الثلاثاء، 8 يونيو 2010

هل يمثل رئيس الحكومة خطراً على الأمن القومي ؟


عندما تحكم الأقلية ! و تتبع إيران سياسة : فرّق تَسد


يدور في الكويت منذ أشهر حديث عن خطر إيراني يهدد البلاد ، و رغم ذلك لا تظهر من قِبل الحكومة أي ردود فعل جدية تجاه هذه التحذيرات ، فيما يواصل ممثلوها في مجلسي الوزراء و الأمة تصديق التصريحات التخديرية و التطمينات التي تنشرها شخصيات و وسائل إعلام موالية لإيران ، فخطر شبكة التجسس على سبيل المثال سَخَّف منه النائب القلاف و الكاتب الفضل و جريدة الدار و قناة العدالة فشنّت الحكومة حملة تكميم أفواه شملت رفض عقد جلسة سرية يناقش بها أعضاء البرلمان تفاصيل القضية .
و هذا الخطر الذي نعنيه له عدة أشكال و درجات سيأتي التطرق لها ، و ليس بالضرورة أن تأتي الطامة فجأة بل كثيراً ما تسبقها مؤشرات و بوادر مثلما حدث في الغزو البعثي للكويت يوم أن كانت السلطة تحمل شعار ( إطمئنوا ) ! و المؤكد أن المخطط الإيراني لن يتحقق في أجواء صافية و وعي حكومي شعبي ، بل إن التنفيذ لا يمكن إتقانه إلا في ظل حالة الفوضى و الهرج و المرج المتمثلة في التالي :

1- الغزو :
وقع الغزو العراقي و إحتلال كافة الأراضي الكويتية في ساعات ، فهل يعجز الإيرانيون عن القيام به بإستخدام أسلحة أكثر تطوراً من التي كانت لدى صدام ؟

2- إحتلال الجزر :
إحتلال جزر إماراتية من قِبل الجيش الإيراني أمر واقع ، فما الذي يمنع حدوثه للجزر الكويتية ؟

3- الإرهاب :
إن الأعمال الإرهابية كالتفجيرات و خطف الطائرات و الإغتيالات سبق أن أتت للكويت من الجمهورية الإيرانية ، فلماذا لا تتكرر ؟

4- صراع الحضر و البدو :
ستصيب الكويت أخطار متعددة تحاك بأيدي إيرانية هدفها شق الوحدة الوطنية و تقسيم السنة إلى حضر و بدو ، و هنا يُؤكَل الثور الأبيض و الأسود تِباعاً بسبب حملات الإعلام الفاسد التي جعلت من قضية المزدوجين الهم الشاغل للشارع الكويتي ! حتى صار الحضر يسمون البدو –مزدوجين- و البدو يسمون الحضر –جويهليين- !!

5- صراع الأغنياء و الفقراء :
ثم يبرز خطر التقسيم الطبقي إعتماداً على المادة ، فتوسيع الفارق بين الأغنياء و الفقراء يجري بدعم شيعي واضح عن طريق إذابة الطبقة الوسطى من خلال مشاريع على غرار الخصخصة و تعطيل أي مشروعات تساهم في حل مشكلة القروض بظل الوفرة المالية للدولة !

6- الصراع السني الشيعي :
لم يبدأ هذا الصراع إلا حين حكم الخميني إيران و عمل نظام المرشد على تصدير الثورة للعالم عموماً و دول الخليج و العراق بشكل خاص ، فكان رد الفعل السني طبيعياً و مبرراً تجاه المذهب الجديد !

7- تسَيُّد الأقلية للأغلبية :
لا تثور الشعوب إلا إذا أحست بالظلم و الغبن ، فعندما تستعبد النخبة شعباً وُلِد حراً يتفجر الغضب ، و سبق أن قلنا بأن المخطط الإيراني لن يتحقق إلا في ظل الفوضى لهذا يهدفون لدعم أقلية شيعية ضد أكثرية سنية ، و أقلية ثرية ضد أغلبية متوسطة أو فقيرة ، و أقلية ليبرالية ضد غالبية محافظة .

إن هذه هي أبرز الأخطار الإيرانية و ليس جميعها ، يبقى السؤالان المهمان هما :
من يُسَهِّل تنامي الخطر ؟

من الواضح أن رئيس الوزراء الحالي هو المتهم الأول في هذه القضية ، فيكفي من أجل إتهامه أنه هو الرئيس الذي حدثت في عهده هذه الأزمة الخطيرة فهو كوزير النقل الأوروبي الذي إستقال عندما خرج القطار عن سكة الحديد ، كما أنه من الواضح تماماً تقريب رئيس الوزراء لأصحاب الولاء الإيراني كمستشارين و أصدقاء و أعضاء مجلس أمة و وزراء متهمين بتأبين مجرم لبناني و غيرهم ، و ربما لا يقصد الرئيس تهديد الكويت عمداً لكنه يقصد تماماً الإنتفاع السياسي و ربما المادي من الزمرة المرتبطة بجمهورية إيران ، فهذه الزمرة تدعمه في مجلس الأمة و مجلس الوزراء و تصفق له ليل نهار في صحفها و قنواتها و على لسان نوابها الذين بشّر أحدهم الكويتيين بأن هذا الرئيس هو أمير الكويت الذي يلي ولي العهد الحالي !! إذاً فالمسألة بكل بساطة (تبادل مصالح) لكنها مصالح تهدد مصير وطن .. جشعاً و حماقة .

أين صمام الأمان الذي لابد أن يدعمه الشعب ؟
إن كل من حاربته أبواق الفساد كالعدالة و سكوب و الدار و غيرها يعتبر صمام أمان للشعب الكويتي ، فهذه القنوات و الصحف التي يدعمها لوبي (الرئيس و إيران) هي التي كشفت للشعب من هو المخلص المحب للكويت و من الذي تتلطخ يداه بالفساد و تدمير الوطن ، فكان الوضع كقول الشاعر :

و إذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ ** فهي الشهادة لي بأني كاملُ

فقد هاجم المشبوهون التكتل الشعبي و هو الأعلى صوتاً في المجلس ، و حاربت قنوات الفتنة الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) و هي أول من أعلن إستجواب رئيس الوزراء ، و طعن اللوبي الطهراني بنواب شرفاء كفيصل المسلم و الطبطبائي و غيرهم لأنهم يمثلون صوت الشعب الحر ، لهذا يتوجب على كل مواطن مخلص لوطنه أن يعي تلك المؤامرة الخطيرة و أن لا ينساق وراء مخططات تمزيق الصف السني (حضر و بدو) أو إضعاف المعارضة و ضرب التيارات بعضها ببعض .

ختاماً .. أرى أن بقاء رئيس الوزراء في منصبه يُعد خطَراً على الوطن و تهديداً قومياً لا يُستهان به ، فالتحقيق مع الشبكة التجسسية المرتبطة بإيران أكد إرتباط رجال أعمال كويتيين بهؤلاء الجواسيس و تلاه كشف إتصالات وثيقة بين رجال الأعمال المشبوهين وسمو الرئيس .. (الخَطَر) !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق