقت الشدة.

7- قال : الحضور محصور على 120 شخص تم اختيارهم من 400 متقدم.
وأقول : هذه الآلية مطبقة في كل الدورات التدريبية وبعض الصالونات الثقافية والمؤتمرات المتخصصة التي لا تُفتح للعامة ، ولو كان في الموضوع سرية وكتمان كما أوحى البعض لما تم نشر تسجيلات المؤتمرات السابقة ولما كان للمؤتمر إعلانات عامة مما يعني أنه مُشهر مكشوف.

8- قال : كم من ال120 آباؤهم معتقلون أو عاطلون أو يحسون أنهم في أجواء ظُلم ؟! وغالبيتهم من المجنسين حديثاً وليسوا أبناء قبائل !
وأقول : يصعب التأكد من معلومة الآباء إلا إذا كان لنا ارتباط بأجهزة مخابرات ! لكن الذي نعرفه أن لأبناء المُعتقلين الحاجة أكثر من غيرهم للحصول على اهتمام وتثقيف مع استشفاف لآراء جريئة قد لا يستطيعون البوح بها في مكان اعتقال آبائهم. أما معلومة الجنسية والقبائل ففيها نفس عنصري وتحقير لفئة من المجتمع السعودي ولا أود الخوض بها.

9- قال : هؤلاء دربوا الثوار في مصر وحركة كفاية !
وأقول : بما أنهم دربوا كفاية إذاً هم لا ينتمون للإخوان ولا لإيران ، وإن صح تدريبهم لثوار آخرين سعوا لإسقاط الطاغية عميل الصهاينة فبارك الله في مساعيهم الحميدة فليس في المسألة عار أو تهمة.

10- قال : عمرو خالد نزل للشارع ومعه 40000 خلال الثورة المصرية.
وأقول : هنا نشكر الأخ المغرد على كلمة الحق التي أثنى فيها على الداعية المحبوب حيث أن مساهمته في إسقاط الدكتاتور المصري تعد شرفاً يتمنى حصده كل مسلم حر ، فإن كان لهذا البطل ارتباط بهذه المؤتمرات فهي تزكية رفيعة لها.

11- قال : الدكتور سلمان العودة هو مجموعة من التناقضات.
وأقول : إن التهجم على رجل بمكانة الشيخ سلمان وشهرته في العالم الإسلامي لن يقلل من شأن الشيخ الذي يُقدِّر الملايين إعتداله وطرحه الراقي. أما مصطلح (تناقضات) فهو وصف مغلوط لمفهوم يجهله الأخ المغرد ، فتغيير الشيخ لبعض آراءه وتحسينه لأخرى نتيجة بحث ومراجعة ليس بالعيب بل العيب الأكبر هو التشبث بالتخلف والإصرار على الرأي خوفاً من انتقادات أعداء التغيير واعتقاداً بأن الدين والدنيا في جمود وسكون لا يعتريهما التطوير والتبديل.

12- قال : الدكتور سلمان العودة يعارض دخول الجيوش الأجنبية ويقبل بدخول ضيوف أجانب.
وأقول : أظنك بالغت باستخفافك بالمستمع وثقافته ! فالشيخ سلمان العودة عارض دخول الجيوش والسلاح والدبابات كما عارضَتها شريحة عريضة من علماء المملكة وطلبة العلم الشرعي في أول التسعينات ، فلم تكن معارضة الشيخ للأقلام والمايكروفونات ! كما أنه احتج حينها على قدوم الجيوش لأراضي الحرمين الشريفين لقدسيتها فيما هو يقبل الآن حضور ضيوف المؤتمر للكويت وقطر ، فأين التناقض؟

ختاماً ، أُذكر نفسي والمسلمين كافة بوجوب التثبت قبل توزيع الإتهامات ، وأهمية إحسان الظن وعدم تهويل العثرات وتخوين الخصوم ، وضرورة مواجهة الخصم الحقيقي للأمة المتمثل في الصهاينة والبعثيين ومن يواليهم بدل تشتيت الصف الإسلامي المتراص في وجه الهجمة على ثورات الشعوب بسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن.


عبدالله الأعمش