الأربعاء، 2 فبراير 2011

سقوط الفرعون الأخير

في عهد موسى عليه السلام أغرقت فرعون أمواج البحر ، لكن أمواج المتظاهرين المصريين هي من أغرقت فرعون هذا القرن الذي نسي أن شعبه حليمٌ لكنّ غضبته لابد أن تُتَقى ، فاجتمع لإسقاطه الإسلاميون و الشيوعيون و الرجال و النساء و الكبار و الصغار و بدو سيناء و الأقباط و حتى (الصعايدة وصلوا) ! حينها (فهم) و لكن فهمَه أتى بعد فوات الأوان كحال نظيره التونسي و قبلهما فرعون الذي أعلن الإيمان حين أدركه الغرق فأتاه الرد القرآني {آلآن و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين} .

البارحة قرأت لكاتبة كويتية (مناها) أن (يُعاف) الإخوان المسلمون و يُكرهوا بأي وسيلة يتلقفها قلمها الحاقد حتى لو كانت كذباً بواحاً و تزويراً للتاريخ ! فهذه الجاهلة بالأحداث السياسية زعمت أن الإخوان تحالفوا مع القوى الإستعمارية الكبرى في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي و هو ما لم يقل به الأولون ولا الآخرون ! فأصغر طلبة العلوم السياسية يعرفون أن تلك القوى الكبرى كانت أعتى أعداء الإٍسلام و المسلمين ، فالمعسكر الأمريكي الغربي هو الداعم الأكبر لحكومات القمع في الوطن العربي و على رأسها الحكومة المصرية التي زجت بآلاف الإسلاميين في سجون التعذيب ، أما المعسكر السوفييتي الشيوعي فقد عانى من ضربات المجاهدين الإخوان كالشهيد عبدالله عزام و رفاقه ، أما إن كانت تلك المرأة تقصد حقبةً أقدم فالمصيبة أعظم إن لم تسمع بصولات الإخوان و جولاتهم ضد الإنجليز في أرض الكنانة و ضد الصهاينة في أرض المقدس !

هذه المرأة المشهورة بتطبيلها لوزير الدامة و تصفيقها للجويهل حذّرت المصريين من ركوب الإخوان لموجة المظاهرات و كأن المصريين لم يختاروا بأنفسهم الإخوان المسلمين كأكبر كتلة معارضة للحكومة رغم تزوير الإنتخابات ، و ما شجْب هذه المرأة لأحداث ثورة تونس الخضراء إلا دلالة على كُفرها بمباديء التعددية و الديمقراطية في حال استفاد منها خصمها .. الإسلامي .

و نحن نرى أن إتهام الإخوان بإسقاط الفرعون المصري و الطاغية التونسي إنما هو ثناء على صفحة مضيئة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ، فهنيئاً لهذه الجماعة ذلك الزخم الشعبي المتعاطف معها و المتمثل في الجموع المصرية و التونسية التي اكتسحت قصور و معتقلات المجرمين ، و شكراً لها على إعطاء الشعوب و الزعماء دروساً في الديمقراطية و الحرية و العدالة بصورة سلمية حضارية بعيدة عن الإنقلابات الدامية و المعارك الحامية و سفك الدماء و سبي الإماء !

كلمة أخيرة .. لم تجهر بدعم الرئيس المصري و انتقاد شعب أم الدنيا إلا حكومة العدو الصهيوني ! بل حتى أكبر الداعمين الغربيين له رضخوا لإنتفاضة الأمة و لزموا الحياد و تذكروا قول الشاعر (بتصرف) : إذا الشعب يوماً أراد الحياة ** و شاء الإله استجاب القدر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق