الاثنين، 13 ديسمبر 2010

إلا أميرنا .. يا سيّدهم !

كنت مُقدماً على كتابة مقالٍ حول المؤتمر الخطير الذي عقده قادة الهجوم على ندوة (إلا الدستور) حتى فوجئت بتصريح أخطر لعضو مجلس الأمة (القلاف) حشر فيه مقام سمو الأمير حشراً غير لائق حين قال (إلاّ الأمير) معتبراً الإستجواب تحدياً لتوجيهات سموه رغم أن سمو الأمير قال (إستجوبوا من شئتم) ؟! و لأن هذا القلاف لم يوقَف عند حدّه يوم تحدث عن الأمير السابع عشر فقد تمادى اليوم و زج بالمقام السامي في صراعٍ سياسي مشتعل بين جبهة دستورية و أخرى حكومية .
فمن يا ترى يوقف المتهورين عند حدهم ؟! بالأمس رجال أمن يكسرون عظام الكويتيين العزل ثم يَدَّعون أنها أوامر أميرية ! و اليوم أعضاء برلمان يريدون حماية رئيس الحكومة فيزعمون أن إستجوابه مخالف لأمرٍ أميري !؟

لقد أكدت الأحداث الأخيرة أن المتطرفين في هذه الأزمة هم جماعة الحكومة و أنصارها ، فهم من استخدموا أشنع الوسائل لمواجهة خصومهم ، فالتستر بمقام سمو الأمير عند مواجهة الفريق الآخر صار أحد أساليبهم كما سبق ذكره، و الهجوم العنيف على أعضاء مجلس الأمة و ضرب أساتذة الجامعات و خبراء الدستور كان ردهم في وجه ندوات (إلا الدستور) ، و ثالثة الأثافي تكميم الأفواه الذي بدأ بمقاطعة جلسات البرلمان ثم قمع الندوات و بعدها منع المشاركة في القنوات الفضائية العالمية !؟

أستحلفك بالله يا سيدهم ، هل سيكون تصفيقك الحار لمن ضرب زملاء المجلس و قَمَع التجمع السلمي بالهراوات هو نفس التصفيق الذي ستسمعنا إياه عندما تغسل قوات مكافحة الشغب (شراع) المتجمهرين خارج الحسينيات في مناسباتكم الدينية ؟ أم أن تصفيقك سيتحول حينها إلى .. لطم ؟!؟ أعدك يومها بأننا أول من سيعطيك دروس (مقابلة الإساءة بالإحسان) و سنشجب العنف و لو كان موجهاً ضد تجمع مذهبي .. غير قانوني .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله : أَمَا إني لا أعني أميرًا خيرًا من أمير ، ولا عامًا خيرًا من عام ، ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ، ثم لا تَجِدون منهم خلَفا ، ويَجيء قوم يُفتَون برأيهم) وفي لفظ عنه: (فيَثْلِمون الإسلام ويَهدِمونه) صدق خير الخلق عليه الصلاة و السلام .


عبدالله الأعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق