السبت، 11 فبراير 2012

شيعة الكويت : اجترار الماضي


خلال العقدين المنصرمين من تاريخ الكويت السياسي عاشت الأقلية الشيعية أزهى فتراتها على حساب الأغلبية السنية بجناحيها الحضري والبدوي ، وكانت أشهر العسل هذه بمثابة زواج (أظنه متعة) جمع بين زوجين أحدهما مخدوع والأخرى تحن لأصولها الفارسية .
وقد انتهى ذلك القران المؤقت على يد المعارضة الشعبية التي أسقطت الزوج من عشّه وهزمت زوجته .. في الانتخابات .
إن في حقبة ما قبل هذا الزواج وهي ثمانينيات القرن الماضي مرت الأقلية الشيعية في الكويت بأخطر مراحلها ، كانت تلك المرحلة التي أظنها (عائدة) تتصف بأمرين بتنا نراهما هذه الأيام ، ألا وهما :
- عدائية النظام الإيراني
- الاصطفاف الطائفي

فما أشبه الليلة بالبارحة ، كان النظام الإيراني خلال الثمانينيات يمثل الخطر الأكبر على عرب الخليج ومنابع النفط العالمية فقد دعم الإيرانيون شيعة الخليج من شماله العراقي حتى جنوب الشقيقة السعودية ، وخلالها خطف الشيعة طائرات كويتية وقتلوا ركابها ثم فجروا مقاهي شعبية ومواقع بترولية وحاولوا إغتيال أمير الكويت الشيخ جابر رحمه الله وروعوا حجاج بيت الله الحرام فطيّر السيّاف السعودي رؤوس المجرمين وحكم القضاء الكويتي على بعضهم بالإعدام وأُسقطت جنسيات آخرين فيما فرت شرذمة منهم لإيران .
كانت تلك الصفحات سوداء كالحة في تاريخ شيعة الكويت ولم يتحول سوادها للون الرمادي إلا بعد تحرير الكويت حيث اتجهت الحربة السنية صوب البعث العراقي والذي تقاسم معنا كرهه الإيرانيون والشيعة فترة الغزو الغاشم ليس حباً فينا بل كُرهاً في المجرم التكريتي الذي أخّر تصدير ثورة الخميني .
في نظري أنه وفي الثاني من فبراير الماضي انتبه الشيعة لحقيقة حجمهم والذي لولا دعم المال السياسي والإعلام الفاسد لكان أصغر مما نتجت عنه الانتخابات ، ولأن المصائب لا تأتي فُراداً فقد طُرد السفير السوري الذي استمات الشيعة دفاعاً عنه ، ولهذا قرروا استعادة صفحتهم المطوية من جديد فدشنوها مستغلين تطرق أحد الكتاب السنة لشخصية مزعومة تقبع بأحد سراديب العراق (وليس المهدي الذي حدثنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم) وهي حجة واهية لإثارة البلبلة في البلاد ومحاولة رص صفوفهم المشتتة بعد هزائم الانتخابات وطرد سفير المجرم بشار والتنسيق السعودي البحريني ، وربما تكون ثورتهم هذه بمثابة مجلس عزاء متأخر على روح حكومات حليفهم الرئيس .. السابق .

كلمة أخيرة : أرى أنه من واجب حكماء الشيعة (وهم قلة) أن يجنبوا طائفتهم تبعات مواجهة الأغلبية السنية التي أشارت النتائج الأخيرة لتفضيلها المعارضة عموماً والإسلاميين خصوصاً على حلفاء الشيعة من الحكوميين وبني ليبرال ، و إلا فكيف نفسر دعم المتطرفين من جماعتهم لدعاة الخمور وتزكيتهم لخريجي السجون ؟ أليس هو اعتقاداً منهم أن إشعال فتنة سنية-سنية سيخدم الشيعة ؟

ولكن براقش .. جنت على نفسها !




عبدالله الأعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق