الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

قوات مكافحة .. الشعب !

لا أقبل أن يفرض أحدهم علي إخواناً أو (ربع) ، فلا داعي لأن تحاول أبواق الداخلية تحبيب قوات مكافحة الشغب لنا بتسميتهم (اخوانكم و عيالكم و منكم و فيكم) !!
فلا يشرفني أن يكون أخي من الذين يهوون بالهراوات على أجساد ممثلي الشعب و أساتذة الجامعات و المواطنين المسالمين ، و لا يسعدني أن يكون صديقي من يفسر أمر ولي الأمر كما يشتهي فسُمُوه لا يمكن أن يقبل بتلك المشاهد الدامية ، و لا يسرني أن يكون ابن عمي من (حطب الدامة) و من جماعة (بيا بيا .. برو برو) .. بالفارسية !

لقد شاهد العالم كله الصور الهمجية لقوات مكافحة الشغب و هي تسحل المدنيين العزل و تسحب أساتذة الجامعات و أعضاء البرلمان من أقدامهم في مشهد تقشعر له الأبدان، ثم شاهدنا في تلفازنا التعيس مهرجان التناقضات و الكذب الصريح الذي عقده ضباط الأربعاء الأسود، و بعدها استمر القمع و تم إلقاء القبض على الخبير الدستوري الذي أُختُطِف من داخل بيت النائب الحربش و ضرب ضرباً مبرحاً فأغمي عليه ثم استيقظ على خبر الشكوى المقدمة ضده من قبل المعتدين عليه !

و يصل مسلسل الخزي لحلقة (إغلاق مكتب قناة الجزيرة) التي فضحت جريمة الصليبيخات و أثبتت بالصور زيف مزاعم ضباط الأربعاء المشؤوم ، ثم تأتي مصيبة أخرى و ليست أخيرة تتمثل في حجب بعض المواقع الإلكترونية (العالمية) التي نقلت لقطات مصورة لما حدث في ذلك اليوم في محاولة يائسة لمنع تسرب أخبار القمع خارج الكويت و هو ما يؤكده عدم تعرض المواقع (المحلية) للحجب !

كنّا نتجاوز الأردن بأشواط في ميدان الديمقراطية لكنهم تجاوزونا قبل أيام عندما شكل شقيق جلالة الملك عبدالله لجنة تحقيق بأحداث شغب أصيب خلالها مشجعوا كرة قدم على يد قوات الأمن !

كنّا نسبق مصر كثيراً في مجال الحريات لكنهم سبقونا البارحة في طريقة تعاملهم مع الفضائيات ، فقناة الجزيرة مازالت تنقل صوت المعارضة المصرية و إنتقاد الرئيس مبارك من خلال مكاتبها العاملة في القاهرة !

حتى الصين الشيوعية أعادت النظر في منع موقع (يوتيوب) العالمي في الوقت الذي يحجب فيه القمعيون عندنا اللقطات المعروضة عليه و الخاصة بفضيحة قوات الأمن التابعة لمن يطلق على نفسه لقب (احطبة دامة) !

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تُرَوِّعُوا المسلم ، فإن رَوْعَة المسلم ظلم عظيم) ، ورُوِيَ عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (مَن أخافَ مؤمنًا كان حقًّا على الله أن لا يُؤَمِّنَه من أفزاع يوم القيامة) .

عبدالله الأعمش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق