الثلاثاء، 26 يوليو 2011

نشر غسيل تيار أسيل

أتحفتنا (النائبة) أسيل بتصريح صحفي احتوى العديد من المغالطات وقلب الحقائق كمؤشر آخر لتخبط تيارها الليبرالي الذي يعاني من انسلاخ فكري رهيب أدى لاستياء كبير بين أعضاء ومؤيدي هذا التيار وتزامن مع انتقادات واسعة من الخصوم ، فهم كانوا ولعقود خَلَت يتشدقون بالوطنية مرةً والحفاظ على المال العام مرة أخرى ، لكنهم اليوم لم يكتفوا بعقد الصفقات السرية مع الحكومة المتخبطة بل إنهم عندما فاحت رائحة ذلك الاتفاق جاهروا بالتصريح عن رغبات إضافية ومطالب أخرى يُقال أن الحكومة رفضت ضمها للصفقة –مؤقتاً- خوفاً من غليان الشارع .. المحافظ .



كلمات أمين عام التحالف الوطني وما بعده من مقالات الكوادر وآراء الرموز الليبرالية وآخرها تصريح (النائبة) أسيل إن لم تُفسر بأنها مطالبة بتوسيع الصفقة فهي بدون شك محاولة فاشلة للتغطية عليها ولتشتيت رد فعل الشارع المحتج على الثمن الباهظ الذي قدمته الحكومة لليبراليين والتجار مقابل مساندتهم لرئيسها .. أبي اللغات .



(النائبة) أسيل تناقضت وبشكل غريب في تصريحها الأخير ، فتباكت مرةً على الطلبة الغير مقبولين في الجامعة مطالبة بإيجاد حل لمشكلتهم ثم انتقدت الوزير بسبب قرار رفعه لأعداد المقبولين الذين تقول النائبة أنه ليس للجامعة قدرة استيعابية تحتويهم !


هذه (النائبة) أتت بما لم تأتي به الأوائلُ حين زعمت أن طبيعة المجتمع الكويتي وتعامل الشباب مع البنات لا تستقيم مع فصل الجنسين أثناء الدراسة ! ونسيت بل تناست العضوة السابقة في الوسط الديمقراطي أن القوائم الإسلامية والمحافظة تحوز على معظم أصوات طلبة وطالبات الجامعة في انتخابات اتحادهم الذي يقوده المدافعون عن العادات الأصيلة منذ ما يزيد عن ثلاث عقود فيما تحنطت القائمة الليبرالية في قاع ترتيب النتائج ! وهذا الواقع يعبر عن نبض الجيل الشبابي الذي يسلك الاتجاه الآخر الذي تسير (النائبة) وجماعتها بشكل معاكس له .


تدّعي هذه (النائبة) أن فصل الاختلاط يكلف الدولة مبالغ طائلة ، وكأن تيارها لم يرضخ لرئيس حكومة متخمة بالفساد والتبذير وسرقات المال العام ! ثم لماذا التقتير على أجيال المستقبل والإصرار على حشرهم في جامعة واحدة مختلطة فيما نبني لغيرنا الجامعات ونصرف الملايين على حكومات قمعية طائفية ؟!


الخطأ الآخر ولا نظنه الأخير في تصريح (النائبة) الليبرالية يتمثل في قولها أن السلطتين في الكويت تخضعان للهيمنة الدينية ! وطبعاً هي تقصد الدين الإسلامي ، لكنها تجاهلت حقيقة أن السلطة التشريعية يختارها الشعب بطريقة ديمقراطية مما يعني تفضيل الكويتيين للممثلين المحافظين الأقرب لعاداتهم الأصيلة ، أما السلطة التنفيذية فلا يُنكر أحد -سوى النائبة- بأنها بين يدَي الليبراليين وتكتل التجار ولا أثر يُذكر لتأثير الإسلاميين عليها بتاتاً .. إلا إذا كانت تقصد علماء السلاطين المنتقدين للثورات الحرة والذين يُقصون الخطباء المستنكرين لجرائم البعث في سوريا !



قال ابن القيم رحمه الله في الصواعق : (أهل الكلام والفلسفة أشد اختلافاً وتنازعاً بينهم فيها من جميع أرباب العلوم على الإطلاق ، ولهذا كلما كان الرجل منهم أفضل كان إقراره بالجهل والحيرة على نفسه أعظم) .. ومنّا إلى جهابذة (الفلسفة) !






عبدالله الأعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق