الاثنين، 28 نوفمبر 2011

فإن زدتم .. زدنا

أستغرب من الذين لا يعون الدروس الحاصلة حولهم والعبر المشهودة في دول ليست بعيدة عنهم ، ففي كل مكان ثار به شعب ترسخت عدة ثوابت لايمكن إغفالها ، ومنها :

- أن صبر الشعوب لا ينفذ وأن قوة احتمال الجماهير لا حد لها ، فابن علي التونسي فر حين تأكد أن أهل تونس لن يوقفهم خطاب أو قمع ، وكذلك فعل مبارك المصري لكن يد العدالة كانت إليه أسرع .
لهذا أرى أن المراهنة على عاملَي الملل واليأس ليست من الحكمة وأن الإعتماد على سلاح الوقت ليس من الفطنة .

- أن الشعب لاينسى من خذله ولا يغفر لمن وقف ضده ولو انجلت الغمّة ، وهاهي القائمة السوداء جليّة لايمكن تحريفها بعد فوات الأوان ، ورغم أن باب التوبة مفتوح لمن تخلى عن الشعب إلا أن السذاجة ليست ديدن الأحرار ، فليس من شيمهم أن يرضخوا أمام عطية شيخ أو هدية حاكم كما هو الحال مع الحاشية الرخيصة .

- أن سقف المطالب يرتفع يومياً ، فكلما تأخر إنصاف الشعب زادت مطالبه واتسعت رقعة رغباته ، بدايةً يطالب الناس رئيسهم بتطبيق العدالة ثم إن تأخر طالبوا بتطبيقها .. عليه ! ففي اليمن نادوا أولاً بتنحي صالح ثم حين (عاند) نادوا بتنحيته غصباً .. ومحاكمته أيضاً .

- إن مساحة النقد والسخط تزداد ، في البداية ينتقد الناس الوزراء ثم رئيسهم ثم يعلو السقف في دواوينهم وخيامهم ورسائلهم ، فتجد القانون الذي يمنعهم عن الحديث بهذا الشأن مطبقاً بالعلن لكنه منتهكٌ وللأسف بالسر وخلف الأبواب والشاشات ! وليس القضاء ورجاله بمعزلٍ عن تلك الإحتجاجات العفوية ، لهذا أتساءل : كيف يتسبب المحميون (أشخاصاً ومؤسسات) بزهق روح القانون الذي يصونهم سراً ؟ أليس الأجدر بهم أن يزرعوا احترامهم في قلوب الناس بدلاً عن انتهاج الترهيب مسلكاً والتخويف وسيلةً في تعاملهم مع الشعب ؟!

أخيراً ، كلما طال حال عدم الإستقرار زادت خسائر الحكومات (العنيدة) ، فالصوت بوجهها يرتفع والبطانة عنها تنفض والهيبة تصبح حلماً والكُره يصير واقعاً والذِكر الطيب لا يبقى .. فما عاد في العمر بقية .

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

تذهبون .. ويبقى الشعب


ذهب الماسوني أتاتورك وبقي من حاول إرهابهم بجيشه العلماني ، وذهب الظالم عبدالناصر فيما بقي من علّقهم بالمشانق ، ذهب الطاغية ابن علي وبقي من قمعهم عقود ، ذهب الدكتاتور مبارك وبقي من كانت تغص بهم سجونه ، ذهب المجرم القذافي وبقي من نعتهم بالجرذان !
ذهبوا إلى غير رجعة غير مأسوف عليهم إما لمقبرة أو مستشفى أو منفى ، ذهبوا وبقيت ذكراهم السيئة وقراراتهم المقيتة ووعودهم الكاذبة وخطاباتهم المملة وسمعتهم الوضيعة وعلاقاتهم المشبوهة بالصهاينة .

ذهب الذين ظلموا وبقي الذين ظُلِموا ، زال من حسبوا أنفسهم جبابرة وبقي من سجدوا للجبار الواحد الأحد ، أذل الله من بطشوا وسفكوا الدماء ، وأعز سبحانه من صبروا وقالوا كلمة الحق في وجه السلطان الجائر ، فهو عز وجل الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء .

ليست تلك القواعد بعيدة عن أي حاكم ولا يُستثنى منها أحد بتاتاً ، ومهما كانت قوة السلطان وسطوته فلن يقدر على هزيمة الشعب ولن يصمد في وجه الأمّة المطالبة بالعدالة والحرية ، إنها الحرية التي قال عنها أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم رحمه الله : (لا كرامة من غير حرية ، ولا حرية من غير كرامة) فلا نفع من الديمقراطية التي يُضرب في ظلها الشعب ونوابه وتُنهَب في حماها أموال الدولة وثرواتها !

إن أراد الأمراء حماية أنفسهم فعليهم أن يحموا شعوبهم ، وأن يعطوها قبل أن يأخذوا لأنفسهم وأن يستمعوا لها قبل أن يأمروها بالإنصات وأن يُبعدوا الحاشية الفاسدة قبل أن يقرر الناس إبعادها بأنفسهم ، وفي التاريخ شواهد عديدة تثبت أن الشعوب هي من تحدد مصائر حكامها فتُسقطهم من عروشهم كالروماني تشاوشيسكو وقد تُثَبِّتهم عليها كما حصل مع أسرة الصباح أثناء الغزو العراقي للكويت ومرة أخرى حين اختار البرلمان الكويتي استناداً للدستور سمو الشيخ صباح الأحمد كي يصبح أميراً للكويت .

عبدالله الأعمش



الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

اللي مافيه خير !

(اللي فيه خير فيكم يطلع) هذا ماقاله العقيد الكويتي (المفضوح) أثناء إعتداء أزلامه على المواطنين وممثلي الشعب في ديوان الحربش بأمر من الوزير المخلوع (احطبة الدامة) !
تفاصيل فضيحة (سكران العيد) بينت أن مرتكبها وقائل تلك الجملة المشهورة هو الذي لا خير فيه ! فلا خير في مخمورٍ على يختٍ مشبوه في وقت يحج به ملايين المسلمين ! ولا خير في رجل أمن يروّع فتاة ويضربها في ليلةٍ ظلماء ! ولا خير في عقيد يقتحم مركزاً للشرطة من أجل كسر القانون وتزييف الحقيقة !


هذا العقيد المخمور بعد أن داس على الدستور بديوان الحربش ظهر بكل بجاحة في المسرحية الأمنية التي بثها التلفزيون الرسمي تحت عنوان المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية ! ويومها أجمع المشاهدون على أنه كان أكثر المتحدثين عنجهية وأفشلهم إقناعاً وأضعفهم أسلوباً مما يضع علامات إستفهام على من يسنده ويحميه ويقوي شوكته .. التي كُسِرَت يوم أمس !


فضيحة هذا العقيد تؤكد أولاً أن الله يمهل ولا يهمل ، وثانياً أن أدوات السلطة سيئة وبطانة الحكومة فاسدة ، وثالثاً أن (الشق عود) حيث تستر البعض على حفلات اليخت ثم رفض مخفر ميدان حولي القيام بواجبه فيما حاول مسؤولون إيقاف تطبيق القانون على .. نديمهم !!


اللهم لا شماتة ، هذا الذي نطق شهادة الزور بلسانه مكذباً ما أثبتته الصور و الأفلام أصبحت فضيحته على كل لسان .. فاللهم استرنا بالدنيا والآخرة .

الخميس، 3 نوفمبر 2011

كل مواطن .. جاسوس !



بعد تحرير الكويت من براثن البعث البائد انتشر شعار (كل مواطن خفير) بهدف التبليغ عن المتعاونين مع الغزاة والقبض على المتواطئين مع المحتل ، وقد نجح ذلك التحرك الذي كان أساسه التعاون مابين المدنيين والمؤسسة الأمنية من أجل تطهير البلاد من فلول الطاغية العراقي .
اليوم تحتاج الكويت لرفع مثل هذا الشعار من أجل انتشال الدولة من مستنقع الفساد الذي لوّث حتى المؤسسة التشريعية المسؤولة أساساً عن مكافحته !

سواء كان الشعار (كل مواطن جاسوس) أو (كل مواطن فتّان) فالعبرة في الفكرة التي تتمثل في ضرورة أن يشارك كل مواطن في فضح المفسدين وكشف التلاعب بثروات الشعب عن طريق تبليغ النواب الشرفاء والصحافة النزيهة والمواقع الالكترونية المحايدة بما يكتشفه من تجاوزات وكسر للقانون ونهب لأموال الكويتيين .

كم هي مؤلمة ضربة التحويلات المليونية بالنسبة للمفسدين ! وكم هو صاعق انتشار خبر الرشاوى بالنسبة للقبيضة ! فهل نكررها مراراً حتى تتهاوى شبكتهم الإجرامية ؟!

تخيل أن كل وزير ووكيل ومدير ومسؤول يحيط به المئات وربما الآلاف من المراقبين النزيهين ، حينها من سيجرؤ على سرقة بيزة ؟!
في التسعينات نجح التعاون (الشعبي الأمني) في مواجهة الغزاة ، فهل ينجح اليوم تعاضد (الشعب والمعارضة) في وجه الفساد ؟!؟



أخي المواطن : كن كرأفت الهجّان .. جاسوس طيّب .