الخميس، 1 يوليو 2010

جاك الموت يا فؤاد


قال الله تبارك و تعالى : { كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام } فالواحد الأحد سبحانه و تعالى يقبض أرواح الجبابرة و الضعفاء ، و يفني بقدرته الملحدين و الأنبياء ، و يموت بأمره الفسقة و الشرفاء ، فما الذي يبقيه غير ذكراهم ؟ منهم من ترك سيرة عطرة كخير الخلق محمد صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم ، و منهم من يلعنه ناسٌ و لو لم يعاصروه و ينتقده قومٌ و لو لم يعاشروه و يذمّه بشرٌ و لو لم يسامروه .
و (الكتابة) حالها كحال غيرها من الأعمال التي يورثها الإنسان و يبقيها لمن يأتي من بعده فيقولون : ( مرَّ و هذا الأثر ) ، فهل سيكون أثر هذا الكاتب حسناً أم سيئا ؟ فالكُتّاب أصناف قال فيهم الشاعر عبدالرحمن العشماوي :
أرى الكتّاب آلافاً و لكن * قليلٌ من يُجسّد ما يقاسي
فأقلامٌ يتاجر حاملوها * و أقلامٌ أحد من المواسي
و بعض عقول أمّتنا هباءٌ * يطيرُ و بعضها مثل الرواسي


خلال فترة غير بعيدة توفي كاتبان صحفيان نسأل الله لهما الرحمة ، و هما المصري أسامة أنور عكاشة الذي لن أتحدث عنه من باب (أذكروا محاسن موتاكم و كفوا مساويهم) و الكويتي عادل القصار الذي ترك ذكراً حسناً و سمعةً طيبة و عملاً نسأل الله القدير أن يقبله في موازين حسناته .
و سيحاسب الله سبحانه و تعالى كل كاتب على ما خطّته يده و سطره قلمه و من ضمنهم من كتب هذه الأبيات المعبرة :
و ما من كاتبٍ إلاّ سيفنى * و يبقي الدهر ما كتبته يداهُ
فلا تكتب بخطّك غير شيءٍ * يسرّك في القيامة أن تراهُ

عندما كتب الفقيد القصار مقالاته جعلت كلماته الخصوم يقفون له إحتراماً لأدبه الجم و تقديراً لأخلاقه الحميدة ، فماذا كتب غيره من أمثال فؤاد و نبيل ؟
يوماً ما سيموت (فؤاد) و يبقى (شتمه) للرسول صلى الله عليه و سلم و قد أدانه حينها القضاء الكويتي فزعم التوبة ! و سيُقبَر (فؤاد) و يقرأ من يأتي بعده(سخريته) من الملائكة الكرام و زعمه أنها تأسفت منه ! و سيقبض الله روح (فؤاد) و تظل صوره مع الراقصات منتشرة في مواقع الإنترنت ! و سيزفر (فؤاد) عندما تأتيه سكرات الموت لكن مناصرته للصهاينة و دعوته لضرب المجاهدين بالكيماوي لن تموت !
حينها و عندما يتحقق قول الخالق سبحانه : { و جاءت سكرةُ الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد } لن ينفعه سَيِّده الذي يدفع له و لا من ينشر مقالاته و لا من يثني على شتائمه و لا من يشجعه على التغزل بالساقطات ، و سيتمنى (فؤاد) أن يُمحى كل ما كتبه فلا يبقى منه شيء .. و لكن هيهات هيهات !

عبدالله الأعمش
1-7-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق