الاثنين، 7 فبراير 2011

الشيخ الكوس و النهج المعكوس


في مقال له انتقد الأخ أحمد الكوس موقف العلامة يوسف القرضاوي الداعم للشعب المصري في احتجاجاته ضد حاكمه الظالم مستنداً على منهجٍ اشتهر بالتعسف في نهي الناس عن المنكر و المبالغة في مداهنة السلاطين .. فياله من تناقض !
و قد تطرق الأخ سامحه الله لمنكرات عديدة زعم أن المتظاهرين وقعوا بها متناسياً أن أول من اقترفها في أرض الكنانة هو الفرعون الأخير و حزبه الفاسد ، فأقول لفضيلته :
1- إن سفك الدماء و نهب الأموال و تدمير الممتلكات و سيطرة المخابرات الغربية التي شجبتها لهي مصائب يقاسيها الشعب المصري منذ عقودٍ خلت لم نرى خلالها هبتكم من أجلهم كما تهبون اليوم من أجل ولي أمرهم ؟ و إن زعمتم أن (ما فات قد مات) سألناكم عن حكم من يقتل المسالمين اليوم في ميدان التحرير فقط لأنهم قالوا كلمة حق في وجه سلطان جائر ؟
2- إن الفتنة التي حذّرتم من اشتعالها بين أبناء الشعب المصري و طوائفه كانت ناراً تستعر في حقبة الطاغية مبارك ، أما اليوم فإننا نرى المسلمين مع أهل الكتاب و الأغنياء مع الفقراء يجتمعون في ميدانٍ واحدٍ فيصلون و يأكلون و ينامون معاً في أبلغ صورة من صور سماحة الإسلام التي لم نكن نشهدها في ظل حكم الدكتاتور .
3- إن فرح دولة الفرس الطائفية بأحداث مصر لن ينسينا حزن دولة بني صهيون ، و كان الأولى أن تستبشروا بسقوط من ساند ما يسمى بدولة إسرائيل الغاصبة للمسجد الأقصى لا أن تخوفوا الناس بأطماعٍ إيرانية يعيها شعب مصر الذي يعتبر شيخه القرضاوي أول من طالب بوضع حد لعمليات التبشير الشيعي .
ثم هل كان فرح الروم بانتصارهم على الفرس مانعاً لفرح المسلمين به ؟
أقول للشيخ الكوس و من انتهج النهج المعكوس : لا ميلاد بدون مخاض و لا حرية بلا تضحيات و لا عدالة بغير ثمن و لا يُبلغ العز إلا بسلمٍ من الجماجم ، فالساذج من توقع سقوط نظام دكتاتوري عاتي كالنظام المصري بشكل مجاني و دون مقابل و بلا ثمن .
إن ثورة الشعب المصري على الفرعون الأخير حققت نتائج مبهرة في وقت قياسي لم يتوقعه أكثر المحللين السياسيين تفاؤلاً ، و هنا أرصد أبرز تلك المكاسب التي جناها المصريون خصوصاً و الأمة العربية بشكل عام :

1- سقوط بدعة التوريث الغير دستوري ، فبعد أن أعلنها المصري كررها اليمني و زد عليهما من كان ينويها في قرارة نفسه فعدل عن شهوته هذه .
2- هدم حاجز الخوف من قوات القمع و زوال خشية قول كلمة الحق بوجه الحكام .
3- تعيين الرئيس المصري لنائبٍ له بعد أن تذكر أنه ظلّ بلا نائب لسنوات طويلة !
4- إعلان الرئيس المصري عدم بقائه كرئيسٍ مدى الحياة و هي خطوة أخرى تبعه بها الرئيس اليمني .
5- سقوط الحكومة الأردنية بقرار ملكي جراء احتجاج الشعب الجائع عليها .
6- سماح الرئيس الجزائري بإقامة المظاهرات و تشكيل الأحزاب و إلغاء حالة الطواريء في بلاده .
7- ايصال رسالة قوية للنظام السوري البعثي الطائفي كي يقوم بإصلاحات في الدولة و تصحيح في النظام و هو ما اتضحت بوادره في تصريح الرئيس السوري في بعض وسائل الإعلام .
8- إعطاء درس لمن يأتي مستقبلاً لسدة الحكم في مصر و غير مصر ، فما حصل عبرة بالغة و موعظة عظمى .
9- توحد الشعب المصري بمختلف فئاته حيث وقف المسلم بجانب القبطي و الإخوان مع الناصريين و المتعلم بقرب الأمي .
10- تعليق جلسات مجلسي الشعب و الشورى المزورين و إعادة إنتخابات الدوائر المطعون بها .

ختاماً .. إن النهج المعكوس هو من أنكر على الشعب وقفته ضد الظالم ، و هذا النهج هو من هاجم الثورة التي أعادت الحجاب لرؤوس المسلمات و ملأت المساجد في تونس .
قال أشرف الخلق عليه الصلاة و السلام : {أفضل الشهداء حمزة ، و رجل قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمره و نهاه فقتله} .

عبدالله الأعمش



هناك تعليق واحد:

  1. اخي في الله عبدالله هداني واياك الله
    الاخ الكوس دعم ما ذهب اليه بالادلة الشرعية التي اشار اليها-واشرت انت في حديث حمزة الى وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس الخروج على ولي الامر- وبعيدا عن ميزان الشريعة يجد
    الممعن في النظر ان الرئيس في مصر توجه له رسالة تاريخيا
    رئيس مات مسموما -فاروق الملك-
    ورئيس مات مقهورا -جمال عبدالناصر-
    ورئيس مات اغتيالا -انورالسادات-
    ورئيس تمت اهانته بخلعه -حسني مبارك-
    باسم الحرية
    السؤال الجوهري : من يوجه الرسالة للرئيس ؟ هل الموجه هو الشعب ام القوى الاستعمارية او من ينوب عنها
    والسؤال الاهم -- هل هذا هو الاسلام الذي تدعو له؟
    والسؤال التالي هل تحب انت شخصيا ان تكون الرئيس التالي؟

    ردحذف