- أن صبر الشعوب لا ينفذ وأن قوة احتمال الجماهير لا حد لها ، فابن علي التونسي فر حين تأكد أن أهل تونس لن يوقفهم خطاب أو قمع ، وكذلك فعل مبارك المصري لكن يد العدالة كانت إليه أسرع .
لهذا أرى أن المراهنة على عاملَي الملل واليأس ليست من الحكمة وأن الإعتماد على سلاح الوقت ليس من الفطنة .
- أن الشعب لاينسى من خذله ولا يغفر لمن وقف ضده ولو انجلت الغمّة ، وهاهي القائمة السوداء جليّة لايمكن تحريفها بعد فوات الأوان ، ورغم أن باب التوبة مفتوح لمن تخلى عن الشعب إلا أن السذاجة ليست ديدن الأحرار ، فليس من شيمهم أن يرضخوا أمام عطية شيخ أو هدية حاكم كما هو الحال مع الحاشية الرخيصة .
- أن سقف المطالب يرتفع يومياً ، فكلما تأخر إنصاف الشعب زادت مطالبه واتسعت رقعة رغباته ، بدايةً يطالب الناس رئيسهم بتطبيق العدالة ثم إن تأخر طالبوا بتطبيقها .. عليه ! ففي اليمن نادوا أولاً بتنحي صالح ثم حين (عاند) نادوا بتنحيته غصباً .. ومحاكمته أيضاً .
- إن مساحة النقد والسخط تزداد ، في البداية ينتقد الناس الوزراء ثم رئيسهم ثم يعلو السقف في دواوينهم وخيامهم ورسائلهم ، فتجد القانون الذي يمنعهم عن الحديث بهذا الشأن مطبقاً بالعلن لكنه منتهكٌ وللأسف بالسر وخلف الأبواب والشاشات ! وليس القضاء ورجاله بمعزلٍ عن تلك الإحتجاجات العفوية ، لهذا أتساءل : كيف يتسبب المحميون (أشخاصاً ومؤسسات) بزهق روح القانون الذي يصونهم سراً ؟ أليس الأجدر بهم أن يزرعوا احترامهم في قلوب الناس بدلاً عن انتهاج الترهيب مسلكاً والتخويف وسيلةً في تعاملهم مع الشعب ؟!
أخيراً ، كلما طال حال عدم الإستقرار زادت خسائر الحكومات (العنيدة) ، فالصوت بوجهها يرتفع والبطانة عنها تنفض والهيبة تصبح حلماً والكُره يصير واقعاً والذِكر الطيب لا يبقى .. فما عاد في العمر بقية .