الأحد، 2 سبتمبر 2012

ضاحي خلفان والهروب الكبير



على طريقة الطاغية زين العابدين التونسي صاح أحد المغردين : ابن خلفان هرب .. ابن خلفان هرب !
حدث هذا بعدما طلب الدكتور فيصل المسلم مواجهة الفريق ضاحي خلفان عن طريق الإعلامي بشار الصايغ ولم يرد الفريق فعاجله الدكتور جمعان الحربش بضربة ثانية وقاضية معلناً المناظرة على لسان الكاتبجي محمد الوشيحي فرفع مدير شرطة دبي راية الإستسلام مبرراً رفضه هذا بأعذار واهية وحجج مضحكة وأسلوب لا يليق بسنه ومركزه! فهو رحمه الله عرف قدر نفسه وعلم مسبقاً كما نعلم جميعاً أن الحربش كان سينهي اللقاء لصالحه في الدقائق الأولى من المواجهة المفترضة التي رفضها خلفان دون تقديم تعديل أو شروط أو تبرير جدي، مما يعني عدم صحة مزاعمه التي لم يستطع مواجهة خصومه بها ولم يجرؤ على بثها في الإعلام أو من خلال تغريداته كما لم يقدمها للمسؤولين في الكويت والإمارات!

لقد أحسن الدكتور الحربش بإعلانه مواجهة منبع هذه الزوبعة ورأس معركة التصريحات وهو الفريق خلفان الذي زعم مراراً إمتلاكه لأدلة ومستندات تثبت التخطيط لمؤامرات إنقلابية تبدأ في الكويت ثم تنتشر في الخليج! فمن الطبيعي أن يكون في جعبة الفريق أكثر بكثير مما لدى الشخصية الوهمية التي أطلقت عليها خلية فيلا الجابرية لقب (زايد الشحي) وثبت لاحقاً أنه مغرد كويتي من (المرتوتين) لدشتي وعاشور وأن مستنداته المزعومة منشورة منذ سنوات في مواقع إلكترونية شيعية، فكانت نتيجة هذه الفضيحة إختفاء حساب الشحي وذوبانه كفص ملح!

لقد ثبت اليوم بما لا يدع مجالاً للشك بأن ذلك الرجل المتجنس في السبعينات والذي عاش في الكويت قبل ذلك كأحد إخواننا البدون إنما هو مجرد ظاهرة صوتية تتفنن بالتحليلات الخيالية والتصريحات البوليسية كما حدث في مسرحية تصوير الموساد الذي عاثوا في دبي فساداً وخرجوا منها كما تخرج الشعرة من العجين، كما ثبت أن معاليه مجرد بوق لقوى إماراتية وأخرى تتمركز في الكويت، وأن هذا المسؤول عن أمن كل ما تشتهر به تلك الإمارة ذات الأغلبية الأجنبية ما هو إلا ضحية إبتزاز قوى إيرانية كلفته بالعمل على تشتيت الإنتباه عن خطرها الأعظم الرابض على الجزر المحتلة والتي يتضح عدم جدية كفاح البعض لاستعادتها في ظل ازدياد النفوذ الفارسي في تلك البلاد -تجارياً ودبلوماسياً ومذهبياً- والذي واجهه أعرق عسكرييها بقوله : (إن استقرار إيران استقرار للمنطقة، وليس من مصلحة المنطقة المواجهة مع إيران، وعلينا أن نتعاطى مع إيران على أنها دولة جارة ومسلمة) في حين ينهمك الفريق المهيري بشتم الإخوان المسلمين والتحذير من هذا التيار السياسي المعترف به في أغلب الدول العربية والذي يتصادم معه الصهاينة في فلسطين والصفويون في الكويت والبعثيون في سوريا.

في وجهة نظري إن أكبر الخاسرين في هذه الموقعة الإلكترونية التي شارفت صلاحية بطلها على الإنتهاء هي الإمارات الشقيقة التي شَوهت تغريدات شرطيها الأول سمعتها الطيبة التي بنتها على مدى سنوات طويلة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، فقد صنعت تغريدات خلفان خلال شهورٍ صورة قمعية فلولية عن وطنه وعداوات ومشاحنات مع شرائح كثيرة في دول عديدة حين هاجم الثورات العربية وبرر لطغاتها وتطاول على رئيس مصر المنتخب وشتم اليمنيين وسب المعارضة الكويتية المشاركة في ساحة الإرادة وتدخل بالشأنين السعودي والقطري ونادى بتعليق عضوية الكويت في مجلس التعاون الخليجي! كل ما سبق ذكره جرى بدون شك بموافقة أو على الأقل غض طرف من مسؤولي ضاحي خلفان والذين بالتأكيد  لن يكون تبريرهم هو (حرية التعبير) في بلد شن في الآونة الأخيرة حملة شعواء لاعتقال عدد من الأكاديميين وحفظة القرآن والمنتمين لتيار إسلامي إصلاحي سلمي، كما لن يستطيع أحد التبرير له من باب أنه يقوم بالرد على تدخلات الآخرين في بلاده فشتان بين نقدٍ موضوعي هادئ صدر من شخصيات كويتية غير حكومية وشتمٍ وتهديد تفَوّه به ذلك المسؤول الحكومي الذي تملأ بزته العسكرية أوسمة ونياشين لحروبٍ .. تويترية !


عبدالله الأعمش

هناك 4 تعليقات: