الجمعة، 9 يوليو 2010

الإنتحار الشيعي !


عدة أسباب دعتني لكتابة هذه المقالة كان آخرها الطرح الوضيع لصحيفة الدار ضد خصومهم في وسائل إعلامية أخرى ، فألفاظ على شاكلة (البهيم) تتناقض مع قوله تعالى { و لقد كرمنا بني آدم } و لا تتفق مع أخلاق من يدّعي حب آل البيت رضي الله عنهم ، فأقول مستعيناً بالله :

للإنسان أن يتعظ مما حوله من حوادث و مخلوقات ، و من مخلوقات الله العظيمة (الحيتان) تلك الحيوانات التي لا يوصف الإنسان بها تحقيراً له ، لكن العلماء و المختصين مازالوا عاجزين عن تفسير حالات الإنتحار الجماعي التي تصيب الحيتان بين فترة و أخرى حيث تقذف تلك المخلوقات أجسادها الضخمة على اليابسة في أوقات معينة من كل عام مما يؤدي لنفوقها .

هذه الظاهرة تذكرني بالإخوة الشيعة في الكويت و كيف أنهم يسيرون في طريق الإنتحار السياسي و الإجتماعي منذ ما قبل الإنتخابات الأخيرة بشهور ، فهم يشوهون صورة طائفتهم بأنفسهم و يلقون بأيديهم إلى التهلكة ، لكن الفرق بين إنتحار ملوك البحر و إنتحار الطائفة الشيعية هو أن الأول مجهول السبب أما الثاني فله عدة شواهد أنقل أبرزها للقاريء الكريم كي يتضح مقصدي :

1- إسناد أمر الشيعة لمن هو غير كفء ، فأصبح يتحدث بإسمهم في الشؤون السياسية من لا يجيدها كالمهري الذي يقدم نفسه كرجل دين ، و كانت أبرز زلاّته التي مازال الشيعة يعانون منها حتى يومنا هذا نعته الأعمال الإرهابية التي حدثت بالثمانينات بالوطنية !

2- إختيار من يشوه صورة العمامة و لا يعبر عنها تحت قبة البرلمان ، فالعمامة التي يفترض أنها إقتداء بأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه لا يمكن أن يصدر عن لابسها تصرفات صبيانية شاهدناها بالصور في (هوشات) مجلس الأمة و بعد السقوط في الإنتخابات يوم توعد لابسها من لم يصوت له بحساب يوم القيامة زاعماً أنه لن يخوضها مرة أخرى .. و ما صدَق !

3- الإنسياق وراء حكومة غير شعبية مبغوضة من قبل الناس ، حتى صار نواب هذه الطائفة يتصدرون خط الدفاع الأول عنها و أصبحوا الأحق بألقاب (البصامة) و (الإنبطاحيين) كونهم يأتمرون بأمر الحكومة في كل شاردة و واردة .

4- دعم الإعلام الفاسد و قنوات الفتنة من قبل رجال أعمال شيعة و عدم تعرض هذه القنوات و الصحف لشخصيات من الطائفة الشيعية بالنقد أو التجريح مما يؤكد الخط الطائفي و النهج العنصري لها .

5- المجازفة بالتصادم مع القبائل و الحركة الدستورية الإسلامية و التكتل الشعبي و خسارة علاقات تاريخية معها رغم الإشارات الإيجابية الصادرة من تلك التيارات تجاه الشيعة فالتكتل يضم شخصيات شيعية و حدس عزّت بوفاة السيد فضل الله و غيرها من الأمثلة .

6- السكوت عن المتطرفين من أبناء طائفتهم أمثال ياسر الحبيب ، فالسنة ينتقدون المتشددين منهم و يشجبون تكفير المسلمين ، لكن العكس غير موجود على أرض الواقع بل إن منهم من ينبري للدفاع و التبرير لذلك الفاسق الذي شتم الصحابة و الكويت .

لابد أن يعي الإخوة الشيعة أنهم أقلية يمارسون و بكل حرية عباداتهم في مساجد خاصة و حسينيات مرخصة ، و أنهم يجمعون الخمس دون أن يمروا بالإجراءات التي تمر بها اللجان الخيرية السنية ، و أن لديهم منابر إعلامية من صحف و فضائيات ، و أن كل تلك النّعم التي يرفلون بها و لا يملك أقرانهم في دول مجاورة نصفها إنما هي في ظل حكم أسرة سنّية و بين أكثرية من أبناء المذهب السني مما يتطلب منهم أن يراجعوا نهجهم (الإنتحاري) الذي حذر منه بعض عقلائهم دون جدوى ، و حتى لا يتحقق فيهم المثل المشهور (و على نفسها جنت براقش) !


عبدالله الأعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق