الخميس، 10 يونيو 2010

الجَواسِم

(الجَواسِم) هم أولئك الذين انتفضوا في وجه التعسف مناصرةً للمحامي الكويتي محمد عبدالقادر الجاسم المعتقل في سجن كويتي بسبب مقالات سياسية .
(الجَواسِم) ينتمون لتيارات مختلفة و طوائف متعددة ، فمنهم الإسلامي و الليبرالي ، و منهم الحضر و البدو كبيرهم و صغيرهم ، و فيهم النقابيون و الطلبة نساءً و رجالا .
فشكراً للأزمة التي جمعت الكويتيين دفاعاً عن حرية الكلمة .

-
(الجَواسِم) إتفقوا على الدفاع عن هذا الرجل رغم أن كثيراً منهم كانوا خصومه ، فقد سانده (الجَواسِم) مع أنه كان يرأس صحيفةً تهاجمهم ليل نهار ، و الغريب أن من يقف ضده اليوم هم زملاؤه في الأمس !
فشكراً للقضية التي كشفت الفرق بين أصحاب المباديء و فُجّار الخصومة .

-
و قد صدق من قال :
جزى الله الشدائد كلَّ خيرٍ * و إن كانت تغصّصني بِريقي
و ما شُكري لها إلا لأني * عرفتُ بها عدوّي من صديقي

(الجَواسِم) كسروا الكرباج على ظهر من هددهم به ، فقد حسِب صاحب الكرباج أن المحامي الجاسم سيكون عبرة للآخرين من أعداء الفساد ، لكنه صُدِم بعدم جدوى فعلته في حق الجاسم حين شاهد حشد (الجَواسِم) ضد الإعتقال و عندما علت أصواتهم أكثر من ذي قبل .
فشكراً للإعتقال الذي بيّن شجاعة أهل الكويت في وجه القَيد .

-
(الجَواسِم) يعلمون تماماً أن المُعتقَل الجاسم سيخرج من سجنه أقوى من ذي قبل ، و هذا ما يؤرق خصومه الذين أرادوا لجمه و إخراسه ، فصلابة الجاسم في معتقله و بالمحكمة تعني أن كل هذه الأحداث التي إفتعلها أعداؤه لم تحقق أهدافهم التي خططوا لها !
فشكراً للتنكيل الذي خَلَقَ مثالاً يُحتذى به في المستقبل .

-
و قد أصاب من قال : ( المصيبة التي لا تقتلني ، تزيدني قوة) .
(الجَواسِم) بمختلف فئاتهم صنعوا جيلاً سياسياً يعرف حقوقه الدستورية و لا يجهل تاريخه البرلماني مستعيداً دروس ديوانيات الإثنين .
فشكراً لقمع التظاهرات مادام يأتي بشبابٍ يؤمنون بمباديء الحرية و الديمقراطية .

-
فهؤلاء لم يقبلوا أن يتحقق في وطنهم قول الرصافي رحمه الله :
علمٌ و دستورٌ و مجلس أمةٍ * كلٌّ عن المعنى الصحيح مُحرَّفُ
-

و أنا أكتب هذه الكلمات تذكرت (القَواسِم) -بالقاف و ليس الجيم- الذين كانوا يحكمون الساحل الشرقي للخليج العربي ، فكانت (لنجة) و (بندر عباس) و الجزر القريبة منها مُلكاً للقواسم العرب قبل سقوطها بيد المد الفارسي الذي ضمها لإيران .
-
و بما أنني أكتب عن ثمن الكلمة الحرة ، لابد أن أغتنم الفرصة و أقدم الشكر الجزيل لعميدة صحفيي البيت الأبيض (هيلين توماس) التي ضحت قبل أيام بمقامها المميز بعد نصف قرن من التربع عليه من أجل قضية فلسطين العادلة حين طلبت هذه العجوز الغير مسلمة من الإسرائيليين مغادرة فلسطين و العودة لأوطانهم الأصلية !

-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق