الاثنين، 19 يوليو 2010

لهذه الأسباب لابد أن يرحل الرئيس !




(تحمُّل المسؤولية) مصطلح لا يفهمه إلا الرجل الذي تقلد منصباً من باب التكليف لا التشريف ، و في الدول التي تحكمها قوانين و شرائع و دساتير يترسخ هذا المعنى و يُرى على أرض الواقع حين يتنحى المسؤول عن كرسيه إن وقع تقصير جَلَل في حدود مسؤولياته أو إذا تكررت الأخطاء و إن صغرت في مجال عمله .
فوزير النقل (المصري) محمد لطفي قدم استقالته بسبب حادث قطار لم (يقُده) بنفسه ، و لم يلقي فداويته التهمة على سائق القطار !
و رئيس وزراء (اليابان) هاتوياما إستقال لعدم تنفيذه (وعداً) بنقل قاعدة أمريكية ، و لم يبرر له إعلامه الفاسد قائلاً : قضية أمن وطني و أمريكا أكبر من الرئيس !
أما في (الصين) فقد أطاحت الإنهيارات الطينية و التي سببتها (الأمطار) برؤوس مسؤولين حكوميين و قيادات في الحزب الشيوعي ، فلم نشاهد صينياً بصاماً يلوم الطبيعة أو هيئة الأرصاد الجوية !
و في (إيطاليا) إستقال وزير التنمية الإقتصادية بسبب قضية شخصية ترتبط بشراء (شقة) ، و ما كتبت الصحافة الطليانية شيئاً عن إتهامات كيدية من قِبَل المؤزمين أو أنها (مجرد شقة) !

ففي مختلف دول العالم و في ظل أنظمة حكم مختلفة يتحمل البشر مسؤولياتهم دون أن تبرز التبريرات للمسؤول و تنطلق مهمة الدفاع عنه حتى قبل أن يدافع هو عن نفسه ، فلا تُلقى التهم على قائد قطار أو عاصفة مطرية من أجل أن يكون العم المسؤول هو البريء رقم 1 بدلاً عن المتهم رقم 1 !

من هذا المنطلق أجد أنه من المنطقي دعوة رئيس الوزراء لتحمل المسؤولية و التنحي عن كرسيه بصفته المسؤول الحكومي رقم 1 لأن عهد سموه زخر بالصراعات و التجاوزات و الشبهات و المشاكل المالية و الإجتماعية و الأمنية و غيرها من الأزمات التي تتطلب الإعتذار عن الإستمرار في هذا المنصب ، ربما لم يشتم الرئيس بنفسه القبائل لكنها شُتمت في عهده ، و لم تخنق عوادم سياراته الأثرية سكان أم الهيمان لكنهم اختنقوا بتلوث المصانع في عهده ، و إليك عزيزي القاريء بقية المصائب التي حدثت (في عهده) :

1- في عهده :
زادت قضايا الفساد و أخبار السرقات و الهدر المالي ، فتضخمت ثروات الأثرياء و تحول بعض المجهولين إلى أغنى الأغنياء بأموال الشعب المقترض المدين .
2- في عهده :
ظهرت قنواتٌ فاسدة ذات خطاب تحريضي سوقي لم تكن موجودة في عهود من سبقوه ، مما تسبب في أزمات سياسية إجتماعية خطيرة .
3- في عهده :
أُهينت -و مازالت- قبائل الكويت و بَدْوِها في التلفاز و الصحافة على لسان المتردية و النطيحة و أرذل الناس .
4- في عهده :
تنامى المد الإيراني في الكويت و صارت الإجتماعات السرية و العلنية تُعقد في سفارة الجمهورية الإيرانية دون إحترام لسيادة الكويت .
5- في عهده :
تأكدت نبوءة الرسول صلى الله عليه و سلم في ظهور الرويبضة التافه الذي يُحدِّث الناس بالأمور الجليلة كالمدعو (جويهل) الذي قال إنه سيأخذ بثأر الأسرة في مقتل الشيخ علي السالم رحمه الله .
6- في عهده :
يتحدث في السياسة علناً من اعتَبر محاولة اغتيال أميرنا الراحل جابر الأحمد رحمه الله من الأعمال الوطنية ، و صار يُمَجَّد من كان محكوماً عليه بالإعدام و من سُحبت جنسيته و من شارك بتفجيرات الكويت و حج بيت الله الحرام .
7- في عهده :
أصبح وزيراً من شارك في تأبين مُختطِفي (الجابرية) و المجرمين الذين ألقوا جثث الكويتيين مضرجة بالدماء أمام أنظار العالم .
8- في عهده :
تَختطف إيران الكويتيين من قواربهم و تُكتشف أعلام الجمهورية في معسكرات جيشنا و تُهرّب ملابس هذا الجيش لإيران في حقائب السفر و تتحول لافتات الشوارع من عربية إلى فارسية .
9- في عهده :
يُقبض على شبكة تجسسية إيرانية و لا يعقبها إلا تصريحٌ مقتضب لا يمس الإيرانيين ، ثم تتبعها زيارة لرئيس مجلس الأمة لإيران بمباركة رئيس الوزراء ، في وقت وقف فيه أوباما معلناً القبض على رجل حاول تفجير سيارة في أحد ميادين نيويورك .
10- في عهده :
اتجهت الحكومة بعيداً عن المملكة العربية السعودية و مجلس التعاون الخليجي ، فحين تُهدِّد إيران الإماراتيين في موضوع جُزرها المحتلة تقوم حكومتنا بتوطيد علاقتها مع إيران .
11- في عهده :
يُعلن محاميه و أحد نوّابه و المتخرج من قُم أن سموه هو أمير الكويت السابع عشر في سابقة مستهجنة تجاوزت الدستور و تعدّت على حق سمو ولي العهد الحالي حفظه الله .
12- في عهده :
يُحجب عن الشعب حقه في مناقشة قضاياه بعذر (السرية) ، فلا يستمع الشعب لرأي الرئيس بخصوص تلوثٍ بيئي يهدد آلاف المواطنين .
13- في عهده :
يُعتقل الكويتي و يحاكَم و تقيَّد يداه و تعصب عيناه بسبب كتابته لمقال سياسي .
14- في عهده :
يُزَجُّ بالمرأة في سلك الشرطة و حماية الشخصيات و التجنيد دون تطبيق لوعودٍ بإلزامية اللباس الشرعي ، في وقت يُرفض فيه قبول الكثير من الشباب الراغبين في العمل بهذه الوظائف .
15- في عهده :
يبدأ إنشاء أكثر الشوارع كلفة في العالم حيث أن الدولة ستدفع ربع مليار دينار لمسافة 11 كيلومتر فقط ، كما أن هذه الحكومة الرشيدة خصصت مبلغ 50 مليون دينار للإحتفالات الوطنية سبقتها 4 ملايين دينار تم دفعها لبخور .

أستحلفكم بالله .. ألا تكفي إحدى تلك المصائب لإقالة رئيس وزراء ياباني ؟ أليست واحدة فقط من تلك الأزمات كفيلة بإسقاط وزير مصري ؟
لكننا في الكويت .. و في عهد الرئيس المعصوم و الحكومة التي لا تخطيء و الوزراء الأبرياء .. دائماً و أبدا !

عبدالله الأعمش

هناك تعليق واحد: