الأحد، 13 فبراير 2011

إخفاق ساسة الخليج في مصر

خلال شهرٍ مضى أثبت الساسة الخليجيون أنهم يبعدون عن السياسة تحليلاً و قراءة بُعد المشرق عن المغرب ، فلُدِغوا من نفس الجحر مرتين وكرروا أخطاء الماضي التي سترديهم و تردينا معهم في محرقة التاريخ و هو ما تجلّى في موقفهم من ثورة الشعب المصري على الرئيس مبارك .

في المقابل أظهرت تلك الأحداث ما يتمتع به الأمريكان و الأوروبيون من إحتراف سياسي و خبرة عميقة في التعامل مع عظائم الأحداث ، فهم و إن ترددت مواقفهم في البداية إلا أنهم حسموا أمرهم في وقت مبكرٍ خلال الأيام الأولى من هذه الثورة الشعبية .


أما صانعو السياسة الخارجية في الخليج فقد أخفقوا في قراءة المشهد المصري و يا له من إخفاق إستمر حتى آخر أيام الطاغية رغم أن مسألة سقوطه المؤكد كانت مجرد مسألة وقت ، لكنهم أصروا على دعم بلطجيّته ضد شعبه إما لجهلٍ سياسي مدقع أو خضوعاً لمصالح شخصية مرتبطة ببقاء حسني مبارك !
إن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ ** و إن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ


إن جسامة و خطورة سوء تقدير الأوضاع في مصر و عدم تقييمها بشكل صائب و حكيم من قِبل ساسة دول مجلس التعاون الخليجي تتضح في نقطتين :


أولاً : إن هذا الإخفاق الخطير ليس الأول من نوعه حيث أنه يشكل حلقة في سلسلة الإخفاقات التي لم يتعلم الخليجيون منها أو يستفيدوا من تبعاتها رغم النتائج الوخيمة التي مازالت شعوب دول مجلس التعاون تعاني منها ، فكيف لم يتعلم السياسيون عندنا من درس غزة التي حاولوا بشكل غير مباشر خنقها فأنقذتها مظاهرات أوروبية و قوافل حرية تركية و منظمات دولية و قليل من الدعم الخليجي .. الشعبي ! و ماذا جنى صناع القرار السياسي في الخليج من مساندتهم لمحمود عباس و حسني مبارك ضد الغالبية الفلسطينية المنضوية تحت لواء حماس و الجبهة الشعبية و الجهاد الإسلامي ؟ لقد كان ذلك الموقف الخليجي الإمَّعة عبارة عن ضوءين أخضرين لإيران في دعمها لغزة و للصهاينة كي يحرقوها و يشددوا من حصارهم عليها .. لكن الصبر أعيى قبضة الجلاد .


ثانياً : إن الثمن التي سيدفعه الخليجيون يستحيل ترقيعه ولا يمكن أن يُصحَّح بعد أن سجله التاريخ في كُراسٍ مفتوحٍ ستقرأ صفحاته البشرية جيلاً بعد جيل ، فالمفكرون المثقفون في مصر و شبابها الواعي لن يغفروا للسياسيين (الرسميين) في دول الخليج العربي وقفتهم في صف الديكتاتور الذي سلب ثلاثين عاماً من حريتهم ، فيما سيظل المصريون يستذكرون وقفة الغرب الذي كفّر عن ذنوبه الماضية حين استبدل دعمه لحاكمهم الظالم بمطالبته له بالرحيل و إعطاء الحكم للشعب المنتفض عليه .. سلمياً .


إن لم يكن لدى ساستنا نظر ثاقب يستطيع قراءة الدروس الغربية فليستعينوا بقصر نظرهم في قراءة المكر الفارسي الذي ترجمه (مرشدهم) في خطابه الداعم للشعب المصري في وقتٍ دعم فيه (المفتي) .. دكتاتور مصر !

عبدالله الأعمش

هناك تعليق واحد:

  1. أحسنت في هذه :
    إن لم يكن لدى ساستنا نظر ثاقب يستطيع قراءة الدروس الغربية فليستعينوا بقصر نظرهم في قراءة المكر الفارسي الذي ترجمه (مرشدهم) في خطابه الداعم للشعب المصري في وقتٍ دعم فيه (المفتي) .. دكتاتور مصر !

    ردحذف