الجمعة، 11 يونيو 2010

و دَقَّ الجَرَس في صحيفة القَبَس !



هو جرس المنبه الذي قال عنه الشاعر السياسي أحمد مطر : (صباح ذات يوم ، أيقظني منبه الساعة ، فقال لي : يا ابن العرب ، قد حان وقت النوم !)
فجأة استيقظت القبس من سُباتها و سَطَّر إفتتاحيتها قومٌ زُرق (نسبة لدمائهم لا إنتمائهم للطوارق) فأطلقوا على استجواب تكتلهم الليبرالي لقب (إستجواب الإصلاح) !
فصدق فيهم قول العرب : (سكَتَ دَهراً و تكلَّم كُفرا !) و يا ليتهم كانوا من الساكتين الصامتين ، بل هم أسوء من أولئك بكثير حيث أن في الصمت خيراً في بعض المواقف كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم : (من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر ، فليقل خيراً أو ليصمت) فقد تعودنا من المتشدقين بحرية الرأي و عشق الدستور في هذه الصحيفة العلمانية مهاجمة كل إستجواب لا يعجبهم من قدَّمه حتى قبل معرفة مضمونه ، فكان تبريرهم السخيف في إفتتاحيتهم الركيكة هو : (لقد عارضنا استجوابات سابقة لضحالة مضمونها و اندراجها في أجندات سياسية مكشوفة ) ! و أجزم أن من كتبها كان مرتبكاً لدرجة تصَبُّبِه عرقاً .. أزرق اللون .
فأين (العُمق) في استجوابكم الغير (ضحل) ؟ و هل المطلوب منّا أن نتحول إلى سُذَّج فنعتبر استجوابكم براء من (الأجندة السياسية) كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ؟
لا أعلم كيف يرتب هؤلاء الزُرْق أولوياتهم ؟ فمنذ متى تُعتبَر مشاكل الرياضيين أهم من المشاكل الصحية لآلاف المواطنين في أم الهيمان ؟ و كيف أصبح حل خلافات المناصب الرياضية أكثر ضرورة من متابعة تجاوزات وزارات الداخلية و البلدية و الأشغال ؟ و على أي أساس صارت الكرة و الملاعب أشد إلحاحاً من مصروفات ديوان رئيس الوزراء ؟

هذا الإستجواب عليه ثلاثة علامات إستفهام :
1- هل هو استجواب حكومي-حكومي ؟ بحيث يستجوب نواب الحكومة حكومتهم الرشيدة فتتحسن صورتهم و يصبحون من أبطال المعارضة الذين لا تنطبق عليهم ألقاب (بصامة) و (إنبطاحيون) ؟ خصوصاً و أن بطل الحلقة الثانية من المسلسل هو النائب (دليهي) الذي هدَّد وزير التجارة بإستجوابٍ قادم ، فذكَّرني بقول الشاعر :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا * أبشر بطول سلامةٍ يا مربعُ

2- هل سيتماسك تكتلهم المخلخل أمام الضغوط العائلية ؟ أم سيزداد تفككاً فينفرد به بعضهم دون الآخرين ؟ أو أن المسرحية ستكتمل بسحب الإستجواب مقابل تنازلات يقدمها الطرف الآخر فيأتينا حكماؤهم ناصحين : أرأيتم كيف تنصلح الأمور و نجني العنب دون حاجة للإستجوابات و التأزيم و إزعاج الناطور ؟

3- و هل سيكون موقف المعارضة الحقيقية ممَثَّلة بالتكتل الشعبي و تكتل التنمية و الإصلاح معارضاً لهذا الإستجواب (الضحل) من باب (هذه بتلك) ؟ أم سيطبقون قاعدة (إلحَق الجَذّاب لي باب بيته) فيدعمون إستجواب جماعة القبس النابع من (أجندة سياسية) و حينها إما أن يسقط الإستجواب و (يكسّر الفخّار بعضه) أو أن ينجح فيكون (القشة التي قصمت ظهر البعير) ؟!

العلم عند الله ، و الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت التي ربما يكون أقواها من باب (شر البليّة ما يُضحك) هو طلب الحكومة تحويل جلسة إستجواب الرياضة لجلسة .. سريّة !!

عبدالله الأعمش

11-6-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق