الثلاثاء، 19 يوليو 2011

المقامة الدسمانية : الفداوية !






للإستماع للمقال :


http://www.4shared.com/audio/FIyblFJO/_online.html




حدّثنا عدنان ابن أُثيلة قال : فيما كنا نصيد السمّان بمنطقةٍ يقال لها دسمان ، سألت الشيخ الأزرق ابن كُليب عن (البصّامة) .


فقال : هي فرقة عند السلاطين نمّامة

وللمعروف ذمّامة

ولأهله شتّامة

وليس فيهم استقامة !

ثم أنشد :


إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحاً ** مني وما سمعوا من صالحٍ دفنوا


صُمٌ إذا سمعوا خيراً ذُكرت به ** وإن ذُكرت بسوءٍ عندهم أذنوا


إن لكل مَلكٍ حاشية يقودها كالماشية

ولكل ثري خدم وحفنة من الحشم

ولكل رئيس مرافقون متزلفون منافقون

يخلطون الحابل بالنابل

ويعكسون الخير والشر

ويسري فيهم السم مجرى الدم !


بعضهم يذم الصالح ويُزين الطالح

فهو للرذيلة مدّاح وللفضيلة قدّاح !


تجده حول الولاة مع الردّاحين وبحمدهم من الصدّاحين

فقد اعتادوا المجاملة بالمعاملة

لهذا يعتبرون من ينصحْ (مؤزم) ينبحْ !

ويسمّون الصراحة مع الرئيس وقاحة !


قال الرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم : {الدين النصيحة ، قلنا لمن ، قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم}


قلت : وما نشأتهم ؟

قال : فيما مضى ، كانوا بالسرادق يمتشقون البنادق

ثم صاروا للشيوخ مطاريش وللوزراء فراريش

اليوم هم من الأغنياء والأثرياء والوزراء والسفراء بل حتى النساء انضوين تحت اللواء !


قلت : من أي قومٍ هم ؟

قال : بعضهم كُتل وآخرون مِلل

فمُشِرّعهم تاجرٌ من الشامية ومفتيهم من الجاميّة وصحيفتهم يملكها الحرامية !

يُساندهم فارسي من الزهراء وبدوي من الجهراء وليبراليٌ من الفيحاء !


قلت : وما يجنون ؟

قال : للغرفة مناصب وللطائفة مكاسب

للتاجر مناقصة ولليبرالي حفلة راقصة

هَمُّهم الكراسي وللشعب المآسي !

وتمتد المنفعة للأصدقاء والأهل والأشقاء

فأحدهم للمعاقين مسؤول والآخر عضوٌ في البترول

والثالث بالسرّة مختار ولإحداهن أكبر دار !


فقلت : والله ما أظنّها فرقة ناجية ولا لريح الجنة راجية !

لكن رحمة ربكَ شاسعة وأبواب التوبة واسعة .


فقرأ الشيخ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : {ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا له بطانتان ، بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى} .



عبدالله الأعمش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق