الجمعة، 10 ديسمبر 2010

شكراً .. فَضَربَتُكُم جعلتنا أقوى !


أقول مستعيناً بالله و دون مقدمات .. صدق من قال : (إن الضربة التي لا تقتلك ، تقوّيك) .
سُجِن خصوم الحكومة فاحترمنا حينها حكم القضاء ، ثم اكتشفوا أن صلابة المسجونين تزداد رغم ظلمة السجن ! فقادوهم بالسلاسل مكبلين لعمليات القسطرة إمعاناً بالإهانة .. فزاد ضعف السجّان !
اليوم .. و بعد مشورة أقل ما يقال عنها أنها (حمقاء) و خطة أخف ما يُطلق عليها (خرقاء) استخدموا ما اعتبروه (آخر الكي) ، فضربوا أعضاء مجلس الأمة ! و كسروا عظام من اختلف معهم سياسياً ، و أهانوا بمرتزقتهم أساتذة الجامعات و خبراء الدستور و رجال الدين .. و الشعب الكويتي ! ثم ماذا ؟ انتهت أسلحة السلطة المتسلطة و مازال الشرفاء يتنفسون ! فرغت ذخيرتهم و مازال الرافضون لمخطط وأد الدستور أقوياء .. بل ازدادوا قوة و إصراراً على الإستمرار في مواجهة الفساد و على درب الإصلاح .

شخصياً ، أود أن أرى تلك الوجوه المكفهرة التي خططت و نفذت الإعتداء المشين على المواطنين العزل في يوم الأربعاء الأسود خصوصاً بعد أن أتاهم خبر توحد المعارضة و إعلان إستجواب رئيس الوزراء و تعالي الأصوات المنددة بعنف الحكومة و تجاوزها القانون و تعسفها في تطبيق الأمر السامي !

لقد بُهِت الجلادون الحالمون بعودة زمن الفداوية و الأحكام العرفية و المجالس الإستشارية الصورية ، فقد كان بتصورهم أن الجموع المناصرة للدستور سترضخ لهم و ستخضع أمام عنفهم ، و لكن هيهات هيهات فقد أجمعت غالبية أطياف الشعب على ضرورة استجواب الرئيس الأفشل في تاريخ الكويت ، فماذا بقي لأزلام (احطبة الدامة) بعد أن عاد الدستوريون أقوى من ذي قبل ؟

لدي تساؤلات أود أن أختم بها مقالي هذا :
1- ألا يرى الإخوة في الديوان الأميري ضرورة إصدار تصريح رسمي يشجب زعم القيادات الأمنية بأن ما اقترفته هراواتهم كان إنطلاقاً من أوامر أميرية ؟
2- مالنا لا نرى اليوم الشخصيات و الشيخات و غيرهم ممن تباكى على المدعو (جويهل) و هبوا لزيارته في المستشفى ؟
3- ألم يشاهد الضباط الذين عقدوا مؤتمراً أمنياً صور الهراوات وهي تكسر عظام الكويتيين قبل زعمهم أن الناس أصيبت بالتدافع ؟

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لَيأتين عليكم أمراء يُقَرِّبون شِرار الناس ، ويُؤخِّرون الصلاة عن مَواقيتها ، فمن أدرك ذلك منكم فلا يَكونن عَرِيفا ، ولا شُرطيا ، ولا جابيا ، ولا خازِنا . رواه ابن حبان , وصححه الألباني .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق