الثلاثاء، 8 يونيو 2010

السفينة بَدِر .. و نبيل الوَدِر

_
إنتفض العالم بجنسياته المختلفة و أديانه المتعددة شاجبين الإعتداء الإسرائيلي على قافلة الحرية ، و سُمعت بعيداً عن تلك المظاهرات و الإجتماعات الدولية أصوات نعيقٍ صهيونية و أخرى لماسونيين عرب ، و قد صدق قول الشاعر النبطي في أحدهم :

أبدأ بربي و أتعوذ منك يا الوجه الودر ** يومن مثلك زمرةٍ ولا حسبنا حسابها

كتب هذا (الغير نبيل) بقلمه الشاذ ساخراً من المشاركين في القافلة الإنسانية و مبرراً المجزرة الإسرائيلية كونها حق للإسرائيليين في الدفاع عن أرضهم !!

فأقول لمن (لا فضل له) مستعيناً بالله :

1- إن الصهاينة قتلوا ركاب سفن الإغاثة في مياه دولية و ليست إسرائيلية !
2- إن وجهة السفن كانت ناحية سواحل غزة المحررة و ليست لما يسمى بإسرائيل !
3- إن ركاب السفن من جنسيات مختلفة و يتبعون منظمات إنسانية و فيهم برلمانيون عرب و أجانب ، فليسوا من كوادر حماس أو حزب الله !
4- إن السفن يملؤها الكثير من العُزَّل المسالمين من شيوخ و نساء و فتيات بل و حتى الأطفال ، فلماذا ووجهت بنيران فرقاطة و مروحيات و قوارب حربية و إنزال جنود مدججين بالسلاح ؟!
5- إعتراض السفن و خطفها و تغيير مسارها من المهارات العسكرية التي تقوم بها دول أوروبا في مواجهة سفن المهاجرين الغير شرعيين في نفس البحر الذي حدثت فيه المجزرة ، فلماذا لم يقم الإسرائييون بذلك ؟!
6- إن حديثك عن كيفية التعامل مع السفن الإيرانية و العراقية التي تتجه للكويت لهو حديث جاهلٍ لم يبلغ الحلم بعد ، فقوات خفر السواحل الكويتية تعتقل بشكل دوري العشرات من الإيرانيين و العراقيين الذين يحاولون التسلل للكويت لكنها لم تقتل أحداً منهم رغم أن نواياهم سيئة على خلاف نوايا ركاب سفن الحرية !
7- إن موقف فلسطينيي غزة من الكويت موقف سياسي نتلقاه من المرحومين سمو الأمير جابر الصباح و سمو الشيخ سعد العبدالله و من وزير الخارجية ، و لا نأخذه من أمثالك في قنوات الفساد كذلك الورع و عمته و شقيقها !
8- إنك يا من ينشر الإسرائيليون مقالاتك في مواقعهم الإلكترونية تعاني أمراضاً نفسية خطيرة ، أولها جُبنك و عدم إستيعابك لشجاعة المشاركين مما جعلك تعتبرهم متهورين فصدق فيك قول :

أسدٌ علي و في الحروب نعامةٌ * ربداء تصفر من صفير الصافرِ

9- أما مرضك الثاني فهو الحقد و الغل على الفلسطينيين الذين أزعجوا أسيادك بني صهيون ليل نهار فأنكرت على الكويتيين مساندتهم حاشراً الوطنية و حب الكويت في هذه المسألة و كأنك كنت من مؤسسي المقاومة الكويتية و لست الذي قال (طز بالدستور) !
10- إنك تزعم أن بعض من الدول العربية لم تشارك بالقافلة و نسيت أن الكويت ليست ملزمة بتقليد الآخرين ، ثم لماذا لم تذكر أن في السفن متضامنين من أمريكا و السويد و بريطانيا مثلاً خصوصاً و أنك تسبح بحمد الغرب ليل نهار ؟!
11- إن التضامن مع أهل غزة قضية إنسانية بالدرجة الأولى ، فليست قضية أمنية او سياسية أو دينية حتى تحاول تهميشها و التسخيف منها و كأنك لا تحمل جنسية الكويت –و للأسف- التي عانت كذلك من إحتلال و أزمة إنسانية مشابهة كان يقول بعضنا أثناءها : إن التحالف مع الشيطان مباح في سبيل تحرير الكويت !

ختاماً .. إذا كنت يا (حرامي الميداليات) تستشهد في مقالك ببروتوكولات حكماء صهيون و خزعبلات نوستروداموس فانا أقصم قلمك بقول الله تبارك و تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} و هو دليلي الأول .
و قول النبي محمد صلى الله عليه و سلم : (مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُؤوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) و هو منطلقي الثاني .

إن عجزنا عن الجهاد في سبيل الله لن نعجز عن المشاركة بقوافل إنسانية و لن نتأخر في الدفاع بالقلم و باللسان عن المسلمين في كافة أصقاع الأرض ، و إن ألجم أفواهنا الجُبن و الخوف فأقل ما نقوم به هو الصمت و الكف عن إنتقاد الشجعان .

1-6-2010



- السفينة بدر : هي السفينة الكويتية المشاركة في قافلة إغاثة غزة .
- الوَدِر : هو الوجه القبيح الكالح ، و تقال أيضاً ذماً لخُلقٍ أو طِباع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق