الخميس، 25 أغسطس 2011

بلاغات للنيابة العامة


صعقتنا النيابةالعامة بالإجراءات المفاجئة التي اتخذتها في حق عضو مجلس الأمة المحترم محمد هايف المطيري بحجة هدره لدم سفير النظام السوري البعثي الإجرامي قبل أيام وهي التهمة التي نفاها مؤكداً أنه طرح الموضوع كسؤال شرعي أراد أن يجد له فتوى من قبل علماء الدين .

الغريب في هذا الأمر الذي قامت به النيابة هو اختيار العشر الأواخر المباركة من هذا الشهر الفضيل لملاحقة هذا الرجل المشهود له بالتدين ، الأغرب من ذلك هو أن النيابة استدعت الرجل في يوم عطلة نهاية الأسبوع ، أما ثالثة الأثافي فهي رفض إطلاق سراح هذا الرجل قبل دفعه لكفالة تقدر بألفي دينار وكأنه غير كويتي ومجهول العنوان بحيث يُحتمل فراره ،أما الطامّة الرابعة فتتمثل في منعه من الصلاة في تعسف غير مقبول لايتفق مع تعاليم الدين الحنيف وعاداتنا الأصيلة !

الإيجابية الوحيدة في هذه الحادثة تتمثل في النشاط الذي تضاعف في جسد مطبقي العدالة وحماة القانون الذين اقشعرت أبدانهم من (جريمة) تهديد السفير السوري اللواء المتورط بجرائم قمعية منذ سبعينيات القرن الماضي ، لهذا أود أن أستغل فرصة الصحوة المباركة لأجهزة القانون في الدولة وأقدم لها عدة بلاغات تفوق بلاغ السفير السوري أهمية وخطورة وحساسية ، فأقول مستعيناً بالله :

1- بلاغ بشأن رشاوى تناهز ال25 مليون دينار تقاضاها أعضاء في مجلس الأمة .
2- بلاغ بشأن تطاول بعض النواب والمحامين والصحف على مملكة البحرين الشقيقة وملكها وحكومتها والتدخل في شؤونها الخاصة مما يهدد أمنها ويزعزع استقرار دول مجلس التعاون الخليجي ككل .

3- بلاغ بشأن تحريض بعض الناشطين السياسيين للحكومة البعثية السورية وحثها على الإستمرار في قمع الشعب السوري والتنكيل بالمدنيين العزل هناك مما يعد دعماً وتشجيعاً لجرائم ضد الإنسانية .

4- بلاغ بشأن التهديد بالقتل الذي وجهته قناة سكوب على الهواء مباشر للنائب الدكتور السيد وليد الطبطبائي .

5- بلاغ بشأن عمليات غسيل أموال وتحركات سياسية مشبوهة يقوم بها شخص سوري يُدعى (كيوان) وله ارتباطات وثيقة برموز النظام الإجرامي في سوريا .

6- بلاغ بشأن قيام صحيفة يملكها رجل أعمال تم تجنيسه حديثاً بالتطاول على علماء السنة ورموز الفتوى في الجزيرة العربية ، مع الإصرار على انتهاج الطرح الطائفي الذي يشق المجتمع الكويتي .

7- بلاغ بشأن شيك بمبلغ 12 مليون ريال سعودي استلمه النائب عسكر العنزي ، ورغمأن عدة وسائل إعلام نشرت صورة الشيك إلا أن النائب لم ينفي صحته .

8- بلاغ بشأن تهديد بالقتل وجهه أحد أبناء الأسرة لوزير الصحة الدكتور هلال الساير على قناة سكوب .


هذه نماذج من بعض البلاغات العديدة التي يتطلب حصرها أياماً مديدة ، وأسأل الله القدير في هذا الشهر الفضيل أن ينير بصيرة إخواننا في المؤسسات المسؤولة عن العدالة وتطبيق القانون وأن يسدد خطاهم في طريق إحقاق الحق ونُصرة المظلوم ومحاسبة الظالم ومكافحة الفساد وتصفيد شياطين .. الإنس

عبدالله الأعمش


الاثنين، 15 أغسطس 2011

بين لحيَتَي المطيري والقلاف


يختلف النائبان الكويتيان محمد هايف المطيري وحسين علي القلاف اختلاف المشرق والمغرب منهجياً وفكرياً ومذهبياً وطائفياً ، فالأول معارض سني سلفي بدوي هادئ في خطابه أما الثاني فهو حكومي شيعي درس في إيران و اشتهر بصراخه بل واستخدامه للعصا في شجاراته تحت قبة البرلمان رغم أنه مؤلف كتاب (مرآة الأخلاق) !

يجتمع هذان النائبان النقيضان في لحية يطلقانها من منطلق ديني ، لكن أبي عبدالله العبدلي أثبت أن لحيته السنية تنصر المظلومين في سوريا وتعطف على المضطهدين هناك كما تدفعه هذه اللحية لمواجهة الجزارين وممثليهم في الكويت من أمثال سفير البعث السوري .

أما لحية أبي صادق البحراني فقد حثته على الانتصار للسفاحين في دمشق وللعلويين في حزب البعث الذي اشتهر شقه العراقي بقمع الشيعة في بلاد الرافدين ! هذه اللحية الشيعية لم تهتز شعرة منها أمام مناظر القتل ومشاهد التعذيب التي ينفذها شبيحة النظام المجرم في سوريا .

فرغم عدم اعتناق السنة لمعتقدات المظلومية ونظريات الاضطهاد وقصص الاستهداف وتخوفات الأقليات إلا أنهم كانوا أكثر إنسانية وتأثراً بما يحدث في الشام ، في المقابل أثبت الذين أقاموا الدنيا أثناء مظاهرات البحرين أنهم متعصبون مذهبياً وتابعون لنظام آيات الله في إيران والذي تستميت آلته الحاملة لشعار الإسلام من أجل تثبيت النظام العلماني البعثي ذي المعتقد الكافر في سوريا !

يشن البعض هذه الأيام هجوماً على النائب محمد هايف لأنه استفتى العلماء في مسألة إهدار دم السفير السوري ، ورغم جرأة المسألة إلا أنها حق شرعي وقانوني لأي مسلم وليس لوزارة داخلية أو غيرها أن تصادره ، فالجواب مهما كان شكله فسيكون التعامل معه بيد ولي الأمر وحده ، و أنا من مقالي هذا ورغم علمي بحرمة دمه إلا أنني أكرر السؤال نفسه تأكيداً على حقي في طلب الفتوى : هل يجوز إهدار دم السفير السوري ؟ أم أن دماء آلاف السنة والدروز والمسيحيين وبعض العلويين أرخص من دمه المحمي دبلوماسياً حسب اتفاقية فيينا ؟!

عبدالله الأعمش

الاثنين، 8 أغسطس 2011

هل تنفع (السلمية) في سوريا ؟




البعث السوري يقتل المتظاهرين ويدك المناطق المنتفضة بالقذائف ويُعذب المعارضين للنظام وتنتشر شبّيحته في حارات الشام لتنفيذ إعدامات علنية لكل من يُشتبه في مطالبته بالإصلاح في سوريا .

ورغم تلك الصورة المرعبة إلا أن البعض مازالوا يعتقدون مخطئين أن زوال نظام البعث المخابراتي في سوريا سيسقط سلمياً ! وهم يظنون بأن غالبية الطائفة العلوية ستتخلى عن مكاسبها التي جنتها في سوريا طوال عقود بسبب مظاهرات شعبية تُرفع فيها اللافتات وتُنشد بها الأهازيج !

لا أعتقد أن الذبح المنظم ستردعه مسيرة يقوم بها مدنيون عزل ، ولا أظن أن الدبابات ستوقف قصفها بسبب اعتصامات أو إضرابات ينظمها السكان المدنيون ! فليتذكر السوريون أنهم يواجهون نظام يعتمد على الإجرام والمجازر والاغتيالات وكل ما هو دموي في سبيل بقائه وتحقيق غاياته .. الدنيئة ، فهذا النظام هو من ارتكب مذبحة حماة التي حاصرها البعثيون في الثمانينات وقتلوا حينها عشرات الآلاف من البشر ، وهذا الحزب الحاكم هو من شارك في تدمير لبنان وتصفية الكثير من المعارضين له ولأعوانه في تلك البلاد المستباحة ، وهذه الزمرة الظالمة هي من قتلت الأطفال في درعا ومثّلت بجثث خصومها واقتلعت حناجر الصادحين بكلمة الحق .

إن من الخطأ تطبيق السيناريو المصري على الوضع السوري ، ففي مصر وقف الجيش بداية على الحياد ثم انضم للشعب مجبِراً نظام مبارك على التنحي مما وهب المظاهرات السلمية في ميدان التحرير نصراً مؤزراً كللته محاكمة الدكتاتور المخلوع ، أما الجيش السوري فوضعه مختلف حيث لازال مؤيداً للنظام ومعلناً حربه على الشعب في كافة المناطق السورية ، و إن أخبار بعض التسرب البسيط في صفوفه والذي لم يرقى حتى لمستوى الإنشقاق لا تبشر بقرب انقلابه على النظام الدكتاتوري .

إن الحل الليبي هو ما يجب أن يُعمل به في سوريا ، فقد انتفض الناس و هبّت القبائل هناك في وجه نظام القذافي وكتائبه قبل أن ينقسم الجيش الليبي الذي مازال جزء كبير منه في صف الدكتاتور وأبنائه ، مما يجعلنا نعتقد أن القبائل السورية عربية كانت أو كردية لن يستحيل عليها صد عصابات الشبّيحة وخلايا المخابرات التي تمثل أقلية طائفية متسلطة لن تستطيع الصمود في وجه بقية الطوائف والأعراق التي يتكون منها المجتمع السوري ، فما هي نسبة البعثيين مقابل الجبهة السنية والعشائرية والكردية والمسيحية والدرزية والصوفية والسلفية والإخوانية والشيوعية وغيرها ؟!

إن المبالغة في التمسك بالسلمية لن تنفع الشعب السوري في ظل التباطؤ الدولي والتقاعس العربي ، فالعالم لم يتدخل بقوة في ليبيا إلا عندما أعلن الشعب انتفاضته المسلحة ضد ملك ملوك أفريقيا ، لأن المجرم حينها تحول من القمع السري إلى العلن مما أعطى ذريعة لقوات الناتو ومجلس الأمن لإيقاف ذلك العقيد المعقد نفسياً ومحاصرته في جزء من البلاد التي استعبد شعبها منذ منتصف القرن الماضي .

نقول للسوريين الشرفاء ، لا ندعوكم لقتل الأبرياء ولا الانتقام من العلويين ، لكن احموا بالسلاح مناطقكم من فرق الموت البعثية ، فماذا تخشون أكثر من الذي يحصل الآن ؟ لقد دكتكم الدبابات وانهمر عليكم الرصاص حين تيقن القاتل بأن شعاركم هو .. سلمية سلمية !

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : {إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فَرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين } .


عبدالله الأعمش