الأحد، 17 يوليو 2011

الرئيس وميناء مبارك





منذ عقود وجار السوء الشمالي يثير القلاقل ويشعل البلابل بين الحين والآخر مؤكداً أن الأطماع مترسخة في نفوس القيادات هناك مهما تبدلت أثوابها البعثية والشيعية وغيرها !

ومنذ تلك الفترة والكويت تحاول تأكيد سيادتها على تلك الحدود الشمالية الجرداء من خلال عدة مشاريع مقترحة لم تُنفذ لأسباب متعددة أبرزها سياسية ، فقد طُرح من قبل موضوع بناء مناطق سكنية ولو كانت للوافدين ثم اقترح الأمريكان (قبل الغزو) تأجير جزء من جزيرة بوبيان مقابل قاعدة عسكرية لهم فتلكأنا حتى انعكست الصورة وصرنا ندفع لهم مقابل المرابطة في بعض مناطقنا الشمالية !

اليوم وبعد أن تم انجاز قرابة 14% من ميناء مبارك ارتفع نعيق بعض المسؤولين العراقيين احتجاجاً على مشروع كويتي في أرض كويتية بحجج واهية لا تأخذ بها أي قوانين دولية أو حقوق جوار .

في رأيي أن الحوار مع هؤلاء غير مجدي ، فقد عقدت حكومتنا ممثلة بوزارة الخارجية عدة اجتماعات سياسية وفنية معهم بشأن مجموعة من القضايا محل الخلاف بين البلدين ولكن نتيجتها كانت إعلان المالكي البراءة منها ومن وزرائه ومستشاريه الذين شاركوا بها !

لكن المواجهة في وجهة نظري تتحقق من خلال جبهتين داخلية وخارجية ، فداخلياً يجب عدم تعطيل المشروع مع الاستمرار بعمليات إنشائه بل ومضاعفة الجهد وتسريع العمل به، إضافة لذلك يتوجب علينا خلق جبهة شعبية يقودها أعضاء مجلس الأمة وبعض المؤسسات والاتحادات من أجل مساندة هذا المشروع الوطني وغيره من المشاريع المستقبلية التي قد تُواجه إشكالاً من النوع الذي يواجهه مشروع ميناء مبارك .

أما خارجياً فلابد أن يحشد دبلوماسيو الكويت وعلى رأسهم وزير الخارجية الدعم لهذا المشروع من باب أن المسألة لا يجب أصلاً أن تُطرح على أي طاولة نقاش كونها سيادية بحتة وليس من حق العراقيين معارضتها أو حتى التعليق عليها ، فالتعريف بالفكرة العملاقة في كافة أرجاء العالم يعطيها شرعية أكثر ويجعلها مفروضة على أرض الواقع أمام أعين المسؤولين العراقيين .

إنما السؤال المهم هو من أعطى الحكومة العراقية ونوابها الحق في التدخل بشؤوننا الداخلية ؟ أو بالأصح ما الذي شجعهم على تجاوز الخطوط الحمراء لأكثر من مرة ؟ كموقفهم من الفكرة (النووية) ورد فعلهم الحالي تجاه ميناء مبارك .

في رأيي أن المالكي لم يتجرأ بإبداء وجهة نظره بهذه الصراحة إلا عندما توقع أن نظيره الكويتي لن تكون له كلمة في الموضوع ، فرغم أن الشأن كويتي قبل أن يكون عراقي وأن الذي علق عليه وزير خارجيتنا وليس رئيس حكومتنا إلا أن الرد أتى من سلطة عراقية أعلى ممثلة برئيس مجلس الوزراء المسنود من إيران !

نثق بإخلاص الشيخ محمد الصباح في عمله لكنه لن يستطيع وحده مواجهة الغوغائيين في العراق ، فكما رد الأعضاء -الأحرار- في البرلمان الكويتي على هرطقات نظرائهم العراقيين يجب أن يكون هناك رد (ولو غير مباشر) من قبل رئيس الوزراء الكويتي دعماً لمشروع ميناء مبارك ، وأقترح أن نجنب الرئيس إحراج إلقاء تصريح بهذا الشأن رغم إتقانه للفارسية التي يتقنها المالكي وأن يكتفي سموه بزيارة المشروع مع جيشه الإعلامي العرمرم ، وأن يصافح بعض المهندسين هناك .. معتمراً خوذة أحدهم .



عبدالله الأعمش

هناك تعليقان (2):