السبت، 31 مارس 2012

ماذا استفدنا من جريمة حمد ؟


قال الله تبارك وتعالى : (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم) ففي قلب كل مصيبة خير وفي لُب كل بلاء منفعة لا يجنيها إلا الصابر والمتفكر والواثق بحكمة الله أحكم الحاكمين ، وكما قالت العرب: (رب ضارّة نافعة) .
إن تفاصيل جريمة شتم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أدمت القلب وأغرقت العين وكدّرت النفس ، فالمسلم يحزن حين يسمع شتيمة موجهة لمسلمٍ آخر أو يصله تطاولٌ على عرض كافرٍ لا يعرفه فكيف بشتم خير البرية وسيد البشرية جمعاء ؟! وكيف بالتعدي على زوجته أم المؤمنين عليها رضوان الله تعالى ؟!

إن الخيرة فيما اختاره الله ولا اعتراض على ذلك ، فالمتأمل بتمحص في تبعات تلك الفعلة القذرة سيكتشف أن فيها فوائد عديدة ومكاسب مفيدة للأمة الإسلامية والشعب الكويتي المحافظ تحديداً، ومن تلك المنافع :

أولاً : شِبه إقرار لقانون تغليظ العقوبة على المسيئين للذات الإلهية ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ، وهو ما لم يكن تحقيقه ممكناً بهذه السرعة لولا وقوع الجريمة التي أكدت أهمية استعجال إقراره .

ثانياً : لجم حفنة الزنادقة المتطرفين من أشباه حمد الذي صار عبرة لمن لا يعتبر بعد القبض عليه ولعن الجماهير لفعلته الخبيثة مما يجعل من يفكر مستقبلاً بالتطاول يعيد النظر ملايين المرات قبل الإقدام على هذا الفعل الخبيث .

ثالثاً : كشف المتقاعسين عن نصرة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم إما تعصباً للمجرم أو زعماً أن تلك الكبيرة من ضمن الحريات الفكرية التي يحق التعبير عنها ! أما من يزعمون الحياد فعليهم غضب من الله على تخاذلهم وتراخيهم في هذا الواجب الشرعي الهام .

رابعاً : إظهار الحب العارم لثوابت الدين ومقدسات المسلمين من قبل أطياف الشعب الكويتي ، فالإخوان والسلف والمستقلون مع ليبراليين وشيعة وغيرهم تعاضدوا للدفاع عن خاتم الأنبياء وخيرهم أجمعين .

خامساً : الدرس الذي قدمته عائلة ذلك الخبيث يرفع عنها الوزر ويعلم الكثيرين نبذ العنصرية والعصبية ، فعائلته أعلنت التبرؤ من فعلته وطالبت القضاء بالحكم الذي يُجل مقام النبوة وآل البيت الأطهار .

سادساً : نجاح الحكومة في اختبار الذود عن ثوابت الأمة ومقدساتها ، وهو ما أكد أنها فعلاً وزارة داخلية تمثل مجتمع محافظ مرتبط بدينه .

سابعاً : النجاح الثاني للحكومة يتمثل في التعامل مع جريمة إلكترونية لها نظيراتها ، فالسلطات الأمنية نجحت هذه المرة بسرعة القبض على المجرم وسرعة حيازة الأدلة وإثبات الجريمة النكراء مما يعطي أملاً بتكرار تأديب هذه النوعيات الخبيثة من المستخدمين مع الإعلام الإلكتروني .

ثامناً : تأكيد رأي الأغلبية التي كانت تقول بأن التمادي بالتطاول لن يتوقف وسيبلغ مداه إن لم يتم التعامل مع المتعدين على صحابة رسول الله ، لكن الأقلية المسيطرة على مقاليد الأمور في ذلك الوقت كانت تغض الطرف بحجة أن الأمور لن تتطور للأسوء ، لكنها تطورت وللأسف !

تاسعاً : إثبات أن الديمقراطية والحرية والإنفتاح التي تتمتع بها الكويت مقارنة بدول الخليج الأخرى هي ذات حدود وضوابط تحمي الثوابت التي على رأسها ديننا الإسلامي الحنيف ، وليست كما يصورها البعض غير منضبطة ومعادية لمعتقدات الشعوب المسلمة .

عاشراً : ما حدث هو بمثابة إشارة تحذير قوية للمتطاولين على المحيطين برسول الله صلى الله عليه وسلم كزوجاته وصحابته رضي الله عنهم أجمعين ، لهذا وجاب عليهم تصحيح المسار فذلك الفسق الذي أطره بعضهم ببروازٍ مقدس سهل على المجرم التطاول على مقام خير الخلق أجمعين .

إن مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة عبر التاريخ لقوا المصير البشع الذي خلدهم في صفحات سوداء كمصير آخر الأكاسرة وعتبة ابن أبي لهب وكعب بن الأشرف عليهم لعنة الله ، فالله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل : (إنّا كفيناك المُستهزئين) .


عبدالله الأعمش

الجمعة، 23 مارس 2012

حكم الصباح .. في مأمن

في تاريخ البشرية قديماً وحديثاً شواهد عديدة على أن أكثر الحكومات استقراراً هي أعدلها ، وأن الأسر الحاكمة الأقرب لشعوبها هي الخالدة ، وأن أطول الأنظمة عمراً هي التي تقلل الفجوة بين الحاكم والمحكوم ، ولكل قاعدة استثناء. وهاهي أوروبا تشهد على بقاء الأسرة الملكية الإنجليزية العادلة في مقابل إنقراض الملكية الفرنسية الظالمة على يد الشعب الثائر ، أما آسيا ففيها آثار الأسرة البهلوية الفارسية الزائلة فيما أجيال الأباطرة اليابانيين مازالوا يتربعون على العرش في أقصى الشرق.

عند التمعن بتلك الأمثلة التاريخية نكتشف أن جميع تلك الأسرة الحاكمة تعرضت لثورات وحروب لكن النتائج لم تكن متشابهة بحيث أصاب أسراً سقوطٌ شنيع على يد شعوبها فيما ترسخت أخرى في قلوب الأمم التي تحكمها ، أي أن في الحالتين هناك شعب يقرر مصير هذه الأسرة الحاكمة التي إن شاركت في الثورة وكتابة الدستور فستجني ثمار ذلك أما إن حاولت قمع الإصلاح وطمس مشروع الدستور فستتجرع طعم الفناء ، وخلاصة ما سبق أن (من يساهم ببناء الديمقراطية سيحظى بحمايتها) وهو ما حصل في دستور السلام الياباني ونظيريه البريطاني والكويتي ، والأخير هو ذلك العقد الذي اتفق عليه الكويتيون فكان بقاء أسرة الصباح الحاكمة مقروناً بضمان حقوق المواطنين وهو ما حقق حلم المساواة في جميع مناحي الحياة .. حتى في السجن ، وهو مالا يُرى في دول أخرى.

وقد يتساءل البعض عن (كيفية قياس الإستقرار) ، والجواب هو أن (إستقرار الحاكم لا يُقاس إلا بأوقات فُقدان الإستقرار) وقد مرت دولة الكويت بعدة ظروف مضطربة أكد فيها الشعب تمسكه بالأسرة في حال تمسكها بالدستور المنظِم للعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، فحين غزا الطاغية صدام أرض الكويت تمسك الكويتيون بمختلف تياراتهم بأرضهم ودستورهم وأميرهم رافضين أي بديل قدمه لهم المحتل البعثي ، وحين خرج الكويتيون للتظاهر بالشوارع ضد حكومة فاسدة احترم الحاكم رغبتهم وتسمك بالدستور فأسقط الحكومة واستبدل رئيسها الشيخ وأعطى الشعب حقه الديمقراطي في انتخاب برلمانٍ جديدٍ يمثل كافة أطياف المجتمع .

مشكلة بعض أبناء الطبقة الحاكمة في الخليج أنهم لم يفهموا حتى الآن أن العدالة أولاً ليست خياراً بل هي فريضة ، ثم هي ليست طعاماً يلقي به الحاكم في معدة شعبه وليست راتباً باهظاً يصرفه على الناس من أجل أن يظلوا جيشاً مسخراً لحماية قصوره ، يجب أن يستوعب هؤلاء أن العدالة ليست في سد الحاجات البدائية للشعوب يوم كان الأمن مفقوداً والمجاعة متفشية بل هي توفير للحاجات العصرية والحقوق الأساسية كالديمقراطية والمشاركة السياسية ومحاسبة الشعب لمن يحكمه ، إن العدالة التي ينشدها الشعب ليست مادةً تُلمس باليد بل هي إحساسٌ يداعب شغاف القلب بالصورة التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصار في ظلها السيد كالعبد والجارية كالأميرة والأعراب كالأعاجم لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، فالمساواة ومعاملة الناس كأسنان المشط هي من صُلب الإسلام وأولوياته التي لابد أن يستحضرها السلطان وحاشيته قبل تسربلهم بمفاهيم (طاعة ولي الأمر) و (الصبر على ظلم الحاكم) وغيرها من أسوار تبنيها بعض الحكومات حولها متناسية بوابات تلك الأسوار التي من أوسعها بوابة العدل المستظلة بقوله تبارك وتعالى ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ).

عبدالله الأعمش

الاثنين، 19 مارس 2012

إفلاس خصوم الإخوان .. (بينة) نموذجاً

كتبت الباحثة في الأمن الفكري (بينة الملحم) مقالاً بصحيفة الرياض عنوانه (إفلاس الإخوان ... لماذا يتحدثون عن الخليج ؟!) تناولت فيه معاناة الإخوان المسلمين من إفلاسٍ لم تبين ماهيته وتطرقت فيه لما اعتبرته تدخلاً منهم في شؤون دول الخليج العربي ، وقد احتوى المقال على كُرهٍ بالغ تجاه الجماعة ومغالطات كثيرة سأعقب على بعض منها :

1- ترى الكاتبة أن الربيع العربي تحول من حلم وردي إلى دماء وأشلاء .
وكأن الشعوب كانت تعيش في المدينة الفاضلة ! بل وكأن سقوط الأنظمة التي لم تصفها الكاتبة بطاغوتية أو دكتاتورية لا يتطلب سلالم من الجماجم ؟
إن من السذاجة توقع استقرار الأمور في ليلة وضحاها بعد سقوط حكم الحديد والنار ، فهل نسيَت الكاتبة أن أولئك الحكام كانوا يحيطون أنفسهم بعصابات تُطلق على نفسها مسميات رسمية كالمخابرات والمباحث ؟! وهل نسيَت أنهم أبقوا مافيا إعلامية وإقتصادية جعلت لسنوات طويلة صوت الأقلية المتشبثة بمقاليد الحكم أعلى من صوت الأغلبية الصامتة ؟! وكل أولئك الأيتام المجرمون بدون شك لن يتركوا الأمور تستقر بيد الشعب المنتفض على حاكمه الظالم .

2- دلَّسَت الكاتبة حكاية التصريحات المتبادلة بين مسؤولين خليجيين والإخوان .
وهنا أهانت الكاتبة بشكل غير مباشر قراءها حين تحدثت مباشرة عن تصريح مسؤول بالإخوان المسلمين دون أن تتطرق لبداية القصة وداعي هذا التصريح وسبب العتب الذي عبر عنه المصرح ! وهذه سقطة تُحسب على الكاتبة التي بدون شك كانت تعرف التفاصيل لكنها أغفلتها ثم استغفلت القراء !
ولإنعاش ذاكرة البعض أود التذكير بأن الشيخ القرضاوي حامل جائزة الملك فيصل العالمية طلب من الإماراتيين الرأفة ببعض السوريين المُراد إبعادهم على خلفية تعبيرهم العفوي تجاه المجازر التي ارتكبتها حكومتهم بحق أهلهم ، فرد عليه عسكري إماراتي غير مؤدب مهدداً إياه بالإعتقال رغم سن ووزن الشيخ في العالم الإسلامي!؟

3- نفت الكاتبة تعرض منطقة الخليج لما أسمته بالقلق الأيدلوجي .
فيما تُعتبر منطقة الخليج من أكثر المناطق تأثراً بالأيدلوجيات المحيطة شرقاً حيث الثورة الشيعية وغرباً حيث الجماعات الإسلامية بشقيها المعتدل والمتطرف ، وما الحركة الوهابية وظفّار وجهيمان والحرب العراقية الإيرانية واحتلال الكويت والمجاهدين العرب في أفغانستان ومظاهرات الشيعة بالبحرين وأحداث اليمن ببعيدة عنا .

4- تطرقت الكاتبة لتأثير النفط الخليجي على العرب والخليجيين أنفسهم .
وهنا نؤكد أولاً أن عادات العرب تستنكر المنَّ بالعطية ، وثانياً لابد من تذكر أن المستفيد الأول من تلك الخيرات الخليجية كان الرئيس الدكتاتور ونظامه الساقط حيث تضخمت حسابات أنظمتهم البوليسية فيما لم تحصل الشعوب الفقيرة إلا على الفتات !
أما عدالة توزيع الثروة على شعوب الخليج فهي رغم العيش الكريم حلم لم يتحقق في (أغلب) دول مجلس التعاون ، حيث مازالت طبقة من طبقات الناس تستحوذ على ثروات الوطن في حين تشقى الغالبية للحصول على حقها الأساسي في الراتب والعلاج والدراسة والتي في وجهة نظري تُعتبر أقل أهمية من الحق السياسي الذي لا يُعترف به سوى بالكويت والبحرين .

5- اتهمت الكاتبة رموزاً حركية بسعيها لإيصال الخليج إلي ما وصلت إليه ليبيا وأفغانستان والصومال .
وأود تذكيرها بأنه لا دخل للإخوان المسلمين في الأوضاع السيئة بأفغانستان والصومال حيث الصراع بين الولايات المتحدة وقوى دينية مسلحة قريبة من تيارات تُكفر جماعة الإخوان بحجة قبولها بالديمقراطية !
أما الوضع في ليبيا فمن المبالغة تشبيهه بالوضعين السابقين حيث أن الحرب الأهلية التي كان يحذر منها القذافي في حال سقوطه لم تقع بل إن الأمور تتجه للإستقرار ولو بشكل بطيء .

6- تتهم الكاتبة (جماعات الإسلام السياسي) بتضخيم الأخطاء الصغيرة والتحريض على الإحتجاج عليها بوسائل التواصل الإجتماعي .
وهنا أثنت الكاتبة من حيث لا تدري على الإسلاميين حين أقرت باحتجاجهم بطريقة حضارية إلكترونية لا عنف فيها أو سلاح وهو الأمر الذي كان يجدر بها أن تشجعه وتدعو الآخرين للإقتداء به كوسيلة راقية للتعبير عن الرأي السياسي .
أما (تضخيم الصغائر) فالكاتبة تعلم أنها حرفة أجهزة الأمن التي اعتبرت (كلمة) الشيخ القرضاوي (حرباً) على الخليج كما اعتقلت وألغت جنسيات عدد من المعارضين بسبب أمور بسيطة سيتضرر من تضخيمها الحكام الذين يتحملون تبعات حاشية متهورة تحيط بهم .

7- كررَت الكاتبة ألفاظاً توحي بأن الخليج مرتع للآخرين .
وأظن الآخرين سيستذكرون قول (رمتني بدائها وانسلت) ! حيث أن لنا كخليجيين أذرعاً متغلغلة في لبنان ومصر ودعماً كبيراً لأطراف محددة في سوريا في مواجهة دور إيراني مشابه في البحرين واليمن على سبيل المثال ، ولا أقول إن دورنا هذا سلبي بل أنا من أقوى المؤيدين للتحرك الدبلوماسي الخليجي على غرار الدور الشعبي الذي يجب على السياسيين التأسي به .

8- لمّحت الكاتبة إلى أن التيار الإصلاحي بالخليج إمعة وتابعٌ لغيره .
وأُذكِّرها بأن أبرز قيادات الإسلاميين في الخليج هم من قبائل عريقة وأسر مشهورة ترتبط مع الحكام بنسبٍ تارةً وبصداقةٍ تارةً أخرى ، ولنا في بعض المستشارين والوزراء الإسلاميين مثلٌ واضح ، وأما تبني فكر سياسي نشأ خارج الخليج فهو وليد قناعة ليس من حق أحد تجريمها ، فكم من أمير ماسوني وشيخٍ شيوعي وغيرهما يدعم القاعدة ورابعهم سلفي ابنه من الإخوان !

9- ذكرت الكاتبة أن الخطاب الخليجي محلي فيما خطاب الإخوان أممي .
و أرى أن الأقرب للإسلام هو الخطاب الأممي المنطلق من قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة) ولا يتعارض هذا الطموح الأممي مع الإصلاح المحلي الذي هو خطوة أولى لوحدة الأمة الإسلامية ، مع تذكيري لها بأن المملكة العربية السعودية من أقوى الداعمين لهذه الغاية السامية التي يُفترض أن تسعى لها منظمة التعاون الإسلامي .

10- تحدثت الكاتبة عن تاريخ العلاقة بين الملوك والقبائل وكيف كان الأجداد جنوداً تحت إمرة الأمراء .
ومن الغريب الإصرار على هذا التاريخ الذي طوته عقود عديدة وعدم تطويره بالشكل الذي حدث مع أنظمة ملكية في بريطانيا وإمبراطورية في اليابان على سبيل المثال .
ثم لابد من تذكر أن بعض دول الخليج تعتمد علاقة حكامها بالشعب على عقد واتفاق ودستور نتيجته (حكمٌ مشروط) وأساسه عدلٌ ، وجناحاه حقوقٌ وواجبات يتحملها الطرفان .

11- تشير الكاتبة لتدين المجتمعات الخليجية قبل نشوء الحركات الإسلامية .
وهو الأمر الذي تطرحه كثيراً الحركات الليبرالية الرافضة للمناهج الدعوية بحجة أن المجتمع لا يحتاج لحركات إصلاحية فهو أصلاً محافظ ملتزم بتعاليم دينه !
وأشير هنا إلى أن مرور شبه الجزيرة العربية بفترات مد وجزر ديني قد تأثر بحركات إصلاحية كحركة الإمام محمد بن عبدالوهاب ثم دعوة الإمام حسن البنا رحمهما الله وبعدهما الصحوة الإسلامية خلال السبعينيات ، فغياب التيار الإسلامي المنظم يتيح لغير الإسلاميين نشر القومية واليسارية والإشتراكية وغيرها من الأفكار المخالفة للشرع الحنيف .

12- تزعم الكاتبة أن الإخوان المسلمين يهددون الخليج ووحدة شعوبه .
وتناست هداها الله أن الإخوان جزء لا يتجزأ من الشعب الخليجي حيث أثبتت الإنتخابات الحرة النزيهة إقبال الخليجيين على هذا التيار الإسلامي المعتدل في مواجهة المتطرفين من التيارين العلماني والديني .
كما أنني أود تذكيرها بعدة مواقف تاريخية للإخوان المسلمين في الخليج :
أ) تبني الإخوان المسلمين لمشاريع حماية الأخلاق والعادات الأصيلة في مواجهة التغريب الذي تقوده جهات إعلامية وأمنية قريبة من الحكومات.
ب) دعم الإخوان المسلمين في البحرين لعروبة بلادهم في مواجهة المخطط الإيراني هناك عن طريق تجديد مبايعة آل خليفة حكام البحرين.
ج) دفاع الإخوان المسلمين في الكويت عن السعودية ومليكها في مواجهة النواب الشيعة وإعلامهم الحاقد على بلاد الحرمين.
د) مساندة الإخوان المسلمين في الخليج للثورة السورية ومحاربتهم نظام الحكم البعثي هناك ، وهو ما يتطابق مع الموقف الرسمي لمجلس التعاون الخليجي.
ه) وقوف الإخوان المسلمين في الخليج ضد إيران في احتلالها للجزر الإماراتية وتدخلها في الشأن العراقي.

ختمت الكاتبة مقالها بوصف الإخوان بالمفلسين والخائبين ، ولا أرى مدعاة لحقدها هذا الذي جعلها تصفهم بما لا ينطبق على حركة شعبية يتسع انتشارها وتتوالى إنتصاراتها وتلقى قبولاً متزايداً لدى المسلمين على عكس ما يحدث للعلمانيين والمؤسسات الأمنية والحكومات الفاسدة .. ومن داهنهم.


عبدالله الأعمش

الأربعاء، 14 مارس 2012

بين طارقنا .. وخلفانهم


كغيري من الناس طرق سمعي الخلاف بين طارقنا الدكتور وخلفانهم الفريق ، فحرصت ألا أكون (مع الخيل يا شقرة) وعدت للتسجيلات والتصريحات الخاصة بهذا الخلاف وما قبله (ككلمة الشيخ القرضاوي) فتوصلت للتالي :

1- لم أجد في حديث الدكتور تطاولاً بل كان هادئاً مهذباً صريحاً كما عهدناه ، وإن ضايقت خلفانهم كلمة (تأدب مع العلماء) فنحن نكررها له قائلين : تأدّب !
2- وجدت بحديث الفريق غضباً وتهديداً ووعيداً وتلويحاً بالإعتقال ، كما فعل من قبل في قضية المبحوح التي فيها عاث الموساد فساداً فدخلوا ثم نفذوا ثم خرجوا من الإمارات دون علم الفريق !
3- وجدت أن الشيخ القرضاوي -كعادته- ينصح ويقترح بأسلوب الشيخ الكبير سناً وعلماً مع حرصه على إنصاف المنصوح وذِكر إيجابياته .
4- وجدت أن المجموعة التي تقف مع خلفانهم وضد طارقنا تتكون من المزيج التالي :
(بعض وسائل الإعلام الفاسد – بعض النواب الشيعة في مجلس الأمة – بعض نواب كتلة الأقلية التي لفظها الشارع) فكيف يزعم الفريقِ أن إيران ضده ؟!
5- وجدت أن بعض الحقوقيين الكويتيين الذين عارضوا إبعاد المتظاهرين السوريين من الكويت قد انقلبوا على أعقابهم فبرروا إبعاد المتظاهرين السوريين من الإمارات !
6- وجدت أن في الناس قلة مازالت تعيش عقلية متخلفة تتبنى مصطلح (شؤون داخلية) وهو العذر الأول لبطش الحكومات بشعوبها ، إلى أن سحقت الأمم المتحدة والمنظومة
العالمية الجديدة هذا الإدعاء فصارت قضية حقوق الإنسان قضية عالمية لم يستطع الصربي أو العلوي أو غيرهما إعتبارها (شأناً داخلياً ) .
7- وجدت أن في الليبراليين الكويتيين إما جُبناً أو تحيزاً ، فقد تجاهلوا انتهاكات
حقوق الإنسان الواقعة ضد إسلاميين في دول معينة فيما هبوا لنصرة المرتد السعودي المقبوض عليه في ماليزيا !
8- وجدت أن طارقنا يسمي نظام بشار (نجس مجرم) فيما يعتبر خلفانهم الثورات العربية (مؤامرة أمريكية) !
9- وجدت أن طارقنا يجتهد في السيرة والإعجاز العلمي بالقرآن فيما يتهم خلفانهم نهاراً الإسلاميين بالشذوذ ويحرص ليلاً على أمن (ما حرم الله) !
10-وجدت أن البعض يستند للدين في رفع منزلة ولاة الأمر فيما لا يتطرق لرأي الدين في المسكرات والعُري
وغيرها من الفواحش !
11-وجدت أن خلفانهم اعتبر حرية الرأي خطراً على الأمن فيما لم يخش على الأمن من مافيا غسيل الأموال ونوادي الماسونية وتضاعف أعداد الأجانب مقارنة بالمواطنين !

استنتاج : هذا الخلاف الذي حصل بين الداعية طارق ورجل الأمن خلفان يمثل نموذجاً كلاسيكياً لصراع المثقف الحر والهراوة البوليسية في الوطن العربي ، وهو الأمر الذي انتهى في شمال أفريقيا إلى صدأ الهراوة .. و شموخ الأحرار .

عبدالله الأعمش