الاثنين، 8 أغسطس 2011

هل تنفع (السلمية) في سوريا ؟




البعث السوري يقتل المتظاهرين ويدك المناطق المنتفضة بالقذائف ويُعذب المعارضين للنظام وتنتشر شبّيحته في حارات الشام لتنفيذ إعدامات علنية لكل من يُشتبه في مطالبته بالإصلاح في سوريا .

ورغم تلك الصورة المرعبة إلا أن البعض مازالوا يعتقدون مخطئين أن زوال نظام البعث المخابراتي في سوريا سيسقط سلمياً ! وهم يظنون بأن غالبية الطائفة العلوية ستتخلى عن مكاسبها التي جنتها في سوريا طوال عقود بسبب مظاهرات شعبية تُرفع فيها اللافتات وتُنشد بها الأهازيج !

لا أعتقد أن الذبح المنظم ستردعه مسيرة يقوم بها مدنيون عزل ، ولا أظن أن الدبابات ستوقف قصفها بسبب اعتصامات أو إضرابات ينظمها السكان المدنيون ! فليتذكر السوريون أنهم يواجهون نظام يعتمد على الإجرام والمجازر والاغتيالات وكل ما هو دموي في سبيل بقائه وتحقيق غاياته .. الدنيئة ، فهذا النظام هو من ارتكب مذبحة حماة التي حاصرها البعثيون في الثمانينات وقتلوا حينها عشرات الآلاف من البشر ، وهذا الحزب الحاكم هو من شارك في تدمير لبنان وتصفية الكثير من المعارضين له ولأعوانه في تلك البلاد المستباحة ، وهذه الزمرة الظالمة هي من قتلت الأطفال في درعا ومثّلت بجثث خصومها واقتلعت حناجر الصادحين بكلمة الحق .

إن من الخطأ تطبيق السيناريو المصري على الوضع السوري ، ففي مصر وقف الجيش بداية على الحياد ثم انضم للشعب مجبِراً نظام مبارك على التنحي مما وهب المظاهرات السلمية في ميدان التحرير نصراً مؤزراً كللته محاكمة الدكتاتور المخلوع ، أما الجيش السوري فوضعه مختلف حيث لازال مؤيداً للنظام ومعلناً حربه على الشعب في كافة المناطق السورية ، و إن أخبار بعض التسرب البسيط في صفوفه والذي لم يرقى حتى لمستوى الإنشقاق لا تبشر بقرب انقلابه على النظام الدكتاتوري .

إن الحل الليبي هو ما يجب أن يُعمل به في سوريا ، فقد انتفض الناس و هبّت القبائل هناك في وجه نظام القذافي وكتائبه قبل أن ينقسم الجيش الليبي الذي مازال جزء كبير منه في صف الدكتاتور وأبنائه ، مما يجعلنا نعتقد أن القبائل السورية عربية كانت أو كردية لن يستحيل عليها صد عصابات الشبّيحة وخلايا المخابرات التي تمثل أقلية طائفية متسلطة لن تستطيع الصمود في وجه بقية الطوائف والأعراق التي يتكون منها المجتمع السوري ، فما هي نسبة البعثيين مقابل الجبهة السنية والعشائرية والكردية والمسيحية والدرزية والصوفية والسلفية والإخوانية والشيوعية وغيرها ؟!

إن المبالغة في التمسك بالسلمية لن تنفع الشعب السوري في ظل التباطؤ الدولي والتقاعس العربي ، فالعالم لم يتدخل بقوة في ليبيا إلا عندما أعلن الشعب انتفاضته المسلحة ضد ملك ملوك أفريقيا ، لأن المجرم حينها تحول من القمع السري إلى العلن مما أعطى ذريعة لقوات الناتو ومجلس الأمن لإيقاف ذلك العقيد المعقد نفسياً ومحاصرته في جزء من البلاد التي استعبد شعبها منذ منتصف القرن الماضي .

نقول للسوريين الشرفاء ، لا ندعوكم لقتل الأبرياء ولا الانتقام من العلويين ، لكن احموا بالسلاح مناطقكم من فرق الموت البعثية ، فماذا تخشون أكثر من الذي يحصل الآن ؟ لقد دكتكم الدبابات وانهمر عليكم الرصاص حين تيقن القاتل بأن شعاركم هو .. سلمية سلمية !

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : {إذا وقعت الملاحم بعث الله من دمشق بعثاً من الموالي أكرم العرب فَرساً وأجوده سلاحاً ، يؤيد الله بهم الدين } .


عبدالله الأعمش




هناك تعليق واحد: